الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر بشأن تصاعد العنف في السودان

أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه العميق حيال التصعيد الميداني في السودان، بعد ورود تقارير موثوقة عن إعدامات جماعية وجرائم عنف مروعة ارتُكبت عقب سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي كانت محاصَرة منذ نحو 18 شهراً.

Sudan

This photo released by UNICEF shows displaced children and families from el-Fasher at a displacement camp where they sought refuge from fighting between government forces and the RSF, in Tawila, Darfur region, Sudan, Monday, Oct. 27, 2025. (MohammedJammal/UNICEF via AP) Credit: Mohammed Jammal/AP

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

قال توم فليتشر، مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، إن المدينة "انزلقت إلى جحيم أكثر قتامة"، مضيفاً أن "نساءً وفتيات يُغتصبن، وأشخاصاً يُشوّهون ويُقتلون في ظل إفلات تام من العقاب"، مشيراً إلى أن المنظمة تلقت تقارير موثوقة عن إعدامات جماعية نُفذت بعد دخول قوات الدعم السريع إلى المدينة.

مجلس الأمن يدين "الفظائع"

وفي بيان صدر مساء أمس، عبّر مجلس الأمن عن إدانته للفظائع المنسوبة إلى قوات الدعم السريع بحق المدنيين، بما في ذلك الإعدامات الميدانية والاعتقالات التعسفية، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين.

وقال البيان إن المجلس يتابع بقلق بالغ تفاقم الوضع الإنساني في الفاشر ومحيطها، حيث أدت المعارك إلى نزوح عشرات الآلاف خلال أيام قليلة.

معاناة إنسانية متفاقمة

من جهة أخرى، وصف عامل الإغاثة جون أوشيبي، من منظمة أليما غير الحكومية، الوضع بأنه "مأساوي وغير مسبوق"، مشيراً من مدينة طويلة – التي تبعد 70 كيلومتراً عن الفاشر – إلى أن "النساء والأطفال يصلون في حالة من الإرهاق الشديد، وبعضهم لم يأكل منذ أيام وسار مسافات طويلة، فيما تعرض آخرون للضرب والسرقة والتهديد".

وأضاف أن كثيرين من النازحين "يبكون فقدان أقاربهم"، محذراً من أزمة إنسانية متصاعدة في ظل نقص الإمدادات الطبية والغذائية.

اتساع رقعة القتال

وأعرب توم فليتشر عن قلق الأمم المتحدة من تمدد العنف إلى ولاية شمال كردفان المجاورة، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة أدت إلى موجات نزوح جديدة.

وقالت مارثا أما أكيا بوبي، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون إفريقيا، إن قوات الدعم السريع "ارتكبت فظائع واسعة النطاق في مدينة بارا" شمال كردفان بعد سيطرتها عليها مؤخراً، مؤكدة مقتل ما لا يقل عن 50 مدنياً خلال الأيام الأخيرة.

وأضافت أن هجمات الطائرات المسيّرة التي يشنها الجانبان امتدت إلى النيل الأزرق والخرطوم وسنار وجنوب كردفان وغرب دارفور، مما يشير إلى اتساع نطاق الحرب على مستوى البلاد.

غوتيريش يدعو إلى وقف فوري للحرب

من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إنهاء الأعمال الحربية فوراً، محذراً من أن استمرار النزاع يهدد بجرّ السودان إلى كارثة إنسانية شاملة.

وأثارت تقارير عن مقتل أكثر من 460 شخصًا في المستشفى السعودي بمدينة الفاشر غضباً واسعاً، بعد أن أكد متطوعون محليون وقوع المأساة، مدعومة بصور أقمار صناعية.
لكن قوات الدعم السريع نفت عبر قناتها في تلغرام مسؤوليتها عن قتل المرضى أو المدنيين في المستشفى.

موجات نزوح ضخمة وأوضاع كارثية

وبحسب الأمم المتحدة، فرّ أكثر من 36 ألف مدني من الفاشر منذ الأحد، بينهم 23 ألفاً وصلوا إلى مدينة طويلة التي تستضيف أصلًا نحو 650 ألف نازح.

وقالت غرفة طوارئ طويلة، وهي مجموعة تطوعية محلية، إن النازحين الجدد يواجهون أوضاعاً إنسانية صعبة للغاية، مناشدة المنظمات الدولية والإقليمية والجهات الخيرية تقديم مساعدات عاجلة من غذاء ومياه وأدوية ومأوى.

"اغتصاب ونهب وقتل"

وأكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أن المدنيين الفارين من الفاشر "يتعرضون للاغتصاب والنهب والقتل" على يد مسلحين، موثقة مقاطع فيديو تُظهر إعدامات ميدانية لمدنيين في شوارع المدينة.
وأضافت المنظمة أن انقطاع الاتصالات يجعل من الصعب التحقق من حجم الانتهاكات على الأرض بشكل مستقل.

خلفيات النزاع

وبسيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر، تكون قد أحكمت قبضتها على كامل إقليم دارفور، الذي يشكل نحو ثلث مساحة السودان.

في المقابل، وصلت مفاوضات "الرباعية" (التي تضم مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة) بشأن الأزمة السودانية إلى طريق مسدود، وفق مصادر دبلوماسية، بعد آخر اجتماع عُقد في واشنطن الجمعة الماضية.

واندلعت الحرب في السودان في نيسان/ أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في صراع دموي أسفر حتى الآن عن عشرات الآلاف من القتلى وملايين النازحين.

وتشير تقارير أممية إلى أن الدعم السريع تلقت أسلحة وطائرات مسيّرة من الإمارات، بينما يُعتقد أن الجيش السوداني يتلقى دعمًا من مصر والسعودية وإيران وتركيا، وهي دول تنفي رسميًا أي تورط في النزاع.

ويرى مراقبون أن ما يحدث اليوم في دارفور يُعيد إلى الأذهان فظائع مطلع الألفية التي ارتكبتها ميليشيات الجنجويد، والتي انبثقت منها قوات الدعم السريع لاحقاً.

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك و انستغرام.

اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك

نشر في:

تقديم: George Gharam
المصدر: AFP

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand