تشير الإحصاءات إلى أن عام 2024 وحده شهد أكثر من 57 ألف إصابة، وهو أعلى رقم سنوي يتم تسجيله منذ عام 1991، من بينها نحو 25.900 حالة في ولاية نيو ساوث ويلز.
ما الذي يقف وراء هذه الموجة؟
رغم أن السعال الديكي من الأمراض المعروفة التي تسجل بشكل دوري في أستراليا كل ثلاث إلى أربع سنوات، فإن التفشي الحالي يُعد أكثر حدة من المعتاد.
ويُرجّح الخبراء أن السبب يعود إلى مجموعة من العوامل، أبرزها:
- تراجع المناعة المجتمعية نتيجة فترات الإغلاق خلال جائحة كورونا، التي قللت التعرض للفيروسات والبكتيريا.
- تعطّل برامج التطعيم الروتيني للأطفال خلال الجائحة.
- زيادة التردد والشك في اللقاحات لدى بعض فئات المجتمع.
- تراجع نسبة التغطية بالتطعيم تحت المعدّل الوطني المستهدف (95%)، ما يضعف المناعة.
الجدير بالذكر أن هذه الظاهرة لا تقتصر على أستراليا، إذ تشهد الولايات المتحدة أيضًا أكبر تفشٍّ للسعال الديكي منذ عام 1948.
من الأكثر عُرضة للخطر؟
- الرضّع دون سن الستة أسابيع هم الأكثر عُرضة للمضاعفات الخطيرة لأنهم لم يتلقّوا بعد أول جرعة من اللقاح.
- الأطفال دون ستة أشهر قد يحتاجون إلى دعم تنفسي أو يُصابون بمضاعفات مثل الالتهاب الرئوي، والتشنجات، وحتى تلف في الدماغ.
- لكن النسبة الأكبر من الحالات تُسجل بين الأطفال الأكبر من عشر سنوات والبالغين، الذين تراجعت مناعتهم مع مرور الوقت.
هل يمكن الإصابة بالمرض رغم تلقي اللقاح؟
نعم، لأن فعالية اللقاح تتراجع بمرور الوقت. تبدأ التطعيمات في عمر ستة أسابيع، لكن من دون جرعات داعمة في عمر 18 شهراً وأربع سنوات، تنخفض الحماية إلى أقل من 50% بعد أربع سنوات.
لذلك يُنصح أيضاً بجرعة داعمة كل عشر سنوات للبالغين، خصوصاً:
- العاملين في القطاع الصحي
- مقدّمي الرعاية للأطفال
- النساء الحوامل (في الثلث الثاني من الحمل)
تطعيم الحوامل يساعد في نقل الأجسام المضادة إلى الجنين، مما يمنحه حماية فورية بعد الولادة.
إلى أي حدٍّ هو معدٍ؟
السعال الديكي من أكثر الأمراض قوة في العدوى، إذ يُعد أكثر عدوى من الإنفلونزا بنحو عشر مرات.
حتى الأشخاص المطعّمين يمكن أن يُصابوا وينقلوا العدوى، وإن كانت الأعراض لديهم أخف. وتشير الدراسات إلى أن الإخوة والأخوات هم المصدر الأكثر شيوعاً للعدوى لدى الرضّع، وليس الآباء.
كيف يمكن تمييزه عن نزلة البرد؟
تتشابه الأعراض الأولية مع نزلات البرد، وتشمل:
- سيلان الأنف
- حُمّى خفيفة
- سعال بسيط
لكن بعد أسبوع تقريباً، تزداد حدة السعال، وتظهر نوبات متكررة تنتهي بـ"شهقة" حادة. أما لدى الرضّع، فقد لا يظهر هذا "الشهق"، بل قد يتوقف النفس أو يتحوّل لون الجلد إلى الأزرق.
لدى المراهقين والبالغين، قد يظهر المرض في صورة سعال عنيد يستمر لأسابيع دون أعراض أخرى.

The whooping cough vaccine works well, but its protection fades with time. Source: AAP / PA/Alamy
ما الذي يمكن فعله للوقاية؟
- التحقق من سجل التطعيم الخاص بك عبر myGov أو تطبيق Medicare أو طبيبك العام.
- تلقي جرعة داعمة إذا مضى أكثر من عشر سنوات على آخر تطعيم.
- الحوامل يجب أن يتلقّين اللقاح في الثلث الثاني من الحمل.
- أي شخص يعتني بطفل حديث الولادة عليه أن يكون محصناً.
- في حال استمرار السعال لأكثر من أسبوع أو وجود نوبات سعال عنيفة، يُنصح بإجراء اختبار طبي.