وصل حازم سدة (34 عاماً) إلى سيدني من الأراضي الفلسطينية وعمره لا يتجاوز السابعة عشرة، وليس في جعبته سوى الكثير من الأحلام وجرعة من الايمان بقدرته على تذليل العقبات التي تعترض أي قادم جديد ومن أهمها حاجز اللغة الانجليزية والقدرة على دخول سوق العمل.
لحسن الحظ، كان والد حازم قد سبقه إلى سيدني وفتح متجراً صغيراً في منطقة Redfern ومن هنا بدأ يُساعد والده ويستكشف المدينة من خلال الزبائن الذين يترددون على المتجر بشكل دوري.
"لم تكن لغتي الانجليزية قوية وكان من الصعب علي التعامل مع الناس" بهذه الكلمات بدأ حازم يروي قصته لأس بي أس عربي24 ولكن المهاجر الطموح لم يستسلم وقرر المضي قدماً في مشوار تعلم اللغة: "كنت عندما يقول الزبائن كلمة لا أفهمها، أبحث عنها في القاموس. تعلمت اللغة مما ساعدني بشكل كبير في عملي".
وبمرور الأيام والسنوات، صنع حازم صديقاً جديداً من خلال المتجر وهو الصحفي والمذيع الشهير Ben Fordham وقام الأخير بتحميل صورة لحازم على حسابه على تطبيق Instagram: "جاء الكثير من الأشخاص إلى المتجر وقالوا لي أنهم شاهدوا صورتي على إنستغرام. بعد ذلك بأيام تناول Ben هاتفي وحمّل التطبيق على هاتفي ومن هنا بدأت قصتنا على السوشال ميديا".
ولكن هذه التطبيقات لا تكفي لوحدها لحث الزبائن على زيارة المتجر ولا سيما من مناطق بعيدة في المدينة أو حتى ولايات أخرى، ولذا يحرص حازم على توفير تجربة تسوق فريدة لزبائنه حيث يجدون لديه من المنتجات التي يستوردها خصيصاً من الخارج.
وعن سر صيته الذي ذاع في المدينة يقول حازم: "تربيت على يد والديّ بهذه الطريقة، عليّ أن أكون لطيفاً في تعاملي مع كل الناس. هدفي اكتر من الشغل والبيع هو أن أجعل الناس سعيدة وتضحك. يجد الزبائن لدي من المنتجات ما يذكرهم بسفرهم إلى الخارج لا سيما أن الحدود الدولية مغلقة الآن ولا أحد قادر على السفر".
ويعترف حازم بأثر الاغلاق على مصلحته التجارية ما دفعه إلى ابتكار طريقة جديدة للتعامل مع المعطيات الجديدة:"قبل الاغلاق وقبل الجائحة كنا قد بدأنا العمل على تحضير الطلبات عبر موقعنا الالكتروني لتلبية الزبائن خارج سيدني ومع دخول الجائحة وفي هذا الاغلاق تحديداً، لمسنا ارتفاعاً كبيراً في الطلب على المنتجات التي نوفرها".
وعن تغير النمط الاستهلاكي للأستراليين في ظل الاغلاق، أوضح حازم أن الناس أصبحوا أكثر وعياً بضرورة التخطيط مسبقاً لشراء حاجياتهم: "قبل الإغلاق، كان الزبون يتردد على المتجر لشراء نفس المنتج كل يوم ولكن الغالبية باتوا الآن يطلبون ما يكفيهم لأسبوع كامل".
ارتفاع الطلب على السلع، أدى إلى تعطل سلاسل التوريد لا سيما بالنسبة للبضائع المستوردة حيث لم يعد بمقدور حازم طلب الكميات التي تواكب حاجة الزبائن.
استمعوا إلى قصة المهاجر الفلسطيني حازم سدة في الملف الصوتي المرفق بصورته أعلاه.