أردنية فلسطينية تبرع كمهندسة في قوات السلاح الجوي الملكي في أستراليا

Australian Defence Force

Source: Australian Defence Force

"من يعمل ما يحب يبرع بأدائه".. هكذا تقول الشابة من أصول فلسطينية أردنية نادية اللحام، وهي واحدة من الفتيات العربيات القليلات المنخرطات بسلاح الجو الملكي الأسترالي.


الشابة نادية اللحام، ابنة السابعة والعشرين ربيعاً من أصول فلسطينية أردنية وتعمل كمهندسة في سلاح الجو الملكي الأسترالي في قاعدة Edinburgh.

تخرجت نادية من جامعة ملبورن في مجال الهندسة المدنية بشهادة ماجستير، ورغبت بخوض مجال غريب بعض الشيء على الفتيات فعملت بوظيفة فريدة كمهندسة تشرف على مشاريع بنية أرض المطارات لأحدث الطائرات. 

تهدف نادية للانخراط مستقبلاً في مشاريع إنسانية لتساعد الدول النامية على تطوير البنية التحتية، كما تأمل بالمشاركة في العمل التطوعي لنشر التوعية والساهمة بالمشاريع التثقيفية للنساء والأطفال وإحداث فرق إيجابي في بيئتهم ومحيطهم. 

تحدثت نادية اللحّام عن هجرة عائلتها إلى أستراليا في لقاء مع أس بي أس عربي24 وعن قضاء العائلة سنوات في الأردن أَغنت لغتها العربية وأثرت معرفتها بالثقافة وعززت تعلّقها وارتباطها بالوطن الأم.
بدأت الحكاية مع هجرة الأب إلى أستراليا عام 1991، ليعود الى الأردن في العام التالي ويتزوج من شريكة حياته وينطلاقا معاً لتأسيس عائلة في أستراليا عام 1992.
حطّ الزوجان الرحال أولاً في ولاية تاسمانيا قبل الانتقال إلى فيكتوريا: "وجدت والدتي بعض الصعوبة في تاسمانيا إذ لا يوجد الكثيرون من نفس الخلفية الثقافية، فرغبت بالانتقال إلى منطقة تربّي فيها عائلة بين أصدقائها فانتقلنا إلى ملبورن حيث أمضينا غالبية طفولتنا." 

وبما أن قرار الاستقرار لم يُحسم بشكل مباشر، تنقلت العائلة بين الأردن وأستراليا أكثر من مرة. 

وقالت نادية إن العائلة لم تندم قط، إذ تمثلت رغبة الوالدين في تعزيز الترابط الثقافي مع الوطن الأم عند الأبناء.

كان أثر التنقل ما بين البلدان إيجابياً على نادية بحيث أن الخبرة لا تثمن من ناحية الغنى الثقافي وتشكيل الهوية.
وعن الوجه الآخر للصعوبات والتحديات التي واجهتها وإخوتها كشباب وطلاب تقول نادية: "كانت صعبة لأننا كنّا نجيد اللغة بطلاقة في أحد البلدين وعندما نصل إلى البلد الآخر، نجد أن اللغة فيها مختلفة كثيراً والثقافة أيضاً. لكن الحمدالله استفدنا من ناحية التعرّف على الثقافة الأم وأنشأنا صداقات لا تزال قائمة إلى الآن".
تأثرنا بأمور كثيرة ولكننا ربحنا لغتين
وعاشت عائلة اللحام في الأردن لخمس سنوات أثناء فترة تنقلها، درست خلالها نادية في الصفين السادس والسابع.
Nadia
وجهت الشابة المهندسة في قوات السلاح الجوي الملكي الأسترالي نادية اللحام نصيحة لأبناء وبنات الجالية العربية قائلة: "تشجعوا في خوض المجال العملي الذي تحبونه". Source: NL
وبعد أن تأرجحت العائلة ذهاباً وإياباً بين الأردن وأستراليا، جاء قرار الاستقرار في أستراليا بشكل دائم: "المدارس المختلطة كانت شيئاً جديداً بالنسبة لي، نحن تربينا تربية عربية شرقية إسلامية، وكان هناك اختلاف في طريقة التفكير، فالإنسان يتأَقلم مع بيئته (..) المدرسون ساعدونا ووفروا لنا صفوفاً إضافية لنجيد اللغة الإنجليزية بشكل أفضل." 

وتنوي نادية أن تضع مواهبها في خدمة الشأن العام والمشاريع الإنسانية: "طوال عمري أحب المساعدة وأهتم بشؤوون البلدان الفقيرة وأريد ان أصنع فرقاً إيجابياً في حياة الناس، وأنا مستعدة للتطوع في هذا المجال."

ولم تجد نادية أي تحديات إضافية كونها أنثى اختارت الدراسة والعمل في مجالات يهيمن عليها الذكور: "كانت هناك فتاتان أو ثلاث من بين قرابة 300 طالب في قاعة الدراسة الهندسية في الجامعة". 

وأضافت: "البعض يستغربون ولكن محبتي للهندسة كبيرة، لم أشعر بأي فارق عن سائر زملائي". 

"أحببت العمل مع الجيش فالتحقت بقوة السلاح الجوي الملكي بعد تخرّجي من كلية الهندسة في أستراليا".

واستوجبت ظروف العمل أن تسكن نادية بعيداً عن أهلها للقيام بواجبها وإنجاز مهامها: "كوني عزباء الآن أتنقل بحكم واجباتي المهنية ولكن في المستقبل أرى أن الاستقرار العائلي لا بد منه".

وعن تجربتها الإيجابية في صفوف الجيش تقول: "لم أجد صعوبة ولاحظت أن الشخص الذي يحب عمله ويبذل جهداً كافياً، يحظى بالاحترام ويكون النجاح حليفه". 

وشدّدت نادية على أهمية الدعم العائلي ليتمكن الأبناء من المضي قدماً وتحقيق أحلامهم: "أبي شجعني ولكونه صاحب محل إلكترونيات كان يلتقي العديد من عناصر الجيش اللطفاء ويتحدث معهم".
وفي الختام توجهت الشابة المهندسة في قوات السلاح الجوي الملكي الأسترالي نادية اللحام بنصيحة لأبناء وبنات الجالية العربية قائلة: "تشجعوا في خوض المجال العملي الذي تحبونه فإن فعلتم ستنجحون وتسعدون."


شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand