مع تفشي وباء كورونا، اختبرت العائلات الأسترالية تغيرا في إيقاع حياتها، خاصة العائلات التي لديها أطفال في المدرسة أو أشخاص يعملون على الخطوط الأمامية في ظل الوباء. أسرة العراقية إيمان البياتي تغيرت حياتها بشكل كبير مع تفشي الوباء، فزوجها الدكتور حسين العباسي يعمل في قسم الطوارئ في إحدى مستشفيات السنترال كوست، وابنتها تيما التي لا يتجاوز عمرها خمس سنوات تذهب إلى إحدى دور رعاية الأطفال.
البياتي كاتبة وأديبة وتسكن مع عائلتها الصغيرة في مدينة سيدني، وهي واحدة من أمهات أستراليا التي يجري الاحتفال بهن يوم الأحد القادم. وكان عليها ان تدير تحول نمط حياة عائلتها من الظروف العادية إلى ظروف الكورونا.
وقالت البياتي "زوجي حسين يداوم في مدينة أخرى غير التي نعيش بها لذلك فإنه غير موجود باستمرار، وهذا يضع المزيد من الأعباء على، لأن هناك فترات كبيرة أكون فيها وحدي أنا وأبنتي."
وأضافت "دفعتنا أزمة كورونا لاتخاذ مجموعة من الخطوات للتعامل مع تلك المرحلة حتى نضمن أن عائلتنا آمنة." وقالت "أصبحت أكثر اهتماما بأمور التعقيم عندما يعود زوجي إلى المنزل، سواء الملابس أو الأدوات، فيجب أن يترك الحذاء خارج المنزل ويتم تعقيمه، ثم غسل ملابس العمل بمواصفات معينة سواء على مستوى درجة الحرارة أو مدة الغسل."

Eman Al Bayati with her Husband Hussien Abbas Source: Supplied
قامت البياتي بعمل تدريب على الإنترنت وحصلت على شهادة لمعرفة كل ما تحتاجه عن فيروس كورونا، سواء نشأته أو انتشاره أو طرق التعقيم والوقاية منه: "أردت تأسيس قاعدة علمية لنفسي كأم وزوجة، موثوق بمصدرها بعيدا عن الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي."
بدأ الدكتور العباسي في التعامل مع حالات الإصابة بفيروس كورونا بشكل مباشر منذ فبراير شباط الماضي. في نفس الوقت تقريبا توقفت الأسرة عن ارسال الابنة إلى دار رعاية الأطفال.
تصف البياتي تلك الفترة: "حاولنا توفير بيئة آمنة وممتعة لها داخل المنزل، لأن الطفل يمل سريعا ويرغب دائما في الخروج ورؤية الآخرين." وقالت "اشترينا بعض الألعاب وصنعنا ألعابا آخرى، فقمنا بصناعة أرجوحة بالخشب وقمنا بتزيينها بالورود، لتوفير أنشطة ترفيهية للبنت."
لكن وجودها الدائم في المنزل وضع المزيد من الضغوط على إيمان "صار الضغط أكثر ولكن ضغط نفسي أكثر من أي شيء آخر." من جانبه صار الدكتور حسين أكثر انتباها حتى لا يحمل معه العدوى إلى المنزل: "هو بالعادة يتبع أفضل طرق الوقاية والتعقيم أثناء العمل، ولكن بعد كورونا صار الموضوع مضاعف." وأضافت البياتي "بالتأكيد صار الضغط النفسي أكبر والشعور بالمسؤولية أعلى."
أصيبت الأسرة بالقلق قبل أسبوع عندما بدأت تظهر أعراض أشبه بالأنفلونزا على زوجها: "هذه الأعراض تشبه أعراض كورونا، وشعرنا وقتها بالقلق. هو قام بعزل نفسه وإجراء فحوصات، والحمد لله جاءت نتيجة التحليل سلبية."
لا تملك أسرة إيمان عائلة ممتدة في أستراليا، فالدكتور حسين وصل إلى أستراليا عام 2014 كلاجئ، وحصلت إيمان على تأشيرة زوجة. مرت الأسرة بمرحلة صعبة للغاية استمرت لمدة سنتين، حيث كان يسعى الدكتور حسين إلى معادلة شهادته، حتى حصل على أول عمل له كطبيب عام 2016.

Dr. Hussein Al Abbasi at the hospital Source: Supplied
"معادلة الشهادة كانت فترة صعبة للغاية، وحاولنا خلالها صب كل اهتمامنا لاجتياز تلك المرحلة."
ورغم عدم وجود عائلة ممتدة في أستراليا إلا أن الاسرة أحاطت نفسها بعدد كبير من الأصدقاء والصديقات. ورغم قيود التباعد الاجتماعي إلا أن التواصل لم ينقطع "ما زال هناك تواصل إلكتروني، هم مدركين لأهمية الالتزام بالقواعد وأنا أيضا، حتى المناسبات والذكريات الهامة، مثل أعياد الميلاد أو غيرها، فنتراسل بالبطاقات والكروت والهدايا عن طريق البريد."