تواجه إيرين باترسون اتهامات بقتل ثلاثة من ضيوفها عمدًا، بعدما قدمت لهم وجبة تحتوي على فطر "القبعة المميت" في دعوة غداء أقامتها في منزلها بمدينة "ليونغاثا" في تموز /يوليو 2023. وقد أنكرت باترسون جميع التهم الموجهة إليها، مؤكدة أن ما حدث كان حادثًا مأساويًا غير مقصود، وفق ما أكده محاموها.
وعلى مدار ثمانية أسابيع، خصصت المحكمة في La trobe Valley ستة مقاعد يوميًا لوسائل الإعلام، بينما اصطف المواطنون ومتابعو الجرائم الواقعية منذ ساعات الصباح الباكر للدخول إلى قاعة المحكمة ومتابعة الجلسات. وقد لقيت المحاكمة اهتمامًا واسعًا أيضًا من وسائل الإعلام الأسترالية والعالمية، بما في ذلك وكالات الأنباء العالمية مثل "رويترز" و"CNN" و"BBC"، كما أصبحت موضوعًا رئيسيًا في عدد من البودكاست التي قدمت تغطية يومية وتحليلات موسعة للأدلة المقدمة أمام هيئة المحلفين.
وقال سكان من المجتمع المحلي إن طوابير المقاهي باتت أطول، وسط حديث عن استفادة بعض الأعمال التجارية من تجمهر الحشود من أفراد الطواقم الإعلامية.
ومع اقتراب صدور الحكم، طلب القاضي كريستوفر بيل هذا الأسبوع من هيئة المحلفين تجاهل "الاهتمام غير المسبوق" الذي حظيت به القضية، والتركيز فقط على الأدلة عند اتخاذ القرار.
تفاصيل القضية
في 29 تموز/يوليو 2023، قدمت باترسون طبق وجبة لحم بقري"بيف ويلينغتون" لأربعة ضيوف هم: والدا زوجها المنفصل عنها، دون وغايل باترسون، وأخت حماتها هيذر ويلكنسون، وزوج الأخيرة، القس إيان ويلكنسون. و تكونت الوجبة من شريحة لحم مغطاة بعجينة الفطر وملفوفة بالعجين. وفي اليوم التالي، نُقل الضيوف الأربعة إلى المستشفى، حيث توفيت كل من هيذر وغايل في 4 آب/أغسطس، وتوفي دون في اليوم التالي. فيما نجا إيان من التسمم.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2023، وُجهت إلى باترسون ثلاث تهم بالقتل وتهمة بمحاولة القتل، وقد نفت جميعها وأكدت أنها لم تقصد إيذاء أي من الضحايا.

أمضت إيرين باترسون، التي دفعت بأنها غير مذنبة في جميع التهم، ثمانية أيام في تقديم الأدلة. Source: AAP / Anita Lester
ادعاءات الادعاء العام
زعمت النيابة العامة أن باترسون تعمدت جمع هذا النوع من الفطر السام، وقامت بتجفيفه باستخدام مجفف ثم طحنه وإخفائه في الوجبة بهدف تسميم ضيوفها. واتهمت المدعية العامة نانيت روجرز، في مرافعتها الختامية، بقيام باترسون بأربع "خدع مخطط لها"، أولها اختلاق إصابة مزعومة بالسرطان لجعل وجود الضيوف في الغداء أمرًا مبررًا، وثانيها إعداد الوجبة التي أخفت فيها الفطر السام المميت بشكل فردي.
وذكرت النيابة أن باترسون استخدمت أطباقًا ملونة لتفادي تناول الفطر بنفسها، وهو ما أنكرته باترسون، بينما قال القس إيان ويلكنسون إنها قدمت وجبتها على طبق بلون مختلف (برتقالي-بني)، في حين تناول الضيوف وجباتهم على أطباق رمادية.
كما اتهم الادعاء باترسون بادعاء المرض بعد الغداء، وهي رواية أنكرتها أمام المحكمة.

قال محامي الدفاع كولين ماندي (إلى اليسار) إن باترسون لم يكن لديها دافع لقتل أفراد عائلة زوجها المنفصل عنها ولم تخطط أبدًا لتقديم الفطر لهم. Source: AAP / James Ross
دفاع باترسون
في المقابل، قدمت باترسون شهادتها أمام المحكمة على مدار ثمانية أيام، بينها خمسة أيام من الاستجواب المضاد، وأكدت أن الحادث كان مأساويًا وغير متعمد. واعترفت بأنها كذبت في تحقيقات الشرطة بشأن تجميع الفطر وامتلاك المجفف واستخدامه، لكنها نفت علمها بأن "الفطر المميت" كان ضمن المكونات التي استخدمتها.
وخلال مرافعته الختامية، قال محامي الدفاع كولين ماندي إن باترسون لم تكن لديها أي دوافع لقتل عائلة زوجها المنفصل عنها، وهاجم مزاعم الادعاء بوجود خلافات سابقة بينها وبين عائلة زوجها. وأكد ماندي أن الكذب لا يعني بالضرورة وجود نية للقتل، منتقدًا ما وصفه بـ"نظريات الادعاء السخيفة".

The trial at Latrobe Valley Law Courts in Morwell began in late April. Source: AAP / James Ross
ما الذي سيحدث بعد ذلك؟
سيبدأ أعضاء هيئة المحلفين في المداولات الأسبوع المقبل لاتخاذ قرارهم بشأن إدانة باترسون أو تبرئتها. فيما يواصل القاضي بيل تلخيص الأدلة وتوجيه التعليمات الأخيرة للمحلفين، مؤكدًا على ضرورة اتخاذ القرار "استنادًا إلى الأدلة فقط"، ومطالبًا إياهم بتجنب التعاطف مع عائلات الضحايا أو إصدار الأحكام بناءً على مشاعر مسبقة.
ويتوقع اختزال عدد المحلفين من 14 إلى 12 يوم الإثنين القادم، قبل أن يُطلب منهم التوصل إلى الحكم النهائي.