في لحظة تحمل رمزية استثنائية، شهدت مدينة كانتربري-بانكستاون الأسترالية امتدادًا جديدًا للعلاقات اللبنانية–الأسترالية، مع زيارة عمدة المدينة بلال حايك إلى لبنان، حيث التقى رئيس الجمهورية اللبنانية جوزف عون في قصر بعبدا، في أول لقاء رسمي من نوعه بين رئيس لبناني وعمدة أسترالي من أصل لبناني.
في لحظة تاريخية تعزز الروابط بين الجالية اللبنانية في أستراليا ووطنها الأم، وتفتح آفاقًا للتعاون الثقافي والسياحي بين المدن، التقى عمدة كانتربري بانكستاون بلال حايك الرئيس عون في لقاء عُقد في قصر الرئاسة في بعبدا، ويأتي تتويجًا للرسالة التي أرسلها العمدة للرئيس عون لتهنئته بفوزه في الانتخابات الرئاسية في 9 كانون الثاني/ يناير 2025.
الزيارة التي استمرّت أيامًا عدة جاءت في إطار توطيد الروابط بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر، وحملت في مضمونها رسائل إنسانية وثقافية عميقة من الجالية اللبنانية في أستراليا، التي تُعدّ من الأكبر والأكثر تأثيرًا في الخارج.
عن هذا اللقاء واهميته قال حايك:
"كان شرفًا كبيرًا أن ألتقي الرئيس اللبناني في بعبدا. حملتُ إليه رسالة سلام من أكثر من 55 ألف لبناني يعيشون في كانتربري - بانكستاون، وتمنّيتُ أن ينهض لبنان من وجعه قريبًا"،
" كان اللقاء مليئًا بالأمل، والحديث دار حول دور الاغتراب في دعم لبنان وإعادة صورته الحقيقية للعالم."
وأضاف:
لبنان ليس مجرد وطن بعيد بالنسبة لنا، بل هو ذاكرة وهوية. كلما ازددنا اندماجًا في المجتمع الأسترالي، شعرنا بمسؤولية أكبر تجاه وطننا الأم
وعلى صعيد تعزيز التعاون بين المدن اللبنانية والأسترالية، وقّع العمدة الحايك، بالتعاون مع رئيس بلدية بشري جو كيروز، اتفاقية صداقة بين مدينة كانتربري - بانكستاون وبشري، تهدف إلى تعزيز التواصل وتبادل الخبرات الثقافية والتنموية والسياحية بين المدينتين.
بلدية كانتربري - بانكستاون التي تضم أكثر من 55 ألف نسمة من أصول لبنانية، لتكون بذلك أكبر جالية لبنانية في أستراليا، تفتح من خلال هذه الاتفاقية آفاقًا جديدة لتبادل الوفود وتشجيع المشاريع التي تُبرز المقومات الطبيعية والتراثية والدينية لبشري، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات مشتركة تعزز التنمية المحلية وتدعم التبادل الثقافي والسياحي بين أبناء بشري والجالية اللبنانية في أستراليا، مما يرسّخ الروابط الإنسانية والوطنية بين الشعبين.
وشملت جولة الحايك زيارة إلى منطقة بشري شمال لبنان، حيث وقّع اتفاقية صداقة وتوأمة بين بلدية كانتربري–بانكستاون وبلدية بشري، بالتعاون مع رئيس بلديتها جو كيروز، بهدف تعزيز التبادل الثقافي والسياحي وتطوير المبادرات المشتركة بين المدينتين.
وفي رسالة صوتية عبر برنامج "صباح الخير استراليا" قال كيروز:
اتفاقية الصداقة هذه تفتح آفاقًا جديدة للتعاون الثقافي والاجتماعي، وتشجّع تبادل الوفود والخبرات والمشاريع التي تُبرز الوجه البيئي والسياحي لبشري، مدينة الأرز وجبران خليل جبران
أما الحايك فعبّر عن سعادته بهذه الخطوة قائلاً:
زيارة بشري كانت أكثر من صداقة، كانت لقاء بين عائلتين تجمعهما القيم
"شعب بشري طيب وأصيل، ونحن نعمل معًا لبناء مشاريع تبادل ثقافي وسياحي حقيقية تُظهر صورة لبنان الجميل في أستراليا."
الزيارة تخلّلها أيضًا لقاء مع السفير الأسترالي في لبنان آندرو بارنز، حيث جرى بحث سبل التعاون في مشروع المركز الثقافي اللبناني–الأسترالي في شمال لبنان، وهو مشروع يسعى إلى تعزيز حضور الثقافة الأسترالية في لبنان والعكس، من خلال أنشطة ومعارض وبرامج تبادل ثقافي وفني.
وفي ختام جولته، عبّر الحايك عن أمله في أن تكون هذه الخطوة بداية لمسار طويل من التعاون بين المدن اللبنانية والأسترالية، وقال:
ما لفتني في كل منطقة زرتها، من طرابلس إلى عكار وبشري، هو الكلمة نفسها التي سمعتها من الناس: في أمل
"اللبناني بطبيعته لا يعرف الاستسلام، وهذا ما يجعلني فخورًا بأصولي وبانتمائي المزدوج إلى لبنان وأستراليا."
الزيارة لم تكن مجرد بروتوكول رسمي، بل حملت بُعدًا وجدانيًا وإنسانيًا عميقًا، إذ أعادت وصل المغترب بوطنه الأم، وأعادت التذكير بالدور الذي يمكن للجاليات اللبنانية في العالم أن تلعبه في دعم وطنها الأم، سواء عبر الثقافة أو المبادرات التنموية أو الصورة الإيجابية التي تنقلها إلى المجتمعات المضيفة.
اليوم، ومع توقيع اتفاقيات الصداقة والتوأمة، يبدو أن الروابط بين لبنان وأستراليا تدخل مرحلة جديدة من التفاعل، حيث تتلاقى الجغرافيا مع الذاكرة والهوية.
فهل تكون زيارة بلال الحايك إلى بعبدا وبشري بداية لمرحلة أكثر عمقًا في الشراكة الثقافية والتنموية بين لبنان وأستراليا؟ كيف قرأ حايك واقع الخدمات البلدية مقارنة مع الحاجات في نطاق بلدية كانتربري–بانكستاون؟
الإجابة في الملف الصوتيّ أعلاه.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.






