عمّت مصر والبلدان العربية صدمةٌ وغضبٌ عارمان بعد ذبح شاب لزميلته بسكين أمام جامعة المنصورة بمحافظة الدقهلية شمالي القاهرة. وقد فاقم هذا الغضب تعليقات من افراد وشخصية دينية شهيرة رأى كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أنها "تبرر القتل" وتساعد على "تطبيع ثقافة التعايش مع العنف ولوم الضحية". وانتقد حقوقيون وإعلاميون وممثلون ما وصفوه بالثقافة التي تسمح بعنف الذكور ضد المرأة، بعد مقتل الشابة على يد زمليها خارج جامعتها.
وقالت النيابة العامة المصرية في بيان إن النائب العام أمر بحبس قاتل الطالبة نيرة أشرف أمام جامعة المنصورة على ذمة التحقيقات، وأضاف البيان أن النيابة العامة استمعت "إلى عشرين شاهداً، منهم والدي المجني عليها وشقيقتها، الذين أكدوا قيام المتهم بالتعرض المستمر للمجني عليها على إثر فشل علاقتهما ورفضها لشخصه، وعقدهم جلسات عرفية وتحريرهم محاضر رسمية ضده منذ ما يربو على شهرين لأخذ تعهده بعدم التعرض لها".
ولم تمضِ أيامٌ حتى حصلت جريمة مشابهة في الأردن مما أشعل الغضب مرة أخرى.
فلقد فُجع الأردنيون صباح يوم الخميس بجريمة قتل الطالبة الجامعية إيمان إرشيد بالرصاص بعد تعرضها لإطلاق نار في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة شمال العاصمة عمان.
وبحسب شهود عيان، فإن الجاني دخل حرم الجامعة متنكراً، وأطلق 5 رصاصات نحو الطالبة، أصابت إحداها رأسها بينما أصابت 4 رصاصات أخرى، جسدها.
وفي حديث مع SBS Arabic24 تقول مديرة مركز صحة المرأة في بانكستاون السيدة مريم مراد إن العنف ضد النساء يمثل جائحة في خطورته وضرورة إيجاد سبل للتعامل معه.
"أسباب العنف ضد النساء تعود لعدم التكافؤ الاجتماعي، نحن نعيش في مجتمع أبوي، ذكوري لا يعامل المرأة بإنصاف".
أثارت المشاهد المروعة للجريمة، التي راحت ضحيتها نيرة أشرف، موجة من الغضب والاستنكار في مصر وفي بعض البلدان العربية، خاصة وأن المقاطع المصورة التي تم نشرها تظهر عدداً لا بأس به من المارة في مكان الحادثة لم يحاولوا التدخل لمنع الجريمة.
وتقول السيدة مريم مراد إن عدم تدخل المارة لإنقاذ نيرة أشرف يعود إلى "أفكار مترسحة تعتبر أن العنف ضد المرأة مشكلة عائلية وليس مشكلة اجتماعية".
وأشارت مراد إلى ضرورة التعاطي مع هذه المشكلة "كحالة طوارئ مجتمعية تستدعي التوعية وتدخل القانون وتغيير اللغة المستخدمة والتي تخفف من الجرم وتلقي اللوم على الضحية".