عاش آلاف الأستراليين من سكان المناطق المتضررة يومين من الحرائق المميتة في نيو ساوث ويلز وكوينزلاند. البعض أخلى منزله مبكرا والبعض الآخر بقى لفعل ما بوسعه لإنقاذ المنازل والملكيات.
الحرائق التي اندلعت شمال نيو ساوث ويلز وجنوب كوينزلاند مساء الجمعة خلفت ثلاثة قتلى ودمار واسع في الملكيات وقضت على أكثر من 150 منزلا، وتتوقع السلطات أن تستمر في الاشتعال على مدار الأيام القادمة.
في منطقة غلين إينز في نيو ساوث ويلز أحد أكثر المناطق المتضررة، فر بعض الأطفال على عجلة لدرجة أنهم وصلوا إلي مراكز الإخلاء دون أحذية.
وقالت منسقة مركز الصليب الأحمر في المنطقة مارغريت كيهيني إن الناس وصلوا إلا المركز دون شئ تقريبا إلا الملابس التي يرتدونها.

Firefighters work to contain a bushfire along Old Bar road in Old Bar, NSW, Saturday, November 9, 2019. Source: AAP
وقالت كيهيني "الأطفال وصلوا مرتدين زي المدرسة، بعضهم كان دون أحذية والبعض الآخر بسروايل قصيرة وقمصان قطنية."
عندما وصلت أول مجموعة من الأطفال كانوا في حالة صدمة. وعندما وصلت المجموعة الثانية أصبح الوضع عاطفيا للغاية، فبمجرد أن رأوا زملائهم هرعوا إليهم واحتضنوا بعضهم البعض."
بيتر سيمبسون من نيمبوديا في منطقة الأنهار شمال ولاية نيو ساوث ويلز قال إنه لم ير في حياته حرائق مثل التي واجهها في ملكيته ليلة الجمعة الماضية: "كانت مثل الجحيم، مثل نهاية العالم، كان جحيما على الأرض."
استخدم بيتر الماء الذي جمعه في بركة المزرعة لحماية منزله من النيران المتجهة إليه: "كانت نيران كارثية، وصلت إلى أعلى نقطة في الأشجار. ولكني أنقذت منزلي، أنا سعيد أنني وضعت طبقة عازلة وكان لدي خطة لمواجهة الحرائق."
وقال سيمبسون إن كثيرين في المنطقة لم يحالفهم الحظ مثله. بعض البلدات في نيو ساوث ويلز دُمرت عن بكرة أبيها تقريبا.

Peter Simpson said the fire singed his hair. Source: SBS News
وقال سيمبسون "هناك الكثير من الناس اللطفاء الذين علقت ممتلكاتهم في تلك المجزرة، كل ثانية كان أحد المنازل على هذا الطريق يتعرض للتدمير." وأضاف "أغلب سكان نيمبوديا ينزحون لأن ليس لديهم مكان للعيش، أنا سعيد أنني بأمان."
"ما علينا أن نفعله الآن كمجتمع محلي أن نتضامن معا ونساعد بعضنا البعض."
فقدنا محطة الإطفاء
وجنوبا أكثر، تهدد النيران منطقة بار آند رينبو فلات القديمة في وسط شمال ساحل نيو ساوث ويلز، حيث يستعد بعض السكان للمغادرة. جايمي سيدون كان يساعد والديه على حماية المنزل الذي عاشا فيه لمدة خمسة عشر عاما، لكنه قال إنهم مستعدين للإخلاء إن استلزم الأمر.
وقال جايمي "والدتي غادرت المنطقة بالفعل مرتين وعادت، ووالدي مستعدين للرحيل عند الحاجة، لذا أعتقد أننا على أهبة الاستعداد."
ووصف سيدون المشاهد المروعة التي شاهدها مع استمرار الحرائق طوال ليل الجمعة: "كانت الحرائق تزأر طوال الليل وفي الفجر، كانت درجة الحرارة حولنا 180 درجة تقريبا."
"ليلة أمس كان يمكنك سماع هدير النيران لكنها كانت تتجه شمالا، لذا لم تصل إلينا إلا صباح اليوم." ووصف شعوره أثناء مراقبة النيران: "الأمر يثير الذعر، ليس أفضل احساس في العالم، ولكنها تحدث. نحن وضعنا أفضل من البعض في منطقة رينبو فلات."
ديفيد كافانو أحد المتطوعين مع خدمات الإطفاء الريفية في منطقة رينبو فلات لكنهم أمضى ليل الجمعة في منزل محاولا حمايته من النيران. اضطر كافانو للإخلاء، لكنه عاد يوم السبت وكان سعيدا عندما وجد أن جهوده نجحت في إنقاذ المنزل من الاحتراق.

Residents evacuate themselves and their animals to a park. Source: AAP
وقال كافانو إن النيران كانت موجودة في جميع أنحاء ملكيته التي تبلغ مساحتها ثلاثة هكتارات: "كانت في كل مكان، النيران كانت في كل جزء من الملكية."
"تركنا أطراف الملكية تحترق، وركزنا جهودنا على حماية المنزل والمباني الملحقة به." وأضاف "في رينبو فلات فقدنا محطة الإطفاء. مجتمعنا المحلي فقد الكثير."
وقال كافانو إنه رأي النيران تقترب من المنزل وكان عليه التصرف سريعا ليضمن أن عائلته وحيواناته الأليفة آمنين: "كان أمامي نصف ساعة على الأرجح من لحظة رصدي للنيران وحتى بدأت باحتي كلها في الاحتراق."
"كنا قد أخلينا بالفعل في الصباح، أخرجنا الحيوان، وأخرجنا الأطفال لأننا عرفنا أن النيران آتية ولم نرغب في أن نقوم بالإخلاء في اللحظة الأخيرة."
"كان لدينا خطة حرائق وقد نجحت بالفعل. فقدنا بعض الأشياء لكننا حافظنا على المنزل والمباني الملحقة به."
السماء كانت برتقالية
وفي كوينزلاند ينتظر الآلاف من السكان بفارغ الصبر العودة إلى منازلهم بعد أن أخلوا مناطقهم يوم الجمعة. إريكا بارتليت وزوجها جون قالا إنهما كانا متوترين لرؤية منزلهما يغيب عن الرؤية أثناء إخلائهما برفقة جارتهما المسن وحيواناتهما الأليفة.
وقالت بارتليت "رأينا النيران تشتعل أكثر وأكثر والسماء كانت برتقالية فقط وفكرت حينها أن الوضع سئ."
"جاء شرطي إلى البوابة وقال: يجب أن ترحلوا الآن، يجب أن ترحلوا الآن." وأضافت "جارتنا المسنة لا يمكنها قيادة السيارة لذا أخذناها معنا بالإضافة إلى كلبينا والقطة ووضعنا كل ما يمكن حمله في السيارة."

The ruins of a house smoulders near Taree. Source: AAP
نيك ويلينغ قال إنه سعيد لأنه قام بالإخلاء لكنه لا يطيق الانتظار للعودة إلى المنزل بمجرد أن يصبح الوضع آمنا: "باحتنا الخلفية في متنزه تيوانتين الوطني ولو وصلت النيران إليه فلا يمكننا الدفاع عن منزلنا، لذا لم نبقى هناك لفعل ذلك."
"تركنا المنطقة مبكرا، لأن هذا أكثر شئ آمن يمكننا فعله."