أعلن موقع انستغرام عن تجربة جديدة لإخفاء عدد الإعجابات أو "اللايكات" على المواد الموجودة على الموقع في سبع دول حول العالم. الدول الخاضعة لتلك التجربة هي أستراليا والبرازيل وكندا وأيرلندا وإيطاليا واليابان ونيوزيلندا. وقال عملاق الصور والتدوينات المرئية القصيرة إن كل مستخدم سيتمكن من مشاهدة عدد الإعجابات على منشوراته، ولكن الآخرين لن يتمكنوا من ذلك. وقال الموقع عبر تغريدة "نرغب في أن يركز أصدقاءك على الصور والفيديوهات التي تنشرها وليس على عدد الإعجابات التي تحصل عليها."
انستغرام لديه حاليا نحو مليار مستخدم نشط ومملوك لعملاق شبكات التواصل الاجتماعي فيسبوك، لكنه يتعرض لانتقادات كبيرة بسبب قيامه على مبدأ التنافس على الشعبية خاصة لدى المراهقين. ووجدت دراسات متعددة أن "اللايكات" على انستغرام تمثل مصدرا حقيقيا للقلق والاضطرابات خاصة لدى الشباب. الدراسة الرئيسية التي تعتمد عليها تلك الأدبيات أجرتها الجمعية الملكية البريطانية للصحة العامة قبل عامين ووجدت أن انستغرام هو أسوأ منصة تواصل اجتماعي من حيث التأثير على الصحة النفسية للمراهقين بين سن 14 إلى 24 عاما.
ووجدت دراسة أخرى العام الماضي أن 37 في المائة من المراهقين شعروا "بالضغط" لنشر محتوى يحصد عدد كبير من الإعجابات. الدراسة التي أجراها مركز بيو للدراسات استطلعت آراء أكثر من 740 مراهق تتراوح أعمارهم بين الثالثة عشر والسابعة عشر. وفي دراسة أخرى أجرتها الجمعية الأميركية للطب النفسي ربطت بين الاضطرابات النفسية وزيادة معدلات الانتحار بين المراهقين الأمريكيين واستخدام المواد المنشورة على الإنترنت.

Instgram post to announce hiding the number of likes Source: Instgram
وقالت الاخصائية النفسية شيرين ابو عيش إن الكثيرين يرتبطون بتفاعلات الآخرين معهم على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت أبو عيش "هناك أشخاص يعتمدون على الانستغرام بشكل كلي، أول ما يقوموا به في الصباح هو التحقق من أسماء الأشخاص الذين أبدوا إعجابا بمنشوراتهم."
وقالت أبو عيش إن الروابط الأسرية أصبحت أقل متانة بسبب الاهتمام بمواقع التواصل الاجتماعي. وأضافت هناك الكثيرون لديهم "هوس" بالاعجابات والمشاركة والمتابعة المفرطة لمنشورات الآخرين. وقالت "التعلق بالانستغرام نوع من أنواع الإدمان، لذلك يتعين علينا التخلص منه بالتدريج كأي نوع من أنواع الإدمان".
ونصت الاخصائية النفسية شيرين أبو عيش الشباب بالالتقاء بأصدقائهم وجها لوجه بدل من الاعتماد على صداقة مواقع التواصل الاجتماعي.
وكانت دراسة الجمعية الملكية البريطانية للصحة العامة قد أوصت بثلاث تغييرات رئيسية لمكافحة الاضطرابات النفسية للاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي. أولها، ظهور نافذة أمام المستخدم عن تعدي استهلاكه الحد المعقول تحذره من الاستخدام المفرط. والتحقق من الصور المعدلة لتبدو أجمل من الحقيقة ومنع نشرها، وأخيرا التعرف على الأشخاص الذين يعانون نفسيا من خلال منشوراتهم وتوجيههم للحصول على المساعدة.

Undated file photo of the Instagram icon displayed on a mobile phone screen. Source: AAP
وقالت مايا جارليك مسؤولة الإعلام في انستغرام في أستراليا ونيوزيلاندا إن تلك التجربة تهدف إلى محاربة التنمر على انستغرام وضمان سلامة المستخدمين. وقالت ميا "إن هذه الخاصية الجديدة وُضعت لمساعدة الناس على التحكم في إيقاع مشاركتهم." وقالت ميا "نرغب في الحرص على أنه لا يوجد أي شخص يضغط على علامة الإعجاب على منشور معين لأن الآخرين معجبين به."
وتمثل تلك الخاصية ضربة قوية لاقتصاد "الإنفلونسرز" أو المؤثرين، والذين يحولون عدد الإعجابات والمتابعين إلى أموال. لكن انستغرام قال إنه لا يملك خطة حاليا لإخفاء عدد المتابعين على الموقع. لكن المعلنين يهتمون أكثر بعدد الإعجابات والتعليقات على المنشورات التي يشاركها المؤثرين أو "الإنفلونسرز" أكثر من عدد متابعيها. ويتوقع خبراء أن تؤدي تلك الخطوة إلى تغيير المعلنين من استراتيجية الإنفاق على الموقع من المؤثرين إلى موقع انستغرام والإعلانات المدفوعة.
وقالت عارضة الأزياء والمدونة على انسغرام منى خليفة إن تلك التغييرات إيجابية. وقالت خليفة "المدونون سيهتمون بالمحتوى أكثر من خاصية الإعجاب." وقالت ميا جارليك إن تلك الخاصية ستساعد أيضا من يشعر بانعدام الأمان أو القلق عند نشر صورة شخصية دون حصد الكثير من الإعجابات.



