كشف الانفجار الضخم الذي شهدته بيروت يوم السادس من أغسطس آب 2020عن دمار شامل بمنطقة المرفأ مخلفا خسائر بشرية وممتلكات أجبرت محافظ بيروت أن يُعلن العاصمة "مدينة منكوبة".
كل المصادر قالت إن السبب الرئيس لهذا الانفجار، ناجم عن انفجار مستودع يحتوي على 2750 طن من نترات الأمونيوم.
النقاط الرئيسية:
- هناك معايير هامة لمن يخزن أويستعمل هذه المادة كأي مادة كيميائية
- من هذه المادة يستخرج "غاز الضحك" المستخدم في المستشفيات للتخدير.
- ماحدث في بيروت ليس حريقا بل انفجارا والاكسجين مع احتراقه عمل تفريغا هز المباني .
بعد أن أصبح سبب الانفجار معلوماً، ظهرت أسئلة على السطح حول هذه المادة التي أصبحت المتهم الأول لهذا الحدث الجلل. المهندس الكيميائي عبدالله عباس المتخصص في مصانع البتروكيماويات في أستراليا قال:"هذه المادة عبارة عن أملاح (نيترات الأسيد) تضاف إلى الأمونيا وتستعمل أيضا في المجالات الزراعية ،والصناعية،وأيضا كمتفجرات، بالإضافة إلى أنها تستخدم في المستشفيات لتصنيع "غاز الضحك" وهو(أكسيد النيتروس)، حيث يستخرج الغاز بعد غسل هذه المادة في ماء بدرجة حرارة 80 درجة مئوية لينتج "غاز الضحك" الذي يستخدم في العمليات الجراحية الخفيفة والولادة.
وأوضح أن هذه المادة تصبح غير ثابتة ومضرة للإنسان، أي أنها تصبح مادة قابلة للانفجارعندما يختل التركيز الخاص بها أو إذا دخل إليها مواد قابلة للاشتعال مثل الزيت أو أي نوع من أنواع الوقود، أوإذا تعرضت لدرجات حرارة عالية في مكان مغلق فوق 300 درجة مئوية، وفي هذه الحالة يصبح انفجارها شديدا ومدمرا كما حصل في بيروت.

Concerns have been raised about the storage of ammonium nitrate in Newcastle. Source: Google Images
وبالربط مع هذه المعلومات مع ماحدث في بيروت وكمية المتفجرات المتوقعة وفقا للمصادرالواردة من أن الكمية كانت 2750 طنا يمكن أن تفجر بيروت بالكامل، أوضح أن الأمر يعتمد على كيفية تخزين هذه المواد وطريقة عزل المستودع الذي تم تخزين المواد به للعزل. فلو تحققت الشروط المطلوبة للتخزين الآمن لكانت الأضرار أخف مما شاهدناه، فسماكة المعدن ومساحة المخزن وتهويته عوامل هامة تزيد أوتنقص من قوة الانفجار. وأضاف، وفقا لمشاهدتي - كمهندس كيميائي - لما حصل فقد ظهر دخان أبيض مع انفجار صغير بقرب المخزن أصدر كمية حرارة عالية اتجهت نحو الخزان الذي يحتوي على كمية كبيرة من نترات الأمونيوم فانفجرت .
وحول إذا ما كانت ورشة لحام للحديد في المستودع هي إحدى مسببات (شرارة) إندلاع الحريق قال:" ممكن لأي شعلة أن تكون محفزة للانفجار، لأن الانفجار الأول غير معروف كيف بدأ حتى الآن! ويبقى الأمر قيد التحقيقات، لكن بالنتيجة أنا أرى أن سبب الانفجار الحرارة الزائدة من الانفجار الأول.
وفيما يتعلق باللون الابيض للدخان ثم ظهور اللون البرتقالي تبعه انتشار حالة التفريغ الصادمة والمدمرة، أوضح أن الفارق الزمني بين الدخان الأبيض والبرتقالي كان عشر دقائق وفقا لوسائل الاعلام، وهذا صحيح! فبعد انتقال الحرارة العالية إلى المخزن حدث الانفجار. واستدرك قائلا، إن الانفجار الذي حدث -بطبيعته- ليس حريقا بل انفجارا، لأن انفجار المادة نفسها قوي والاكسجين مع احتراقه عمل تفريغا هز المباني .
وفيما إذا كانت عملية التخزين جيدة والنترات كانت مخزنة بشكل جيد، هل كان ذلك سيساعد على تقليل الخسائر، أكد أن الانفجار كان لن يحدث أصلا إذا كانت إجراءات التخزين سليمة .

A military helicopter trying to put out a fire at the Beirut port after the explosion Source: Getty Images
فمثلا في استراليا الحكومة تضع معايير وشروطا صارمة لدى كل الأطراف التي تستخدم أي مادة كيميائية سواء لمُنتج المادة، وبائعها، ومستخدمها. و يتم إستصدار وثيقة بيانات للمنتج تشرح تفاصيله من حيث استخدامه فوائده ومنافعه ومضاره وخطورته .
وإن كان هناك أي تاثير سلبي على المدى القريب على إثر حادث انفجار مستودع في مرفأ بيروت على الكائنات الحية كما حدث في مأساة شيرنوبل أوهيروشيما وناكازاكي النووية، قال لا أظن أن هناك تأثيرا بعيد المدى كالتسرب أو الانفجار النووي على المدى البعيد، فالأضرار الصحية على الكائنات النباتية والحيوانية والمصادر المائية الناتجة مؤقتة وغير مؤثرة على المدى البعيد، المؤثر الحقيقي هوما شاهدناه من إصابات ناتجة عن الانفجار، لأن الذي انفجر هو كمية هائلة من الأكسجين في الجو أما الانفجارات النووية فهي اشعاعية وتستمر لمدة 25 عاما أو أكثر وتدخل في حالة ضعف بنسبة 5% كل سنة.
وحول معايير التخزين الأمن وهل هناك خوف من تكرار هذه الحادثة في استراليا مثلا؟
أوضح أن المعايير المتبعة هي كما يلي :
- عدم وجود أي مواد قابلة للاشتعال في المخازن.
- يجب أن تكون جميع أجهزة الكهرباء والإضاءة آمنة.
- وجود تهوية جيدة لتلاشي حدوث ضغط كما حدث في الانفجار .
وفيما إذا كان من الضروري تخزين نترات الأمونيوم في مكان منعزل لمستخدميها على للإستخدام الشخصي أو التجاري، قال هذه المادة هي مادة كيميائية مثلها مثل أي مادة موجودة ومستخدمة في المنازل ويتم تخزينها في المستودعات فلها شروط خاصة في التخزين والاستعمال، لكن الأهم هو اتخاذ إجراءات السلامة الوقائية والعزل والتخزين السليم .



