قالت الشرطة النروجية إنها تتعامل مع إطلاق النار داخل مسجد قرب أوسلو بوصفه "محاولة للقيام بهجوم إرهابي" من قبل منفذه صاحب "التوجهات اليمينية المتطرفة"، والذي يشتبه أيضاً أنه قتل أخته غير الشقيقة البالغة 17 عاماً.
وقال رون سكولد القائم بأعمال قائد عمليات الشرطة في العاصمة أوسلو إن المشبوه ينحدر من "خلفية نرويجية ويبلغ من العمر عشرين عاما، مؤكدا أن "المعطيات تظهر أنه يحمل توجهات يمينية متطرفة." وأضاف "كانت لديه مواقف معادية للأجانب، وأراد أن ينشر الرعب".
ودخل الشاب الذي لم يُكشف عن اسمه مسجد النور في ضاحية بيروم الراقية مسلحا بعدد من الأسلحة النارية. وحاول فتح النار على الموجودين لكن رجلا يبلغ من العمر 65 عاما تمكن من عرقلته والسيطرة عليه قبل تنفيذ مخططه. وأصيب الرجل إصابات طفيفة جراء الواقعة.
وكان عدد الموجودين في المسجد خلال الواقعة ثلاثة أشخاص فقط، وقالت الشرطة إنها صادرت سلاحين ناريين من موقع الهجوم دون أن تكشف عن نوعهما. وبعد ساعات من الاعتداء، وجدت الشرطة جثة لفتاة في السابعة عشر في منزله تبين أنها ابنة زوجة والد المشتبه به.

A Police officer with a robot on a site of a shooting inside the al-Noor Islamic center mosque in Baerum outside Oslo, Norway Source: NTB SCANPIX
واعتبرت رئيسة وزراء النرويج إرنا سولبرج إن إطلاق النار "هجوم مباشر على المسلمين في النرويج."
وكانت النرويج مسرحا لأحد أسوأ اعتداءات اليمين المتطرف في العالم عندما قتل آندريس بريفيك 77 شخصا يحضرون أحد معسكرات شبيبة حزب العمال في يوليو تموز عام 2011.
حرب عرقية
وقالت الشرطة إنها حاولت استجواب المشتبه به إلا أنه رفض توضيح دوافعه للمحققين. وقال مسؤول الشرطة إن الشاب كان معروفا لديهم إلا أنه لا يمكن وصفه أنه شخص لديه "خلفية إجرامية". ورفضت محامية المتهم يوني فريز إعطاء المزيد من المعلومات للصحفيين قبل أن "تدرس القضية بشكل أعمق".
وشهد العالم مؤخرا عدد من الهجمات التي استهدف فيها يمينيون متعصبون المهاجرين والمسلمين بإطلاق نار عشوائي. وشهدت الولايات المتحدة هجوما في إل باسو بولاية تكساس استهدف المهاجرين وأدى لمقتل 22 شخصا قبل أسبوع تقريبا. كما شهدت نيوزيلندا هجوما دمويا على مسجدين في مدينة كرايست تشيرش راح ضحيته 51 شخصا.
وقالت وسائل إعلام نرويجية إن المشتبه به نشر على أحد مواقع الإنترنت منشورات تمدح مهاجم نيوزيلندا. وفي أحد منشوراته تحدث عن "حرب عرقية" وختم بالقول "فالاهالا تنتظر". وفالاهالا هي قاعة استقبال الموتى الشجعان الذين يقتلون في الحروب في الأساطير الاسكندنافية.
ولم يتم التثبت من صحة المنشورات وهوية ناشرها بشكل يقيني بعد.

Police on a site of a shooting inside the al-Noor Islamic center mosque in Baerum outside Oslo, Norway, 10 August 2019 Source: EPA
وكان منفذ هجوم نيوزيلندا قد نشر أوراقا يشرح فيها دوافعه ويبشر بأفكار عنصرية ويقول إن النرويجي بيرفيك واحد من أبطاله الذين علموه عقيدة تفوق الجنس الأبيض.
هجوم على المسلمين في النرويج
ووقع الهجوم عشية احتفال المسلمين بعيد الأضحى. وقال مجلس المنظمات الإسلامية في النرويج إن الهجوم نتيجة كراهية ممتدة للمسلمين سُمح لها بالانتشار في النرويج دون تدخل السلطات. وكثفت الشرطة النرويجية من استعدادتها الأمنية وزادت دورياتها خلال احتفالات عيد الأضحى.
وقال باسم غزلان البالغ من العمر 54 عاماً إن كثيرون لم يخرجوا للاحتفال بالعيد بسبب الخوف. وقال غزلان "لن أسمح لذلك أن يخيفني، لكنني أعترف أنني قلق، لست خائفاً، لكن أشعر بالقلق أن يتمكن إرهابي من إلحاق الأذى بي."

Norway's Prime Minister (front) stands outside Thon Hotel in Baerum, Norway Source: AP
وقالت رئيسة الوزراء إرنا سولبرج بعد حضورها مع عدد من وزرائها احتفالات عيد الأضحى في أحد المساجد "نود أن نظهر دعمنا للنرويجيين المسلمين، و طمأنتهم أنهم قادرون على الشعور بالأمان في بلدنا، وأن لديهم الحق في ممارسة شعائر دينهم دون خوف."
وتقود سولبرغ، المنتمية لحزب المحافظين، الائتلاف الحاكم في النرويج منذ عام 2013، والذي يضمّ حزب "التقدم" الشعبوي، الذي يُتهم بعض أعضائه بكره الأجانب.
وتجمع عدد من المتضامنين من غير المسلمين خارج مساجد أوسلو حاملين شعار They are us الذي ظهر بعد هجومي كرايست تشيرش فيما حمل آخرون شعار #tryggibonn والذي يترجم من النرويجية إلى "آمنون في الصلاة".
ووفق آخر إحصائية رسمية في عام 2016 فإن عدد في النرويج قرابة 200 ألف نسمة، أي نحو 4% من السكان.


