قالت السيدة ليلى جعجع والدة أطفال حادث أوتلاندز أنها لا تزال عند نفس موقفها من مسامحة الجاني وفي نفس الوقت المطالبة بأن تأخذ العدالة مجراها. وهو ما أكدته أيضا والدة فيرونيك صقر، الضحية الرابعة في الحادث.
جاء ذلك بعد أن أقر قائد السيارة التي دهست أربعة أطفال في غرب سيدني بالذنب في المحكمة، منها أربع تهم بالقتل غير العمد، وثلاث تهم تتعلق بالقيادة الخطرة والتسبب في أضرار جسيمة للغير.
استمعوا لما قالته الأمهات ليلى عبدالله وبريديجيت صقر
وظهر صامويل ديفيدسون البالغ من العمر 30 عاما عبر الفيديو أمام محكمة باراماتا اليوم.
وقالت ليلى جعجع لأس بي أس عربي24 "نحن سامحناه لأننا نستحق أن نعيش بسلام ونكون مثل أعلى لأولادنا ونرييهم أن الحياة فيها حب ومسامحة." وأضافت "ولكن في نفس الوقت، نريد تحقيق العدالة، لأن الإنسان يجب أن يعرف أن ما فعله خاطئ ولا يعيده مرة أخرى."
وقالت "فنحن نطالب أن تأخذ العدالة مجراها لكي يكون درسا لأي شخص يقود سيارة، أن يتأكد قبل أن يتحرك أنه في وضع يسمح له بالقيادة ولا يوجد في جسده كحول أو مخدرات."
وفقدت ليلى وزوجها داني عبد الله ثلاثة من أبنائهم في الحادث المروع الذي وقع في شهر فبراير شباط من العام الجاري هم: أنتوني البالغ من العمر 13 عاما وأنجيلينا 12 عاما وسيينا 9 أعوام بالإضافة إلى قريبتهم فيرونيكا صقر.
وشاركت بريدجيت صقر والدة الضحية الرابعة، فيرونيك صقر نفس المشاعر مع ليلى جعجع. وقالت لأس بي أس عربي24 "نحن نرحب بالقرار، والمحكمة اليوم جعلتنا نرى أن العدالة ستأخذ مجراها."

12-year-old Angelina, 13-year-old Antony and 8-year-old Sienna Abdallah were killed in the crash. Source: Supplied
وأضافت "التسامح كان أهم شيء بالنسبة لنا لكي نتمكن من استئناف حياتنا وتربية أولادنا بالمحبة وباسم يسوع." وقالت "نحن نعلم أولادنا أن يحبوا ولا يكرهوا وأن نسامح بعضنا."
لكنها شددت على أن "العدالة أهم شيء أيضا، لأن السائق ارتكب خطأ وتعاطى مخدرات وشرب الكحول."
ووجدت الشرطة بعد القبض على ديفيدسون، أنه كان يقود السيارة التي دهست الأطفال وهم على رصيف المشاة، وفي دمه مستوى كحول يتجاوز الحد القانوني بثلاثة أضعاف.
كما وجدت التحقيقات أيضا أن ديفيدسون كان في دمه مستويات من الكوكايين ومخدرMDMA عندما قاد سيارته رباعية الدفع للذهاب إلى ماكينة سحب نقود بالقرب من منزله.
وكان ديفيدسون قد أمضى ساعات طويلة في الاحتفال مع أصدقائه قبل أن يتحرك بسيارته ويقوم بدهس الأطفال أثناء ذهابهم لشراء المثلجات.
وقالت ليلى جعجع "أنا انصح أي شخص يكون بسيارة ويرى أن السائق سكران، أن يقول له أنه لا يمكنه القيادة في هذه الحالة، لأن أي شخص يمكن أن يتعرض لما مررنا به."

Leila Geagea poses near flowers placed at the scene where seven children where hit on a footpath by a four-wheel drive in the Sydney suburb of Oatlands Source: AAP
وأضافت "مرت سبعة أشهر منذ الحادث وقلبنا مكسور، ولكن ما يصبرنا ويمنحنا القوة هو الصلاة والإيمان بالحياة الأبدية التي وعدنا ربنا بها." وقالت "هذه هي الأشياء التي تجعلنا لا نزال واقفين على قدمنا."
وخلال جلسة اليوم سأل القاضي ديفيدسون إن كان ما قاله محاميه برغبته في الإقرار بالذنب صحيح، فرد عليه بهدوء "نعم يا حضرة القاضي."
ولم تحضر أسر الأطفال جلسة اليوم، حيث كانت قد اتخذت قرارا بعدم حضور الجلسات في وقت سابق. وقالت بريديجيت صقر: "حضور المحاكمة لا يهمنا، لأن أهم شيء بالنسبة لنا هو التفكير في أولادنا والصلاة واستكمال حياتنا مع أولادنا، وأن نتأكد أنهم على ما يرام، لأنهم أيضا تعرضوا للأذى بسبب تلك الفاجعة."
وأضافت "أي شخص يقوم بأي فعل، عليه التفكير في عواقب أفعاله أولا، لأنه إذا كان هناك شخص مخمور أو تعاطى مخدرات فيجب عليه أن يفكر قبل قيادة السيارة، وإن كان هناك راكب معه يجب أن ينبهه، لأن الأعمال لها عواقب وتسبب أذى لدى الآخرين."
وقالت ليلى جعجع "أنصح كل الناس أن يحبوا بعضهم ويركزوا على أنفسهم لأن في النهاية الحياة قصيرة ولا أحد يعلم متى سيدق الموت على بابه."
ومن المقرر أن يمثل ديفيدسون مرة أخرى أمام المحكمة في الثاني والعشرين من أكتوبر تشرين الأول القادم.