أثبتت عدة نساء في مناصب قيادية بارزة قدرتهن على التعامل مع أزمة وباء كورونا التي حيّرت العالم بأسره.
فها هي رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا آردن تحتفل بمرور أكثر من 100 يوم دون تسجيل أي حالة انتقال مجتمعي للفيروس القاتل في بلادها، الأمر الذي اعتبرته إنجازاً إثر اطلاق حملتها الانتخابية تحت شعار "اقتراع كوفيد". وباستثناء الضوابط الصارمة على الحدود، عادت الحياة إلى طبيعتها بالنسبة للنيوزيلنديين بعد إغلاق قاس ولكن ناجح فرضته حكومة آردن على مدى أسابيع ساهم في القضاء على الوباء.
محلياً تفوقت كل من رئيسة حكومة نيو ساوث ويلز غلاديس بيريجيكليان ورئيسة حكومة كوينزلاند اناستازيا بالاشيه على رئيس حكومة فيكتوريا دانييل أندروز في قدرتهما على السيطرة على انتشار الإصابات ضمن ولايتيهما. فقد مرت تسعة أيام متتالية على عدم تسجيل أي إصابة مجتمعية في ولاية الشمس بعد أن كان هناك تخوف كبير من موجة ثانية هناك بعد القاء القبض على ثلاث مراهقات مصابات بالفيروس قدمن من فيكتوريا واختلطن مع سكان الولاية لأيام عديدة.
من جانبها وبالرغم من استمرار تسجيل إصابات مجتمعية في ولايتها تمكنت بيريجكليان من السيطرة على انتشار الفيروس فلم يصل إلى الحدود التي وصلت إليها فيكتوريا التي لا تزال تسجل المئات من الإصابات اليومية.

Queensland Premier Annastacia Palaszczuk says she'll propose a national network of outback quarantine camps to protect Australians Source: AAP
الناشطة الاجتماعية ريهام مقلد رأت أن " المرأة بطبيعتها هي مصدر إعطاء الحياة ورعايتها وهي تهتم في أغلب الأحيان في الحفاظ على الحياة" مشيرة أن "المجتمعات التي تحتل فيها النساء مراكز قيادية هي بشكل عام مجتمعات أكثر مساواة من غيرها، غير تقليدية، متوازنة بين الجنسين والناس الذين ينتخبون في هذه المجتمعات غالباً ما يكون لديهم وعي أكبر لذلك فهي تدار بشكل أفضل".
مقلد شددت أن التجارب أثبتت أن النظرة السائدة عن المرأة ليست دائماً صحيحة: "للأسف نحن ننظر للمرأة على أنها كائن عاطفي لا يمكن أن يتخذ القرارات المناسبة عندما يكون في مناصب عليا ولكن اتضح أن هذا ليس حقيقياً وقيادة جاسيندا آردن لأزمة كورونا في نيوزيلندا كانت خير دليل على قدرة المرأة على اتخاذ قرارات حاسمة والتحرك بسرعة مع التركيز على انقاذ الأرواح في الوقت نفسه".
ومن السياسة إلى المنزل حيث لعبت المرأة أيضاً دوراً استثنائياً في إدارة شؤون العائلة في ظل انقلاب كامل في نمط الحياة فرضته الجائحة على كل من الأولاد والأهل. فكانت في معظم الأحيان موظفة تعمل من المنزل وتستطيع في نفس الوقت متابعة دروس أولادها أونلاين وايجاد أفكار جديدة لهم لتمضية الوقت وعدم الشعور بالملل أثناء العزل. ولا ننسى الاهتمام بحاجات المنزل من تسوق وطعام وغيرها والتي غالباً ما تتولاها المرأة.

NSW Premier Gladys Berejiklian. Source: AAP
وريهام هي أكبر مثال على ذلك فإضافة إلى كونها ناشطة اجتماعية، هي أيضاً مدرّسة لمادة الرياضيات للصفوف الثانوية كما أنها أم لأربعة أولاد. وكما كل الأمهات خصوصاً العاملات تجربتها خلال الأشهر الأخيرة لم تكن سهلة: " مثل كل السيدات في البيوت الموضوع صعب جداً ولكنه يحتاج إلى أن نراعي الصحة النفسية والعاطفية لأولادنا وللعائلة كلها فالأطفال يمرون بمرحلة صعبة جدا لذا يجب دائماً الحرص على ابقائهم منشغلين وخلق نشاطات لهم".
وفي الختام شجعت مقلد النساء في الجالية العربية على الانخراط أكثر في الحياة الاجتماعية والسياسية وتبوّء مراكز قيادية: "نحن نحتاج القوى النسائية في جميع المجالات من الاقتصاد إلى السياسة وغيرها إذ أنه من لواضح ان وجودهن يخلق نوع من التوازن الضروري في مراكز القرار".






