يتسبب مرض السرطان بواحدة من كل ست حالات وفاة في العالم. وتسعى الدول في 4 فبراير من كل عام المصادف اليوم العالمي للسرطان إلى تنظيم فعاليات وندوات يناقش فيها الأطباء والناجون والمرضى أهم الحقائق المتعلقة بهذا المرض ويتبادلون الخبرات والتجارب بهدف نشر التوعية وهدم جدار الخوف الذي يحيط بالمرض.
"هداك المرض" أو "المرض اللعين" بعض من مصطلحات اختار جلّنا استخدامها تجنباً لذكر اسم هذا المرض الذي يخيم شبحه ليس على حياة المريض فحسب، بل على كل أفراد العائلة والأصدقاء والذين يقفون عاجزين عن دعم المريض والتخفيف عنه.
ويضم السرطان تحت مظلته مجموعة كبيرة من الأمراض التي هي كناية عن نمو غير طبيعي لخلايا الجسم، فتبدأ بالانقسام والتكاثر دون رقابة وتصبح قادرة على اختراق أنسجة الجسم.
شعار يوم السرطان هذا العام (هذا أنا وهذا ما سأفعل I AM & I WILL ) في محاولة لإشراك الجميع في مهمة التوعية بهذا المرض والحد من تأثيراته النفسية على المريض ومن حوله.

Source: pixabay / Bokskapet
برنامج Good Morning Australia استضاف ضيفتين ناجيتين من مرض السرطان ليشاركننا بتجربتيهن مع المرض.
"أنا بالنهاية امرأة": راهبة ناجية من السرطان
في عام 2005، خسرت الراهبة مارلين شديد شقيقتها في لبنان اثر اصابتها بالسرطان، ولذا قررت باقي الأخوات اجراء فحص سرطان الثدي ومن هنا بدأت رحلتها مع المرض: "أجريت الفحص وبعد اسبوع طلبوا مني العودة لإجراء فحص إضافي. بعد أسبوع آخر أخبروني أنني مصابة بالسرطان."
سألناها عن وقع هذا الخبر عليها في ذلك الوقت، فقالت لنا أن دمعها اختلط بابتسامة، فإيمانها وروحها النقية جعلت من وطأة الصدمة عليها أقل بكثير من وطأتها على من هم حولها.
وعن تلك الفترة أضافت: "الناس اللي من حولي تعجبوا للغاية. الراهبة التي رافقتي إلى الطبيب بكت كثيراً وبدأت أنا أخفف عنها!"
كنت مصدومة بموت شقيقتي وقلت لنفسي: ليه شو فيه غير الموت؟
وشددت الراهبة على ضرورة الخضوع للفحوصات المبكرة، وعبرت عن استغرابها من ردة فعل الأشخاص الذين تعجبوا من خبر اصابتها: "الانسانية كلها معرضة للإصابة بالمرض. لا علاقة للايمان والصلاة بالإصابة."
وفي الختام، أشارت الناجية المحظوظة بأن المرض كان لا يزال في مرحلته الأولى لدى الفصح، إلى ضرورة إحاطة المريض بالحب والدعم لأن ذلك "يمنحه جزءً من الشفاء."
"لم أفكر سوى بالموت"
تجربة شارلوت دورو مع السرطان كانت أكثر قسوة، فقد تبين لدى تشخصيها أن المرض كان قد وصل إلى المرحلة الرابعة من سرطان الثدي.
"طبعا اول فكرة خطرت على بالي هي الموت ولكن الأمل بالله ظل موجوداً" بهذه الكلمات أجابت شارولوت عندما سألناها عن وقع الخبر عليها في لحظة مصارحة بينها وبين طبيبها وعلى نحو لا يحتمل تجميل الحقائق أو تخبئتها عن المريض.
ونظراً لكون الحالة متقدمة، خضعت شارلوت لعملية استئصال الثدي: "كان صعباً جداً ولكن الانسان يفضل أن يخسر عضواً من جسمه ليبقى على قيد الحياة. محبة عائلتي منحتمي القوة."
وترى شارلوت أن المريض بحاجة إلى دعم نفسي حتى بعد رحلة العلاج لأن فكرة الموت وعودة السرطان تبقى تحوم في باله: "أعتقد أن القوة الشخصية او الروحية تلعب دوراً هاماً ولكن المريض بحاجة لدعم."
استمعوا إلى المقابلات مع الراهبة مارلين شديد والسيدة شارلوت دورو في الملف الصوتي أعلاه.





