كد ترامب للصحافيين في المكتب البيضوي: "لن يضرب في قطر"، وذلك بعد أن رفض نتانياهو خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في القدس استبعاد تنفيذ مزيد من الضربات.
القمة الطارئة في الدوحة
وفي موازاة ذلك، دعت القمة العربية والإسلامية الطارئة التي انعقدت في الدوحة، الدول الأعضاء إلى مراجعة علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، رداً على استهدافها مسؤولين من حماس في قطر التي تقوم بدور الوسيط في الحرب على غزة.
وجاء في البيان الختامي أن الهجوم الإسرائيلي "لا ينتهك سيادة قطر فحسب، بل يقوّض أيضاً جهود الوساطة وصنع السلام"، محمّلاً إسرائيل "المسؤولية الكاملة" عن الاعتداء. كما دعا البيان إلى اتخاذ إجراءات قانونية لمحاسبة إسرائيل، بما في ذلك فرض العقوبات، وتعليق تزويدها بالأسلحة، والعمل على تنسيق الجهود لتعليق عضويتها في الأمم المتحدة.
الموقف القطري
من جانبه، اتهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إسرائيل بالسعي إلى إفشال مفاوضات وقف الحرب عبر الضربة في الدوحة، قائلاً: "من يعمل على نحو مثابر لاغتيال الطرف الذي يفاوضه، يقصد إفشال المفاوضات". وأضاف أن نتانياهو "يحلم بجعل المنطقة العربية منطقة نفوذ إسرائيلية، وهو وهم خطير".
مواقف عربية ودولية
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، أوضح أن الدعوة لمراجعة العلاقات مع إسرائيل "غير إلزامية"، وأن كل دولة ستتخذ القرار المناسب لها. ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه بعض الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل في إطار اتفاقات التطبيع الموقّعة عام 2020، بينما أوقفت السعودية مسار التطبيع بعد اندلاع الحرب في غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
كما دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي الولايات المتحدة إلى استخدام نفوذها على إسرائيل لوقف التصعيد، قائلاً: "لديهم نفوذ وتأثير، وحان الوقت لاستخدامهما".
الموقف الأميركي
وأكدت واشنطن عبر وزارة الخارجية أن زيارة وزير الخارجية ماركو روبيو إلى قطر ستجدد "التأكيد على دعم الولايات المتحدة الكامل لأمن قطر وسيادتها"، مشيرة إلى أن روبيو شدد أيضاً على "الدور البناء" الذي تلعبه الدوحة في الوساطة.
وفي المقابل، كرر روبيو من القدس دعم بلاده "الثابت" لإسرائيل في حربها ضد حماس، وقال: "شعب غزة يستحق مستقبلاً أفضل، لكن هذا المستقبل لا يبدأ إلا بالقضاء على حماس".
مشاركة واسعة وإدانات دولية
وشارك في قمة الدوحة قادة ورؤساء من السعودية وتركيا وإيران ومصر والأردن وسوريا وفلسطين، إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقد أثارت الضربة الإسرائيلية التي أودت بحياة ستة أشخاص في الدوحة إدانات دولية واسعة، فيما أكدت حماس أن قادتها المستهدفين نجوا من الهجوم.
البيان الختامي للقمة وصف الممارسات الإسرائيلية في غزة بأنها "جريمة مكتملة الأركان"، مشدداً على رفض "الحصار والتجويع ومحاولات الضم والتهجير"، وداعياً المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقفها.