في إعلان مفاجئ، بادر الاتحاد الأسترالي للمجالس الإسلامية إلى الإعلان عن انتخابه لمفتي جديد رغم عدم شغور المنصب الذي يشغله د. ابراهيم أبو محمد منذ عام 2011. وعين الاتحاد المعروف اختصاراً بـ AFIC الشيخ عبد القدّوس الأزهري مفتياً عاماً للقارة الأسترالية في إشارة على خلاف واضح بين الاتحاد ومجلس الأئمة الفدرالية ANIC.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس الأئمة استأنف عملية انتخاب المفتي في 2011 بعد أن كانت هذه المهمة تقع على كاهل AFIC التي عيّنت أول مفتي في هذا المنصب في عام 1989 وكان وقتها الشيخ تاج الدين الهلالي الذي كان اسمه يتردد كثيراً في الإعلام الأسترالي بسبب بعض المواقف والتصريحات المثيرة للجدل.
وقررت AFIC إلغاء منصب المفتي في عام 2007 وسط مخاوف من هذا الدور في عام 2007 وسط مخاوف داخل الجالية المسلمة من أن يعلق الأئمة والشيوخ في دوامة "الضجة الإعلامية".
ظل المنصب شاغراً إلى أن قرر مجلس الأئمة الفدرالية الاضطلاع بهذه المهمة حيث بادر إلى تعيين الدكتور ابراهيم أبو محمد كمفتي عام لأستراليا ونيوزلندا.
وقال عضو الهيئة الشرعية في AFIC الشيخ رياض الرفاعي في حديث لأس بي أس عربي24 ان الاتحاد كان يأمل بأن يجد صيغة توافقية "تحقق مصلحة المسلمين" وأشار إلى أنه تم تخصيص وقت كافِ للانتهاء من المشاورات مع مجلس الأئمة والوصول إلى تفاهم معين ولكن وصل كلا الطرفين إلى نهاية مسدودة.
الشيخ علاء الزقم: مجلس الأئمة لا يخالف الدستور ونحن متمسكون بالدكتور أبو محمد ونتشرف به على رأس الجالية الإسلامية

الشيخ رياض الرفاعي برفقة المفتي الجديد الشيخ عبد القدوس الأزهري. Source: AFIC
واعترف الرفاعي بدور مجلس الأئمة الفدرالي في تأسيس مجالس إسلامية في الولايات وأخذ زمام المبادرة في تعيين مفتي عندما كانت AFIC متوقفة عن ذلك ولكنه أبدى تحفظه على طريقة انتخاب المفتي ومدى قانونيتها: "كان لنا اعتراض على طريقة انتخاب المفتي والتجديد له وقدمنا شكاوى عدة لرئيس مجلس الائمة الأبواب كانت تُسد دائماً في وجوهنا."
تجدر الإشارة إلى أن مجلس الأئمة بادر في عام 2018 إلى تعيين الشيخ عبد العظيم العفيفي في منصب المفتي ولكنه فارق الحياة بعد أربعة أشهر ليعود د. ابراهيم أبو محمد مفتياً بالإنابة لفترة مؤقتة قبل أن يتم تثبيته رسمياً في المنصب لدورة ثانية.
ومن الواضح أن الخلاف كان مستتراً في الكواليس بين AFIC ومجلس الأئمة في ذلك العام وفق ما قال لنا الشيخ الرفاعي: "كان لدينا اعتراض على تعيين سماحة المفتي عبد العظيم العفيفي وكان مرشحنا الشيخ يحيى صافي. إعادة انتخاب د. ابراهيم أبو محمد كانت عملاً غير دستوري."
الدكتور ابراهيم ابو محمد شيخنا ومولانا ولا نعيب عليه علماً ولا ديناً ولا فقهاً ولكننا نرى ما حدث غير دستوري وهذا ما دفعنا لانتخاب مفتي جديد.
ووفق رواية الشيخ الرفاعي فقد وعد د. ابراهيم أبو محمد بدعم ترشيح الشيخ يحيى صافي ولكن ذلك لم يحدث: "تفاجأنا بوقوع خلاف ما وُعدنا به ومع ذلك، أكملنا في مجلس الافتاء لنكون ايبجابيين ولم يكن بأيدينا نفعل شيء. عندما حانت الفرصة انتخبنا مفتي جديد."
ولدى سؤاله عن أثر وجود مفتيين في أستراليا على الجالية الإسلامية، أجاب الشيخ الرفاعي بالقول ان AFIC تعتبر أن المفتي الوحيد هو الشيخ عبد القدوس الأزهري "لأن انتخابه جاء ضمن الأصول والقوانين والأنظمة المرعية".

A supplied image shows (L-R) Rashid Raashed, Imam Kafrawi Hamzah, Rateb Jneid, National Grand Mufti of Australia Imam Abdul Quddoos Al-Azhari. Source: AFIC
واستطرد قائلاً: "لم نغلق الباب الا عندما أغلقوه وقالوا لا مجال للمفاوضات. انا أتحدث باسم AFIC ودار الافتاء ونحن مستعدون لمواصلة النقاش والمفاوضات لمصلحة المسلمين واستراليا ونحن جاهزون ولن نتردد."
ومن جانبه، قال مستشار سماحة المفتي د. ابراهيم ابو محمد، سمير بن قاضي، ان القرار اتخذ على مستوى مجلس الأئمة هو عدم الدخول في جدالات مع أي طرف في بداية شهر رمضان وأضاف: "تقديراً للاولويات نريد للمسلمين ألا يُفتنوا في دينهم ويركزا على معاني الصيام ومن اهمها بلوغ التقوى. يركزوا في قراءة القرآن والصلاة واعطاء المساعدات للمحتاجين. التركيز على هذه الجوانب اولى بكثير من التركيز على ما نراه ما ليس بحدث."
وأكد بن قاضي على أن مكتب سماحة المفتي "مفتوح أمام أي مؤسسة ترغب بمناقشة أي مسألة" واستطرد قائلاً: "مكتب المفتي منوط بمهامه المكلف بها من مجلس الائمة الذي يضم 200 إمام في سبع ولايات استرالية. المجلس سيواصل اصدار الفتاوى والاعتناء بشؤون الجالية الإسلامية ولا سيما في رمضان حيث تكثر الأسئلة الفقهية."
ومن جانبه، قال الشيخ علاء الزقم - إمام مسجد الصديق وعضو مجلس الأئمة في فكتوريا – ان مجلس الافتاء بقيادة الدكتور أبو محمد والمشايخ الافاضل يتابعون المشهد عن كثب لا يريدون الدخول في معترك هم في غنى عنه وأضاف: "نحن مشغولون بالتحديات في المجتمع المسلم وغير المسلم. التصريحات الاخيرة مقلقة ومؤرقة وتفتقر للصحة والسلامة."
وأوضح الشيخ الزقم أن د. أبو محمد انتخب في الجمعية العمومية لـ ANIC: "مجلس الأئمة لا يخالف الدستور. د. أبو محمد يريد الخروج من منصبه ولكن نحن متمسكون به ونتشرف به على رأس الجالية الإسلامية وأعضاء الجمعية (العمومية) يطالبون ببقائه وقفاً للدستور."
واعتبر الزقم التصريحات الاخيرة بخصوص "عدم دستورية وجود المفتي في منصبه" غير صحيحة، وأشار إلى أن الشيخ رياض الرفاعي انضم في السابق إلى مجلس الافتاء التابع لـ ANIC بمحض ارادته، متعجباً من موقفه الأخير الذي اعترض فيه على دستورية وجود المفتي في منصبه.
استمعوا إلى التقرير المتضمن لأصوات كل من مععضو الهيئة الشرعية في AFIC الشيخ رياض الرفاعي ومستشار المفتي د. ابراهيم أبو محمد، سمير بن قاضي، والشيخ علاء الزقم عضو مجلس الأئمة في فكتوريا عبر الضغط على الصورة الرئيسية في أعلى الصفحة.