نلقي نظرة على أبرز الأحداث التي شهدتها أستراليا عام 2020 فقد كان عامًا مليئًا بالأزمات وأصبحت المصطلحات التي كانت غامضة مثل التباعد الاجتماعي وتسطيح المنحنى أمرًا شائعًا.
الأشهر الأولى من 2020 وفي مارس/آذار تحديدا، توقع رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون ان يكون عام 2020 مليئا بالتحديات ومن بين الأصعب على الكبار والصغار، وهكذا كان عاما غير مسبوقا شهد تغييرات جذرية وأحداث كبيرة.
إذا تعرضت استراليا لأزمات متعددة منذ وقت مبكر من العام، مع اندلاع حرائق الغابات التي اجتاحت مساحات شاسعة وتسببت بأضرار فادحة بالأرواح والأرزاق.
ولاية فيكتوريا، تم إجلاء آلاف المواطنين عن طريق البحر حيث تم نشر قوات الدفاع الأسترالية في منطقة Mallacoota لحمايهم من الحرائق الكارثية. كما أودت بحياة أربع وثلاثين شخصًا فيما بينهم رجال اطفاء متطوعين وكان وقع الحرائق جسيما على عالم الحيوان بحيث انها قضت على ما لا يقل عن 3 مليار حيوان.

Bushfires, Climate change Source: DFES Incident Photographer Morten Boe
ومن أزمة إلى أخرى بحيث برز مرات كثيرة عنوان التهافت على شراء ورق التواليت وعدم توافرها في المحلات التجارية في أستراليا. وكانت هذه ردة فعل غريبة لعام الغرائب. الاقبال المفرط على شراء ورق التواليت والمواد الغذائية الأساسية Panic buying تصدر الأخبار في أكثر من بلد على الصعيد العالمي.
وتزامننا مع الابلاغ عن الحالة الأولى في 25 يناير، قام الناس بالتبضع السريع وبكميات كبيرة تحسبا للمجهول، وبدافع الشعور بان شيئا ما تحت السيطرة من حياتهم التي انقلبت رأسا على عقب.
ففرغت رفوف المحالات التجارية وانتشرت مقاطع فيديو مصورة أظهرت تهافت الناس وهلعهم واشتباكهم في بعض الحالات على البضائع.
وأغلقت الحكومة الفيدرالية حدود أستراليا أمام غير المقيمين في 20 مارس/آذار. وفي الأيام التي تلت ذلك، تم إدخال قواعد التباعد الاجتماعي في أستراليا للتعايش مع الوضع الجديد
ومن ثم تم إلغاء التجمعات الكبيرة ووضع سقف على التجمعات الصغيرة، وأغلقت الحدود والسفر أصبح شبه معدوما، وأغلقت المطاعم وأماكن الترفيه وبدأ عمال الشركات المختلفة في العمل عن بعد.
ثم تم تطبيق اجراءات إغلاق أكثر تشددا وطلب من الأستراليين البقاء في منازلهم للحد من انتشار الوباء بحسب ما قاله كبير المسؤولين الصحيين Brendan Murphy حول تشديد اجراءات كورونا.

Qantas airplanes Source: AAP
وانتشرت عدوى كورونا في دور مختلفة لرعاية المسنين، ما زاد المخاوف حول اصابة الأكثر عرضة من كبار السن فيما تسبب السماح لركاب كانوا على متن السفينة السياحية Ruby Princess بالنزول في سيدني دون اختبار الفيروس بإحراج للسلطات السياسية والصحية في نيو ساوث ويلز. وتم ربط 663 حالة اصابة بكوفيد 19 ووفاة 28 شخصًا في أستراليا وحول العالم بالسفينة المذكورة.
وأدى خرق في نظام الحجر الفندقي Quarantine، الى اندلاع موجة ثانية في ملبورن ومن ثم الى وضع تسعة أبراج سكنية عامة في المدينة بعد ظهر يوم 4 يوليو/تموز تحت أشد حالات الإغلاق في أستراليا وتحت حراسة الشرطة أثناء اجراء فحص كورونا للساكنين فيها.
ومن ثم اتخذت ولاية فيكتوريا اجراءات صارمة وأصدرت تعليمات للمواطنين قائمة بعدم السفر لأكثر من خمسة كيلومترات بعيدا عن منازلهم، ولا يُسمح لهم بالخروج إلا لأربعة اسباب أساسية.
وتم وضع ما يسمى بـ "الحلقة الحديدة" لفصل ملبورن عن المناطق الأقليمية في فيكتوريا وأصبح رئيس الوزراء دانيال أندروز وجهًا مألوفًا للملايين بحيث قام بمؤتمرات صحفية يومية قدم من خلالها تحديث لأرقام كورونا وحصيلة الحالات اليومية.
على الصعيد الإقتصادي، سارعت الحكومة الأسترالية في الاستجابة بالأعلان عن خطط الدعم المادية لتحريك عجلة الأقتصاد وقدمت حزم دعم للأستراليين وابرز خطة دعم البطالة ودعم الأجور وخطة التأهل للعمل job keeper وseeker وmaker.
وبالرغم من ذلك فقد شهدت أستراليا أول ركود اقتصادي لهل منذ ثلاثة عقود وكان ركودا مشابها للكساد العظيم الذي شهدته أستراليا في الثلاثينيات من القرن الماضي.
وشدد وزير الخزانة الفدرالي جوش فرايدنبورغ على ضرورة ابقاء البطالة على معدلات منخفضة معتبرا ان المحافظة على الوظائف والموظفين ومساعدة الشركات على إجتياز هذه المرحلة الصعبة من أبرز مقومات التعافي الإقتصادي.
ومن أبرز الأحداث التي شهدتها أستراليا أيضا، كانت قضية الكاردينال جورج بيل البالغ من العمر ثمانية وسبعين عام، والذي تم الإفراج عنه بعد ما برأته المحكمة العليا من التهم التي نسبت إليه.
ولاقت الاحتجاجات التضامنية مع حركة Black Lives Matter صداها بتظاهرات محلية أيضا دعت لمعاملة أكثر انصافا للسكان الأصليين في السجون الأسترالية.

Cardinal George Pell. Source: ANSA
كما أثار تحطيم الصخور التي تعود الى أكثر من 46 ألف سنة بهدف انشاء مناجم جديدة للحديد الخام في Pilbara الجدل، خاصة انه لم تتم استشارة السكان الأصليين قبل البدء في هذا المشروع.
ومن أبرز الأحداث على الصعيد الأسترالي هذا العام أيضا، كان التحقيق العسكري الذي كشف عن جرائم حرب محتملة قام بها جنود أستراليون في أفغانستان أشرف عليه المفتش العام العسكري في قوات الدفاع الاسترالية اللواء Paul Bertron.
وكشفت أدلة على قيام عناصر من فوج الخدمات الجوية الخاصة عن 39عملية قتل ضد مدنيين وحالتين من التعذيب على أيدي القوات الأسترالية، مما أدى الى فصل ومعاقبة جنود أستراليين والإطاحة بفصيلة كاملة منهم.