تمكنت المجالس البلدية في سيدني من تحصيل 650 مليون دولار من مخالفات اصطفاف السيارات في الأماكن غير المخصصة على مدى السنوات الأربع الماضية. هذه الأرقام تدعم ما ألمحت إليه حكومة ولاية نيو ساوث ويلز من تعمد بعض المجالس البلدية استغلال صلاحية تحرير المخالفات لتحقيق عوائد مالية ضخمة.
بلدية ستراثفيلد تربعت على رأس قائمة البلديات التي حرّرت أكبر عدد من المخالفات بحق السائقين المخالفين، تلتها بلدية كمبرلاند وكامبلتاون. ووفق أرقام حديثة صادرة عن NSW Revenue فإن نصف بلديات مدينة سيدني حررت عدداً أكبر من مخالفات الاصطفاف الخاطئ هذا العام حتى حزيران يونيو بالمقارنة مع الفترة ذاتها منذ ثلاث سنوات. إجمالي عدد المخالفات الصادرة عن البلديات ارتفع بمقدار 7% خلال السنوات الأربع الماضية.
رئيس بلدية ستراثفيلد المنتخب حديثاً أنطوان الدويهي علّق على أداء بلديته في هذا الإطار في حديث لأس بي أس عربي24 بالقول أنه اجتمع مع الأطراف المعنية للتوصل إلى حل للمسألة مستنكراً مركز بلديته المتقدم في تحرير المخالفات: "سأنظر في الموضوع بجدية لأنه عادة ما يتم تحرير المخالفات بحق أشخاص يقومون بتوصل أبنائهم إلى المدرسة أو آخرين وجدوا أنفسهم عالقين في أزمة مرورية (..) من واجب شرطة السير تسهيل الحركة المرورية (..) سأتخذ إجراءات بهذا الخصوص قريباً."
غرامات الاصطفاف الخاطئ الصادرة عن مجلس بلدية وسط المدينة ارتفعت بمقدار 12% لتصل في مجملها إلى ما يقرب 278 مخالفة هذا العام حتى حزيران يونيو علماً بأنها لم تتجاوز حاجز 248 ألف مخالفة في السنة المالية 2015 – 2016. القيمة المالية لغرامات الاصطفاف الصادرة عن مجلس المدينة وصلت إلى 39 مليون دولار هذا العام بالمقارنة مع 32.7 مليون دولار قبل ثلاث سنوات.
وعلى الجانب الآخر، بلدية ويفرلي - تشرف على مناطق عدة منها شاطئ بونداي – أصدرت عدد المخالفات أقل هذا العام بالمقارنة مع نفس الفترة منذ ثلاث سنوات. بلديات أخرى مثل ويلوبي وشمال سيدني وراندويك وفيرفيلد حلت أيضاً في ذيل القائمة أي أن عدد المخالفات الصادرة بحق السائقين هناك كانت منخفضة نسبياً هذا العام.
Source: Facebook
الخطط المستقبلية لبلدية ستراثفيلد
رئيس البلدية الجديد المتحدر من أصل لبناني بدأ بالعمل في القطاع الحكومي في 1995 في بلدية بيروود وانتقل بعد ذلك إلى ستراثفيلد حيث يعيش ويمتلك مصلحة تجارية وانضم إلى المجلس البلدي في المنطقة منذ عامين. الدويهي ينتمي لحزب الأحرار وانتخب حديثاً رئيساً للبلدية.
وقال الدويهي أن العمل في المجالس البلدية مختلف عن العمل في المجال السياسي فالتركيز في البلديات ينصب على تقديم الخدمات للمواطن. وأضاف الدويهي: "شغلنا الشاغل توفير شوارع نظيفة وبناء مواقف سيارات وحدائق (..) نقوم حالياً بإجراء صيانة للحدائق في ستراثفيلد لأن العمارات السكنية باتت أكثر في المنطقة ومن حق الأطفال ايجاد مكان مناسب للعب في الهواء الطلق عوضاً عن البقاء داخل الوحدات السكنية ومشاهدة التلفاز طوال الوقت."
وأكد الدويهي على الخصوصية الي تتمتع بها منطقة ستراثفيلد وتحدث عن عدم رغبة سكان المنطقة في تحويلها إلى غابة اسمنتية تنتشر فيها الأبراج السكنية. وعلى الرغم من أن المنطقة ليست إحدى الضواحي التي اعتاد الأستراليون من أصول عربية التواجد بها، إلا أن الدويهي ذكر أن 7% من السكان من أصول عربية.
وحول أهمية الانخراط في الحياة الحزبية والعمل الحكومي، دعا الدويهي الراغبين بالالتحاق بالمجلس البلدي إلى الالتحاق بالأحزاب السياسية وممارسة النشاطات المجتمعية وتمثيل الجاليات الي ينتمون إليها بطريقة ايجابية: "العمل في هذا المجال يتطلب مواصفات معينة وعلى أفراد المجتمع المحلي أن يتعرفوا عليك أكثر (..) إذا قمت بتصرف خاطئ سيلقي الناس باللوم على الجالية اللبنانية بأكلمها لذا لا بد من الحرص على بناء علاقات طيبة."
استمعوا إلى المقابلة مع أنطوان الدويهي في التدوين الصوتي.
