تحذير: يحتوي هذا المقال واللقاء الصوتي على مقاطع قد يجدها البعض صادمة.
في سوريا، لا تقتصر المعاناة على الحرب والدمار، بل وصلت إلى عمق الهوية. وفي السويداء، تصاعدت التوترات بشكل خطير، وسط اتهامات بمخططات لتفكيك خصوصية المنطقة وزجها في الصراعات.
القلق يتجاوز الجغرافيا ويشتعل خوف الاستراليين الدروز على اهاليهم في جبل العرب حيث تعجز الكلمات ان تصف الايام طويلة التي عاشها أهل السويداء
غالب الحضوة من ابناء الطائفة الدرزية يسكن في ملبورن تحدث لـ" أس بي أس عربي" عن الثمن الباهض الذي تدفعه السويداء وعن مقتل اخيه واسرته والحصار الذي يطوق المدينة
وقال الحضوة "لا أعرف من أين أبدأ… فقدت أخي وزوجته وابنه الوحيد. الحزن لا يوصف، لكن الأصعب هو صدى الفقد المتكرر. أولاد أختي، أولاد عمي، إخوتنا، أخواتنا، حتى الرضّع لم يسلموا. هناك دمار شامل… الناس بلا طعام، بلا دواء، والبيوت أُحرقت وسُرقت. السويداء تختنق، وأهلنا بحاجة لكل شيء".
نداء استغاثة من أجل السويداء: افتحوا المعابر وأنقذوا الأبرياء
زوجته ريما شرف روت جانبا من قصص ما يجري هناك والحرائق التي اشعلت في المدينة، مطالبة بفتح المعابر وهي تضعنا امام حجم الخوف الذي يعيشه الناس هناك
وقالت "لا يطرقون الباب حتى… يطلقون النار مباشرة على البيوت، يحرقونها على من فيها. ما يحدث لأهلنا في السويداء لا يمكن تصديقه… فقط لأننا دروز؟! نناشد بفتح المعابر، الناس هناك محرومون من كل مقومات الحياة، ويعيشون رعبًا لا يوصف".
وامام هذه الروايات طالب المرصد السوري لحقوق الإنسان بتشكيل لجنة تحقيق أممية مستقلة للنظر في الانتهاكات والجرائم المرتكبة في محافظة السويداء، ومحاسبة جميع المتورطين فيها من كافة الأطراف، بما يضمن تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا.
فيما اعلن الرئيس السوري الانتقالي احمد الشرع التزامه "حماية الأقليات" ومحاسبة "المنتهكين" من أي طرف
عضو مجلس بلدية كينغستون هادي صعب اكد لـ"أس بي أس عربي " ان أعمال العنف في السويداء تثير المخاوف على الاهالي هناك مطالبا بفك الحصار عن المدينة
واوضح انه "في الأسبوع الأخير، وقعت مجزرة في السويداء. فُتح الباب للقتل، للأذى، للذبح أمام الأهل ..لم يُحترم شيخ ولا طفل. أكثر من ألف ضحية سقطوا بوحشية، الاهالي في السويداء يقتلون لأنهم طالبوا بالأمان؟ حتى المياه سُمّمت هناك ، الناس محاصرون بلا كهرباء، وبلا دواء، وبلا أمل. نحن هنا لنُسمع صوتهم … صرختهم التي يجب ألا تُدفن."
واضاف " وجّهنا دعوات لكل ممثلي الشعب في استراليا من أعضاء الشيوخ والبرلمانات إلى المجالس المحلية للمشاركة في وقفة التضامن بدار المركز الدرزي في Keysborough ، انها دعوة مفتوحة لكل ضمير حي."
اقرأ المزيد
من هم الموحدون الدروز ولماذا يؤمنون بالتقمص؟
وبينما يزداد الوضع الإنساني في السويداء سوءا، ارتفعت في أستراليا، وتحديدا من مدينة ملبورن، صرخة تضامن وعن الدعوة لوقفة الاحتجاج في فيكتوريا اكد صعب انها "تزامنت مع بيانا بأسم دروز فيكتوريا إرسال رسائل إلى شخصيات سياسية ووزارية، بينها وزيرة الخارجية الأسترالية، مطالبة اياها بالتحرك العاجل".
فيما قال شادي عربيد احد ابناء الطائفة الدرزية في استراليا ان ما حدث في السويداء لا يمثل اي دين على وجه الارض وانه تهديد للانسانية ، محذرا مما وصفه بالابادة المذهبية، على اساس الهوية، واكد ان وقفة يوم الاحد ستكون للتضامن مع اهالي السويداء واعلان صرخة اننا نقف دوما مع السلام.
واضاف "ما نراه اليوم من الذبح على الهوية، واقتحام البيوت، وقتل الشيوخ والأطفال، لا يمكن تبريره تحت أي راية، نحن لا نستوعب كيف يحدث كل هذا، ولا نفهم أين اختفى الضمير العالمي؟".
واوضح بأن "ما يحدث في السويداء لا يمت بصلة لاي دين ولا الإنسانية. إنه تهديد صريح للوجود، إبادة مذهبية تمسنا في جذورنا " مشيرا الى ان الدروز طائفة موجودة في اربع مناطق بالشرق الاوسط ، نحن موجودون في الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين، وصوتها عالٍ من أجل السلام."
وأكد ان "وقفتنا يوم الأحد ستكون برسالة واضحة عنوانها : لا للعنف، لا للتمييز، لا للإبادة".
وخلص الى القول "ديننا دين محبة وسلام وتسامح، ونرفض أن يعتدى علينا أو نعتدي على أحد، وهذه أخلاقنا، وهكذا تربينا".
وجاء في الدعوة الى الوقفة التضامنية التي وجهتها الجمعية الخيرية الدرزية والمشايخ الأجلاء في ملبورن، أن الوقفة تأتي "دقيقة صمت وفاءً لأرواح شهداء السويداء ودفاعًا عن الأرض والكرامة"، ودعت أبناء الطائفة إلى المشاركة الفاعلة "رجالًا ونساءً"، في رسالة تضامن مع الأهل في الجبل، ورفضا لاستمرار سقوط الضحايا وتدهور الأمن وغياب الاستقرار.
وأكدت الدعوة أن هذا التحرك الرمزي يأتي من موقع الالتزام الأخلاقي والوجداني، ويهدف إلى إيصال الصوت إلى الضمير العالمي، والمطالبة بإطلاق المعابر وتوفير الدعم الإنساني العاجل لحماية كرامة وصمود الأهالي في السويداء.
وتعيش السويداء هدوءا حذرا ومخاوف بعد اسبوع من اعمال العنف قبل ان يعلن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع وقفا لإطلاق النار في حين اكد وزير الداخلية السوري أنس خطاب ان قوات الامن تمكنت من تهدئة الوضع وفرض وقف اطلاق النار ما يمهد لعودة الاستقرار في المحافظة
يمكنكم الاستماع للتقرير في التدوين الصوتي أعلاه.
