كان الطقس حارًا يوم السبت وجليسة الأطفال في طريقها إلى منزل دانييل عبدالله مما دفعه للاعتقاد بأن لا ضير في توجه أبنائه برفقة أولاد عمهم إلى المتجر القريب لتناول المثلجات قبل أن يخرج مع زوجته ليلى جعجع لقضاء أمسية خارج المنزل.
احتمال وقوع مصيبة كان ضئيلاً للغاية فالشمس كانت لم تغرب بعد والساعة لم تكن تتجاوز الثامنة مساءً. أوصى عبدالله الأطفال بالبقاء معاً وأن يسيروا على الرصيف في ضاحية اوتلاندز في شمال غرب سيدني والمعروفة بثراء قاطنيها ومعدل الجريمة المنخفض ولم يكن يعرف الأب المسكين أنها المرة الأخيرة التي سيرى فيها ثلاثة من فلذات كبده.
على مسافة قريبة من منزل العائلة، كانت سلسلة من الأحداث المروعة على وشك أن تقع حيث استقل العامل في البناء صمويل ويليام ديفيدسون (29 عامًا) سيارته بعد احتسائه للكحول حيث كان متجهاً إلى أحد محطات الوقود لسحب مبلغ من المال وفي طريق العودة وقعت الحادثة المأساوية.
انحرفت سيارة ديفيدسون في طريق بتنجتون وانطلقت مسرعة باتجاه الرصيف الذي كان يمشي عليه الأطفال السبعة وتبين لدى اعتقال السائق أن مستوى الكحول في دمه يفوق بثلاثة أضعاف الحد الأقصى المسموح به قانونياً.
الضحايا هم الابن الأكبر لدانييل أنتوني (13 عامًا) وابنتاه أنجلينا (12 عاماً) وسيينا (9 أعوام) وفيرونيك صقر (11 عامً).
صحيفة الديلي تلغراف أوردت أن ديفيدسون ابن ضابط شرطة متقاعد في نيو ساوث ويلز. وأضاف بيان للشرطة إن السائق المخمور وصديق له تركا منزلهما المستأجر في غرين ستريت بضاحية أوتلاندز ليلة السبت لسحب المال من محطة خدمة كالتكس على بعد أقل من كيلومترين وكانا في طريق العودة إلى المنزل عندما وقع الحادث.

Source: AAP
ويُزعم أيضًا أن ديفيدسون قطع إشارة حمراء بعد مغادرته لمحطة الوقود وشوهد وهو يقود على الجانب المقابل من الشارع قبل ثوان من وقوع الحادثة وفق شهود عيان.
استطلعنا آراء مستمعي برنامج صباح الخير أستراليا والتي جاءت على النحو التالي:
جون شديد: "نيال هيك اطفال تربوا في كنف عائلة ملتزمة دينياً. الأب لم يكن ممارساً لديانته فحسب بل ناشط في أعمال الخير. أعتقد أن حياة العائلة تغيرت بالكامل وأتمنى لهم من الله الصبر. يتوجب على الحكومة أن تغلط عقوبة السائقين تحت تأثير الكحول. عليهم حبس هؤلاء على الفور."
هاني عادل: "أنا اتصلت اليوم لأعزي الأب والأم وأقول لهم أن أبناءهم ملائكة وفي مكان أفضل. وأرغب أيضاً في توجيه نداء لرجال العدالة بعدم منح عذر لأي شخص يقود تحت تأثير الكحول. عليهم معاقبة هؤلاء على أنهم واعيين تماماً لأن من يشرب الخمر يعلم مسبقاً آثاره."
عدنان يونس: "أول ردة فعل على هذا الخبر هي توقفي عن شرب الكحول. أعبر عن حزني وتضامني مع العائلة والله يرحمهم."
شيرين السهيري: "فاجعة كبيرة ومؤلمة والله يساعد امهم وابوهم. أطالب بتشديد العقوبات على كل سائق مخمور. ما هو ذنب هؤلاء الأطفال ليخطفوا وهم بعمر الورود؟"
الدكتورة سناء باريش: "أنا كنت أقود سيارتي على نفس الشارع بنفس التوقيت ولكن في الجهة المقابلة. في تمام الساعة 7:50 دقيقة كنت على باب بيتي. علينا أن نتعلم درساً مما حدث، يفترض على من يرى شخصاً يحتسي الكحول منعه من القيادة."
استمعوا إلى التقرير الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.