عارضة الأزياء الأمريكية الصومالية حليمة عدن واحدة من الرواد في صناعة الأزياء والموضة في مجال العارضات المحجبات.
عدن أعلنت اعتزالها العمل في عرض الأزياء بعد أن شعرت أن تلك المهنة لا تتماشى مع إيمانها. ونشرت حليمة عدن عبر صفحتها على انستغرام تشرح بالتفصيل الأسباب التي دفعتها لترك منصة عرض الأزياء.
وقالت "ارتداء الحجاب هو رحلة طويلة مليئة بالكثير من مراحل الصعود والهبوط."
وكانت عدن البالغة من العمر 23 عاما واحدة من أوائل العارضات المحجبات اللواتي ظهرن في أحداث الأزياء الرئيسية مثل أسبوع باريس للموضة، وقامت بعرض علامات تجارية كبيرة مثل علامة Yeezy المملوكة للمغني الشهير كانيه ويست.
كما ظهرت في مجلات Vogue العربية والبريطانية ومجلة Allure.
تحدثت عدن مع إعلانها القرار الذي أثار ضجة عالمية عن الصعوبات التي تواجهها باعتبارها "أقلية ضمن أقلية" وخاصة قلة منسقات الأزياء من النساء المسلمات في صناعة الأزياء.
كما أشارت إلى قراراتها السابقة التي قبلت فيها عروضا للعمل تتعارض مع قناعاتها الدينية.
وقالت إنه اضطرت إلى تغيير الطريقة التي ترتدي بها الحجاب تقليديا من أجل أن تجد مكانا في صناعة الأزياء.
وأضافت "لا يمكن أن ألوم أي شخص إلا نفسي لأنني اهتممت بالفرصة أكثر من الأشياء الأخرى التي كانت على المحك."
وخلال حديثها عبر إنستغرام عرضت عدن صورا لها وهي صغيرة وترتدي الحجاب، ووصفت شعورها بالراحة عندما كانت ترتديه بهذا الشكل.
وحكت قصة عن واحد من أول العروض الكبيرة التي شاركت بها لعرض مجموعة Fenty Beauty لنجمة الغناء العالمية Rihanna: "تركتني ريانا ارتدي الحجاب الذي جئت به إلى مكان العرض. هذه هي الفتاة التي أحاول العودة إليها، حليمة الحقيقية."
دوي كوك المديرة التنفيذية لمدرسة The Social Studio في ملبورن، وهي مدرسة غير هادفة للربح تهدف إلى تعليم الشباب من خلفيات مهاجرة ولاجئة صناعة الأزياء.
وقالت كوك إنه من المهم أن نفهم التعقيدات المصاحبة لارتداء الحجاب، والتنوع الذي تمثله طرق ارتداءه المختلفة داخل الجاليات المسلمة.
وقالت لـThe Feed "الحجاب يمكن أن يأخذ الكثير من الأشكال، ويتم ارتداؤه بشكل مختلف من أشخاص مختلفين، وفي ثقافات مختلفة."
وأضافت "أنا شخصيا أتحدر من أسرة ماليزية، والطريقة التي ترتدي أسرتي الحجاب بها مختلفة للغاية عن الطريقة التي قد يرتدي بها الحجاب شخص من أصول صومالية مثل حليمة عدن."
وقالت "أعتقد أن الأمر في النهاية يعود إلى التأملات الشخصية التي يقوم بها كل شخص فيما يتعلق بعلاقته بالله."
آسية حسن تدير علامة Asiyam في ملبورن، وقالت إنها تدعم بالكامل قرار عدن ترك صناعة الأزياء. وقالت حسن إنه من خلال تجربتها في الصناعة فإنه لا مكان للدين فيها.
وقالت "هذا ما يحتاج أن يفهمه الناس، بالطبع من الجميل أنهم يحبون النسخة الفنية منه، ولكن الحجاب إسلامي."
وأضافت "سيقبلونك فقط لو قررتي السير على طريقهم."
وقالت آسيا إنها لو كانت بدأت بطريقة تقليدية لإطلاق علامتها للأزياء، لما كان قد كُتب لها النجاح.
وبدأت حسن في نشر تصميماتها على انستغرام موجهة إلى النساء المسلمات اللواتي يرغبن في ارتداء ملابس محتشمة ولكن مواكبة للموضة، حتى أن عدن كانت قد ارتدت تصميمات من علامة آسيا عدة مرات على مدار السنوات الأخيرة.
لكن دخول أروقة صناعة الأزياء لم يكن سهلا لآسيا حسن، حيث واجهت الكثير من الصعوبات منذ أن بدأت علامتها للأزياء.
وقالت "إنهم يحاولون تغييرك."
وتتذكر آسيا إحدى التجارب حيث كانت تحضر العارضات لأسبوع ملبورن للموضة، وقبل بداية العرض بسبع ساعات شرحت لمنسقين الأزياء كيف يضعون الحجاب على العارضات، ولكن مع بداية العرض فوجئت حسن أن العارضات كلهن بلا حجاب.
حاولت حسن التواصل مع إدارة العرض لمعرفة كيفية حدوث هذا الخطأ لكنها لم تحصل على إجابة واضحة.
وقالت "لا يوجد أحد يمكن أن تحمله مسؤولية ما حدث، ولكن الأمر يجعلك تشعر بالسوء الشديد." وأضافت "الأمر ليس لطيفا على الأطلاق لأنك لا تشعر بالخيانة، ولكن تشعر أنك ضئيل."
آسيا كانت أول امرأة مسلمة تشارك في أسبوع للموضة في أستراليا، ولكن خلال العام الجاري، قررت أن تفوت أسبوع ملبورن للأزياء.
وقالت "أنا أراها كخطوة لاستعادة الزمام، لأخذ المبادرة والتحكم منهم. أنا استطيع ألا اشارك وأستطيع أن انظم العرض مع أشخاص مسلمين، لا احتاج إلى آخرين ليُشعروني أنني ضئيلة."
وقالت آسيا إن الحجاب وبالتبعية العارضات المحجبات تم تسليعهم بعد النجاحات التي حققتها حليمة عدن في الصناعة: "الأمر لا يعدو كونه تبادل اقتصادي."
وأضافت "يمكن أن تعتقد حليمة عدن أنها تمهد الطريق لبقيتنا، ونحن نفكر ببراءة أنها هناك من أجلنا، وأنه سيتم قبولنا ضمن الثقافة السائدة."
لكنها أكدت "إنها موجودة فقط من أجل جمهورها، موجودة لكي تجعلنا نحن المحجبات مرتاحين وراغبين في الذهاب لشراء المنتج، الأمر لا يتجاوز عملية تبادل."
وعلى الرغم من المشاكل التي تحيط صناعة الأزياء، إلا أنه مؤخرا شهدت الثقافة السائدة لتلك الصناعة تغييرات هائلة.
على سبيل المثال، صناعة الأزياء المحتشمة التي تقودها النساء المحجبات ستصل قيمتها إلى 368 مليار دولار بحلول 2021، وهو ما يمثل نموا بنسبة 7.2 في المائة منذ عام 2015.
وفي عام 2018 أشارت مديرة الدبلوماسية العامة في المفوضية الأسترالية العليا للنمو الكبير الذي تشهده الصناعة. وكتبت "لكي نضع هذا الأمر في سياقه، فإن تلك القيمة أكبر من حجم سوق الملابس في المملكة المتحدة وألمانيا والهند مجتمعين."
وتتمتع صناعة الأزياء للمحجبات في أستراليا بشعبية كبيرة على انستغرام، حيث يملك مؤثرون مثل نوال ساري ما يقارب 200 ألف متابع.
وقالت دوي كوك من The Social Studio إن هناك تغييرات صغيرة تحدث في مشهد الأزياء في أستراليا.
وقالت "أعتقد أنه لو وضعنا العلامات الكبيرة جانبا، سنجد أن المشهد المستقل نوعا ما في أستراليا قد حقق هذا التغيير."
وأضافت "هناك علامات مثل Collective Closet في ملبورن يعملون ضمن فرق كلها من النساء وأحيانا فرق كلها من أصحاب البشرة السمراء."
أما آسيا حسن فترغب في رؤية المزيد من المصممين ومنسقي الأزياء وملاك العلامات التجارية من المسلمين، لكنها لا تظن أن هذا يمكن أن يتحقق على يد عمالقة الصناعة.
وقالت إن الصناعة تتخذ خطوات بطيئة لكن الجمهور سيعثر عليك على كل الأحوال.