سجل الأطباء البريطانيون أول حالة مثبتة لإصابة مراهق بالعمى الجزئي بسبب حمية غذائية مكونة من البطاطس المقلية والمعلبة وشريحة من لحم الخنزير بين الحين والآخر. نُشرت الحالة في المجلة العلمية Annals of Internal Medicine التي تعتبر أهم دورية تصدرها جمعية الأطباء الأمريكيين.
ووصفت الورقة المنشورة كيف تم علاج الفتى من أكثر من مشكلة صحية بسبب عاداته الغذائية منذ كان عمره 14 عاما.
ونقلت شبكة بي بي سي عن الدكتورة دنيز أتان التي عالجته في المستشفى قبل ذلك قولها "حميته الغذائية كانت مكونة من طبق من البطاطس المقلية من محل الـFish and Chips كل يوم. ويتناول بين الوجبات برينجلز وكريسبس وأحيانا شرائح من الخبز الأبيض وفي أحيان أقل شريحة من لحم الخنزير، ولا يتناول أي خضروات أو فواكه."
وقالت طبيبة العائلة إنها وصفت له علاج لنقص فيتامين B12 ونصحته أن يغير من حميته الغذائية عندما جاء ليشتكي من إصابته "بالتعب الدائم". لكن الفتى لم يغير من عاداته الغذائية ولم يتابع تناول الدواء طبقا للورقة العلمية المنشورة.

A worker out fried potatoes on the top of a currywurst dish at a fast food restaurant 'Curry 36' in Berlin, Germany Source: EPA
وأظهرت التحاليل وقتذاك إصابته بفقر دم كلي. وعندما بلغ عمر الخامسة عشر بدأ يفقد سمعه تدريجيا، لكن الأشعة لم تظهر أي مشكلات جسدية. انتقلت تأثيرات الحمية إلى البصر وبدأ يفقد الرؤية بالتدريج.
وخلال عامين فقد قدر كبير من قدرته على الإبصار حتى أصبح بالإمكان تسجيله قانونا كشخص أعمى. وقالت الطبيبة إنه فقد بصره في أماكن معينة في عينيه بشكل كامل، وأصبح من الصعب عليه قيادة السيارة أو التعرف على الوجوه أو مشاهدة التليفزيون لكن رؤيته لما يحيط به ما زالت جيدة.
وطبقا للدراسة فإن الفتى يعاني من اعتلال بصري عصبي نتيجة التغذية، كما يعاني من اضطراب تجنب أو تقليل الطعام وهو السبب في حميته الغذائية المتطرفة. وتعد الإصابة بالاعتلال البصري العصبي نتيجة الغذاء وحده أمر نادر للغاية.
وقال الفتى إنه لا يتعاطي الكحول أو المخدرات، بالإضافة إلى أن وزنه وطوله عاديين. وبالإضافة إلى إصابته بنقص فيتامين B12 ومستويات منخفضة من النحاس والسيلينيوم وفيتامين د، يعاني من مستويات مرتفعة من الزينك ونقص في كثافة العظام.

Indigenous Australians suffer from vision loss at 2.8 times the rate of non-Indigenous Australians. Source: Getty Images
وقال الفتى إنه رفض تناول الأطعمة التي لها قوام معين منذ المدرسة الابتدائية. وقالت الورقة إن الأطباء يصفون له مكملات غذائية كما تم إرساله إلى مصحة نفسية لعلاج اضطرابات الأكل.
وبعد العلاج استقر وضع عينيه لكنه لم يظهر أي إشارة على التحسن حتى الآن. وطبقا للدراسة فإن الإصابة بالعمى نتيجة الحمية الغذائية يمكن علاجها إذا تم التعامل معها مبكرا.
وشدد الأطباء على أن تلك الحالة نادرة، وأنه لا يجب أن يفزع الآباء من حمية أولادهم الانتقائية، ولكن بدلا من ذلك عليهم أن يحاولوا وضع نوع أو اثنين من الطعام المغذي في كل وجبة.
وقالت الورقة "على عكس اضطراب فقدان الشهية (الانروكسيا) فإن تناول الطعام الانتقائي لا تحركه بالضرورة مخاوف من الشكل أو الوزن. ويبدأ هذا الاضطراب في بداية الطفولة، حيث تظهر أعراض مثل فقدان الاهتمام بالطعام والحساسية المفرطة لنسيج الأطعمة والخوف من عواقب تناول الطعام."