القرار أثار ردود فعل إسرائيلية غاضبة، إذ هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نظيره الأسترالي أنتوني ألبانيزي ونعته بـ"السياسي الضعيف". لكن ألبانيزي التزم خطاباً هادئاً ورد من أديلايد قائلاً: "أتعامل مع قادة العالم باحترام، ولم آخذ تلك التصريحات على نحو شخصي". وأكد أن المجتمع الدولي، بما فيه الشعب الأسترالي، يريد إنهاء دوامة العنف عبر حل الدولتين.
خلفيات القرار الأسترالي
الكاتب الصحفي أنطوان القزي، رئيس تحرير صحيفة التليغراف الأسترالية، أوضح أن الخطوة لم تكن مفاجئة بل تنسجم مع وعود انتخابية سابقة لألبانيزي:
"رئيس الوزراء التزم قبل وصوله إلى السلطة بدعم حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية. واليوم، مع اتساع التأييد العالمي، كان طبيعياً أن يفي بوعده، خاصة وأن أكثر من سبعين دولة سبقت أستراليا إلى هذه الخطوة"، مؤكداً أن الاعتراف يعكس التزام أستراليا بقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
التصعيد الإسرائيلي والاتهامات بالضعف
وعن حدّة رد نتنياهو، قال القزي: "ألبانيزي لا يقوم بعمل مخالف للقانون، بل يتصرف بما تمليه عليه المصلحة الوطنية والأكثرية الأسترالية. إسرائيل تحاول دائماً تصوير أي انتقاد لها كعداء للسامية، بينما الاعتراف بحقوق الفلسطينيين لا علاقة له بهذا الاتهام".
وأشار إلى أن التظاهرات المؤيدة للدولة الفلسطينية التي تشهدها المدن الأسترالية أسبوعياً، بمشاركة أستراليين من مختلف الخلفيات، شكّلت بيئة داعمة لقرار الحكومة.
أزمة التأشيرات والارتداد الدبلوماسي
الأزمة تعمّقت بعد إلغاء أستراليا تأشيرة أحد المسؤولين الإسرائيليين، وردّ تل أبيب بخطوة مماثلة ضد دبلوماسيين أستراليين. لكن القزي اعتبر أن هذه المسألة "إجراء دبلوماسي طبيعي" يمارس بشكل يومي في العالم، مؤكداً أن أستراليا مارست حقها السيادي لحماية أمنها الداخلي.
مستقبل العلاقات وصورة أستراليا الدولية
رغم تحذيرات المعارضة من تدهور العلاقات، يرى القزي أن الخلاف الحالي لن يتحوّل إلى أزمة طويلة الأمد: "لا أستراليا ولا إسرائيل تملكان مصلحة في التصعيد. الأمر أقرب إلى لحظة غضب ستُحتوى قريباً".
وختم القزي بأن الاعتراف يعزّز من صورة أستراليا كدولة تحترم حقوق الإنسان وتسعى لتكريس السلام: "مكانة أستراليا العالمية تتعزز بقدرتها على اتخاذ مواقف مستقلة ومسؤولة، وهو ما يمنحها احتراماً خاصاً في المجتمع الدولي".