أعاد الهجوم القاتل لسمكة قرش في شاطئ سيدني الشمالي النقاش حول فعالية شباك القرش وتأثيرها البيئي ، وما اذا كانت هذه الشباك تحمي بالفعل السباحين وما البدائل المطروحة ؟
وكان الضحية وهو رجل خمسيني يمارس ركوب الأمواج في شاطئ لونغ ريف عند ضاحية دي واي صباح السبت، لما تعرض لهجوم من "قرش كبير"، وفق ما ذكرت الشرطة ، حيث أصيب بجروح خطيرة فارق الحياة على إثرها في مكان الحادث.
وأعلنت الشرطة الأسترالية توجيه فرق الطوارئ إلى شاطئ لونغ ريف بعد الساعة العاشرة من صباح يوم السبت بالتوقيت المحلي للساحل الشرقي فيما تم اغلاق شواطئ المنطقة عقب الحادثة بينما كانت طائرات بدون طيار تبحث عن الحيوان المفترس الذي هاجم الرجل ، في أول حادثة تسجل منذ نحو 3 سنوات ونصف.
وجاء الهجوم في وقت لا تزال فيه خطة حكومية لتجربة إزالة شباك القرش من بعض الشواطئ معلّقة.
وقبل أقل من أسبوع، أعيد نصب الشباك في 51 شاطئا شهيرا حول سيدني، رغم الخطط لتقليص استخدامها.
وتبين أن شاطئ دي واي كان يحتوي على شبكة للقرش وقت وقوع الهجوم.
وتمتلك ولايات نيو ساوث ويلز وكوينزلاند وغرب أستراليا فقط برامج للحد من هجمات اسماك القرش، مع اعتماد شبكات القرش في نيو ساوث ويلز وكوينزلاند فقط.
أرقام ومعدلات نادرة
ورغم هذا الحادث الا ان الهجمات القاتلة من اسماك القرش نادرة ، ففي سيدني لم يُسجل سوى هجمتين منذ 2022، بما في ذلك حادثة السبت، وقبل ذلك لم تقع أي هجمة قاتلة منذ ستة عقود .
وعلى مستوى أستراليا، يُسجل في المعدل هجمتان قاتلتان فقط سنويا، وهو رقم ضئيل مقارنة بـ 16.6 مليون شخص زاروا الشواطئ بين 2023 و2024 ، وفقا لتقديرات Surf Life Saving Australia .
ورغم أن أستراليا تضم 180 نوعا من القروش، فإن 21 نوعا فقط سُجل لها حوادث عض ونهش للبشر، بينما 90% من الوفيات سببها ثلاثة أنواع وهي القرش الأبيض الكبير، القرش الثور، وقرش النمر.
ما هي شباك القرش؟
بدأ استخدام شباك القرش في أستراليا منذ أواخر الثلاثينيات ، وهي شبكات تُنصب على بعد 500 متر من الشاطئ لاعتراض القروش المتجهة إلى السباحين.
ويبلغ طول الشبكة نحو 150 مترا وتوضع على عمق ستة أمتار تحت سطح الماء، وتثبت في قاع البحر بينما تطفو على سطحها عوامات لإبقائها مشدودة.
في نيو ساوث ويلز، يتم تركيبها عادة في 51 شاطئا من نيوكاسل إلى وولونغونغ بين الأول من سبتمبر ونهاية أبريل. وبين عامي 2024-2025 تمت إزالتها مبكرا في أبريل لتجنب زيادة نشاط السلاحف.
أما في كوينزلاند، فالشباك تبقى على مدار العام في 86 شاطئا.
هل تعمل شباك القرش فعلا؟
عالمة الأحياء البحرية فانيسا بيروتي قالت لـ"أس بي أس" ان شباك القرش ليست حلا سحريا وان اسماك القرش قادرة على السباحة حولها أو من تحتها، وبالتالي فهي لا تمنعها بالكامل.
وخلال صيف 2023-2024، وقع حادث واحد في شاطئ مُجهّز بالشباك حيث تعرضت متزلجة على الامواج لإصابة طفيفة في ساقها بهجوم يُعتقد أنه من قرش ووبّيغونغ في شاطئ أفوكا.
ووفق قاعدة بيانات Australian Shark Incident Database، سُجلت 35 مواجهة غير مبررة بين البشر واسماك القرش في شواطئ تحتوي على شباك.
وأشار باحثون من جامعة وولونغونغ عام 2019 إلى أن 50 من أصل 51 شاطئا تحتوي على شباك، تخضع أيضا لدوريات حراس الإنقاذ، ما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كان انخفاض الحوادث يرجع للشباك أو لمراقبة الشواطئ.
كلفة بيئية باهظة
ويتمثل الجدل الأكبر في الثمن البيئي ، فالشباك لا تقتل القروش المستهدفة فقط، بل أنواعًا أخرى من الأحياء البحرية.
ففي صيف 2024-2025، علقت في الشباك 233 كائنا بحريا، بينها سلاحف ودلافين وأنواع مهددة بالانقراض مثل قرش "غراي نورس".
ولم يكن سوى 24 منها من الأنواع المستهدفة (أربعة قروش ثور، واثنان من قروش النمر، و18 قرشًا أبيض).
ووفق وثائق لوزارة الصناعات الأولية في نيو ساوث ويلز، أكثر من ثلثي الكائنات العالقة نفق، وهو رقم مشابه للعام السابق حيث علقت 255 كائنًا في الشباك، لم يكن بينها سوى 15 قرشًا مستهدفًا.
بدائل مطروحة
من بين الحلول البديلة:
- خطوط الطعم الذكية (SMART drumlines): ترسل إشارات عند وقوع القرش ليتم وسمه وإطلاقه حيًا.
- محطات الاستماع: تكشف وجود القروش المعلّمة على بعد 500 متر من الشاطئ.
- تطبيق SharkSmart: يوفر إنذارات لحظية استنادًا إلى هذه البيانات.
- المسيّرات (Drones): قادرة على رصد القروش من الجو، وقد استُخدمت بعد هجوم السبت لتحديد القرش المسؤول.
خطة متعثرة
وكانت حكومة نيو ساوث ويلز تخطط لتجربة تقليص استخدام الشباك اعتبارًا من موسم 2025-2026 عبر السماح للمجالس المحلية بترشيح شاطئ واحد يخلو من الشباك. لكن التجربة تعثرت بسبب خلافات حول من يقرر.
وزيرة الزراعة تارا مورياتي قالت: "طلبنا منهم ترشيح شاطئ ولم يفعلوا". بينما وصفت النائبة عن حزب العدالة الحيوانية إيما هيرست الوضع بأنه "سريالي"، إذ تُنصب الشباك اليوم وقد تُزال غدًا.
نصائح للسلامة الفردية
وأدخلت وزارة الصناعات الأولية والتنمية الإقليمية أجهزة إنذار للحيتان والدلافين لتقليل تعلقها بالشباك.
أما مدير السلامة العامة في Surf Lifesaving NSW، بريت مانيري، فأوصى السباحين باختيار المواقع الخاضعة للمراقبة، وتجنب السباحة فجرًا أو ليلًا، وتفادي المياه الموحلة أو الملوثة. وقال إن "هناك خطوات بسيطة يمكن أن يقوم بها الناس لتقليل احتمالية مواجهتهم مع القروش".