أطلقت مؤسسة جون بول الخيرية في مدينة سيدني مبادرة بعنوان "أنقذوا بيروت" لمساعدة أهالي المدينة المتضررة من الانفجار المروع الذي دمر مرفأها يوم الثلاثاء الموافق 4 أغسطس/آب من الشهر الجاري. وخلف الانفجار أكثر من 170 قتيلا وآلاف المصابين، وشرد أكثر من 300 ألف مواطن من منزله وعمله.
السيدة برنديت نصيف وابنتها كريستي آن الياس تقومان بتنظيم المبادرة والتواصل مع أبناء الجاليات المختلفة في مدينة سيدني من الذين يودون تقديم يد العون لسكان بيروت المنكوبة.
وتقول السيدة برنديت أن قبل حادثة الانفجار، كانوا يجمعون الملابس الجديدة والمستخدمة ليقوموا بإرسالها الى لبنان في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها أهالي لبنان لتصلهم شحنة المساعدات في فصل الشتاء.
ولكن جاء الانفجار ليقلب موازين المبادرة ويوسع أفاقها لتستقطب المزيد من المواد التي يحتاجها أهالي لبنان.
"تحدثت مع أفراد عائلتي بعد الانفجار واتفقنا على أن نرسل الى أفراد آخرين من عائلتنا وأصدقائنا لنسألهم ما إذا كانوا يودون المساعدة في جمع المواد التموينية والأساسيات الأخرى للعائلات التي خسرت منازلها بسبب الانفجار في بيروت."
"لم نكن نتخيل أن تصل ردة فعل هذه الرسالة الى ما وصلت اليه اليوم. حجم الكرم الذي يتحلى به أبناء مجتمعنا كان مدهشا حقا."
وبحسب السيدة برنديت تبرع أبناء الجاليات المختلفة بالكثير من الملابس الجديدة والمستخدمة وآلاف صناديق المواد التموينية.
"في غضون 4 أيام وصلنا أكثر من 4000 علبة حليب و3000 من علب حليب الأطفال و40 طنا من الأرز. ووصلنا أيضا صناديق من الطحين ومستلزمات أخرى للأطفال وغيرها. كل ما تقدمه المتاجر هو موجود لدينا أيضا."
"أشخاص لا نعرفهم يقومون بمساعدتنا"

"Rescue Beirut" initiative from Sydney Source: Supplied
"أشكر أبناء المجتمع من كل قلبي الذين كانوا يشترون المساعدات ويقومون بإيصالها الينا ويتبرعون بوقتهم أيضا ليقوموا بمساعدتنا في تغليف آلاف الصناديق وتنظيمها."
وتضيف السيدة برنديت أن هناك أيضاء مجموعة من النساء مكونة من حوالي 30 سيدة من اللواتي يعملن على استلام البضائع وتغليفها وتنظيم العمل في أماكن استلامها.
"كل واحدة من هذه السيدات تقوم بالتواصل مع مجموعة من أبناء المجتمع أيضا لتلقي المساعدات والتبرعات لأن حجم المساعدات التي نتلقها سيكون من المستحيل احتوائه في مكان واحد لكبر حجمها."
وتضيف أنها قابلت الكثير من أبناء المجتمع المتأثرين والحزينين بشأن ما حصل في بيروت والذين يودون تقديم المساعدة.
"عبر مساعدتهم لنا يشعرون بأنهم استطاعوا فعل أي شيء لمساعدة شعب لبنان الذين هم في أشد الحاجة لمساعدتنا الآن."
"مساعدتنا ممتدة لشهور قادمة"

Beirut Blast families receive support from community in Sydney. Source: Supplied
وتقول السيدة برنديت لا يمكننا الاستسلام وأن ننسى ان الأزمة التي يمر فيها لبنان مستمرة ولن تنتهي في غضون شهر أو شهرين.
الشعب هناك بحاجة لمساعدتنا على مدى السنة أو السنتين القادمتين.
"لذلك ستصلهم منا مساعدات عبر النقل الجوي لتكون معهم في الفترة الحالية، وستصلهم مساعدات أخرى عبر النقل البحري على مدى الأشهر القادمة."
وسيستلم تبرعات مبادرة "أنقذوا بيروت" السخية فريق المبادرة على أرض لبنان وسيقوم بتوزيعها الى منظمات خيرية مثل الصليب الأحمر وغيرها. وستقدم الى العائلات المتضررة مباشرة من انفجار مرفأ بيروت. وتقول السيدة برنديت ان ليس هناك شروط يجب أن يستوفيها المتلقي للحصول على المساعدة.
"جميع العائلات المتضررة في بيروت ستحصل على المساعدات بغض النظر عن أي انتماءات دينية أو سياسية. أي انسان بحاجة للمساعدة سيحصل عليها."