الدكتورة ماجدة عواودة: قصة أم تحدّت العنف وحصلت على أهم الجوائز في أستراليا

Dr. Majeda Awawdeh

Source: Supplied

تريد الدكتورة عواودة أن تردّ الجميل للمجتمع الأسترالي الذي قدّرها وكرمها بجوائز عديدة وذلك من خلال مجموعة من المنح الدراسية توفرها عبر أكاديمية التعليم العالي.


هي صحيح حلوة الحلوات ولكنها أيضاً بطلة البطلات. لكل أم قصة بطولة تفخر فيها ويفتخر بها أولادها.

فكيف لو كانت هذه الأم، أماً عازبة لثلاثة أولاد تعرضت للعنف الأسري أثناء زواجها، تحدّت كل التقاليد وكسرت حاجز الصمت ورفعت صوتها ضد التعنيف كما استطاعت أن تصبح أكاديمية متفوقة وسيدة أعمال ناجحة.

إنها الدكتورة ماجدة عواودة، المتخصصة في مجال تعليم الرياضيات ومديرة أكاديمية التعليم العالمي Global Education Academy  التي تحتفل أيضاً بحصولها على جائزة تلسترا لسيدات الأعمال عن فئة المصالح الصغرى.
طريق النجاح لم يكن سهلاً بالنسبة للأم التي اضطرت أن تربي أولادها الثلاثة بمفردها بعد أن غادرت منزلها الزوجي هاربة من تعنيف رافقها لسنوات طوال: "التجربة لم تكن سهلة أبداً فهي تحتاج إلى كثير من التعب، هذا التعب يرافق كل أم في مهمة تربية الأطفال فكيف إذا كانت في وضع تتعرض فيه للعنف المنزلي. كان الأمر يحتاج إلى جهد وصبر ولكنّ الأهم أنه كان يتطلب ذكاء ومثابرة". وتشرح الدكتورة أنها بالذكاء لا تقصد الذكاء الأكاديمي  بل "معرفة اغتنام الفرص وتجهيز نفسك كامرأة وأيضاً تجهيز أولادك بالمهارات المطلوبة وأهم هذه المهارات هي الاستقلالية التي يجب أن تكون على جميع المستويات الاقتصادية منها وأيضاً الأكاديمية والنفسية والاجتماعية. أظن أن الاستقلالية هي كلمة السر في هذا الموضوع".

الدكتورة ماجدة عواودة تمكنت من الانتفاضة على التقاليد وووضع حد للمعاناة التي كانت تعيشها بسبب العنف الأسري. وهي تشير أن وجود الأولاد جعل الوضع الذي تعيشه أكثر صعوبة غير أن هذا الأمر لم يمنعها أبداً من اتخاذ القرار بالتخلي عن هذه العلاقة: "كان من المهم أن اختار الوقت المناسب فالأم لا تهتم فقط بما هو أفضل لها بل أيضاً بما يناسب أولادها لذلك لم أترك إلا عندما تأكدت أنني أستطيع أن آخذ أولادي معي وأوفر لهم حياة أفضل".
Dr. Majeda Awawdeh with her 3 kids
Source: Supplied
أما بالنسبة للأمهات اللواتي يرفضن التمرد على الواقع بحجة أنهن يردن حماية الأولاد من تبعات انفصال الأهل، فرسالة عواودة لهؤلاء واضحة بأن التأثير السلبي على الأولاد بوجودهم في ظل هكذا علاقة أسوأ بكثير من عواقب العيش مع الأم بمفردها: "إذا قبلت الأم بالاستمرار في علاقة كهذه فهي تبعث رسالة للأولاد بأن هذا الوضع مقبول وطبيعي. وحين يكبر ابنها ويتزوج، قد يفكر بأن والدته عاشت بهذه الطريقة فما الذي يمنع زوجته أو حتى بناته من العيش بالطريقة نفسها. أيضاً عندما تكبر ابنتها قد تفكر أن أمي عاشت هكذا إذا علي القبول بهذا النوع من المعاملة". وتضيف الدكتورة: "بالمقابل، وضع حدّ لهذه العلاقة المؤذية يبعث برسالة تؤكد على ضرورة كسر حاجز الصمت كما يضمن أن لا يستمر هذا الوضع للجيل القادم".

سيدة أعمال ناجحة

إلى جانب نجاحها كأم، تفوقت عواودة في مهنتها واستطاعت تأسيس أكاديمية التعليم العالمي Gobal Education Academy  كما حصلت مؤخراً على جائزة Telstra Business Women’s Award عن فئة المصالح الصغرى وهي من أعلى الجوائز التي يمكن الحصول عليها في مجال الأعمال في أستراليا وخاصة بالنسبة لنساء الأعمال، وهي تأمل أن تساعدها هذه الجائزة بالوصول إلى هدفها الأسمى: "أنا أؤمن أن من جدّ وجد وأن كل التعب الذي نبذله لا بدّ من أن يأتي يوم ويثمر نجاحاً وأود من هذه الجائزة أن تعطيني منصّة أعلى لكي أتمكّن من تحقيق هدفي الرئيسي وهو تحسين مستوى تعليم الرياضيات واللغة الانجليزية في أستراليا".
Dr. Majeda Awawdeh
Source: Supplied
والجوائز ليست بالأمر الجديد بالنسبة لمديرة أكاديمية التعليم العالي فهي حصلت من قبل على جوائز كثيرة مثل Champion Business Award و Local Business Award كما كانت مرشحة للـEthnic Business Award غير أن جائزة تلسترا كانت الأهم في هذا المجال. ولا بدّ أنه كان على الأم أن تتبع استراتيجية ناجحة تمكنها من التوفيق بين تربية أطفالها وبين مهنتها التي تتطلب الكثير من الجهد والعطاء. وهي تؤكد أن تلك الاستراتيجية تعتمد على ثلاثة عوامل: " الخطوة الأولى تكمن في وضع أهداف محددة أي أن تعرف المرأة إلى أين تريد الوصول والطريق الصحيح لتحقيق هذه الغاية. أما العامل الثاني المهم فهو حسن إدارة الوقت وتقسيمه بشكل يرضي الجميع ويمكّن الشخص من أداء جميع مهامه. أما النقطة الثالثة والأكثر أهمية فهي الإستقلالية وتربية الأولاد وتدريبهم على أن يكونوا مستقلين حتى في أبسط الأمور فعلى سبيل المثال أنا كنت مدرّسة وبالرغم من ذلك أولادي كانوا دائماً يقومون بفروضهن المدرسية لوحدهم ".

وتريد الدكتورة عواودة أن تردّ الجميل للمجتمع الأسترالي الذي قدّرها وكرمها بجوائز عديدة وذلك من خلال مجموعة من المنح الدراسية توفرها أكاديمية التعليم العالي: "هذه السنة قررنا إعطاء 10 منح للطلاب الذين يريدون الدراسة معنا أما الأشخاص الذين يحق لهم التقديم على هذه المنح فهم الذين يواجهون صعوبات مادية، وأولئك الذين يعيشون أجواء عنف في المنزل وأيضاً الذين لديهم وضع صحي صعب. أيضاً الأهل الذين خشروا وظائفهم خلال أزمة كوفيد19 يمكن لأولادهم التقدم للحصول على المنحة".
وللمهتمين بهذه المنح يمكنهم زيارة الموقع الالكتروني للأكاديمية Global Education Academy حيث يمكنهم تعبئة الطلب للتقديم على المنحة. كما تجدر الإشارة إلى أن كل المعلومات والتفاصيل التي يذكرونها تبقى سريّة ولا يمكن لأحد أن يعرف هوية الأولاد الذين تلقوا المنح.

يمكنكم الاستماع إلى اللقاء الكامل مع الدكتورة ماجدة عواودة من خلال الضغط على التدوين الصوتي أعلاه

شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand