حصل الدكتور James Muecke وهو جراح عيون كرّس حياته المهنية للوقاية من فقدان البصر، على لقب أسترالي العام تقديرا لجهوده في نشر الوعي حول مخاطر مرض السكري النوع الثاني وعلاقته بفقدان البصر.
وقد استغل الدكتور ميوكي مناسبة حصوله على هذا الشرف للمطالبة بفرض ضريبة على السكر، وإطلاق حملة إعلانية تظهر مخاطر استهلاك السكر المفرط.
لكن هناك آراء وردود فعل مختلفة حول هذه الدعوة.
وزير الصحة غريغ هانت رفض هكذا ضريبة و قال إنها ليست على قائمة أولويات الحكومة، وقال "لا نظن أن رفع أسعار السلع على العائلات هو الطريق الصحيح لتحقيق هذا الهدف".

Source: Pixabay
مزارعو قصب السكر اعترضوا أيضا على فرض ضريبة على صناعةٍ هي مورد رزق لهم معتبرين أنها لن تقلل من تناول المشروبات السكرية.
وهذه الدعوة ليست جديدة ففي عام 2018 دعت جمعية الأطباء الأسترالية لفرض ضريبة على المشروبات الغازية المحلاة، ووضع ذلك على رأس قائمة الإجراءات لمواجهة الاستهلاك المفرط للسكر في أستراليا.
وفي نفس العام، أوصت لجنة في مجلس الشيوخ بقيادة حزب الخضر بأن يتم فرض ضريبة على المشروبات الغازية وغيرها من المشروبات المحلاة، لكن حزب العمال والائتلاف كليهما، لم يوافقا على القيام بهكذا خطوة.
وقد اعترض مزارعو قصب السكر في شمال كوينزلاند حينها، قائلين إن "المقترح غير المعقول" يشيطن القطاع الذي يعتاشون منه. وقالوا إن التركيز على السكر كسبب وحيد للمشاكل الصحية العصرية ( مثل البدانة، وأمراض القلب، والسكري) يشكل خطرا داهما على هذه الصناعة.

Gino shows the presenter of 'Where Do You Really Come From?' Michael Hing how sugar canes used to be cut back in the day. Source: SBS
وقال أحد المزارعين إن استهلاك الأستراليين من السكر قد تراجع بالفعل، فكمية السكر التي بيعت في السوق المحلية في عام 1980 هي نفسها التي بيعت في عام 2017، والتي قدرت بمليون طن. وذلك على الرغم من زيادة عدد السكان بنحو 9 ملايين شخص في تلك الفترة.
وقال "إن استهداف صناعة السكر بالمزيد من الضرائب سوف يؤثر على الاستثمار في القنوات الداخلية والخارجية."
ودعا الناس إلى ضرورة تحمل مسؤولية شخصية حول خيارات نمط الحياة، ومنها ماذا يأكلون وماذا يشربون، متسائلا "هل السكر هو الشرير الوحيد في زيادة معدلات البدانة".
وتشير أرقام مكتب الإحصاء الأسترالي إلى أن 7 من بين كل عشرة أستراليين يعانون من زيادة في الوزن أو البدانة.
وفي حديث مع SBS Arabic24 يقول الخبير في التغذية الدكتور نسيم معلوف "إننا لا نستطيع وضع اللوم بشكل كامل على السكر في ازدياد نسبة البدانة، لكن الفرق هو أن شرب كميات كبيرة من المشروبات الغازية والمحلاة بالسكر يؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية بشكل كبير."

Obesidad y salud Source: Medical News Today (http://www.medicalnewstoday.com/info/obesity/what-is-bmi.php)
ومن جهته شبّه رئيس جمعية مزارعي قصب السكر الأسترالية، دون مورداي، الضريبة بالحظر وقال إنها لن تعمل على تغيير السلوك.
وعلى الصعيد الاقتصادي أيضا قالت شركة كوكا كولا أماتيل إن وضع ضريبة على المشروبات السكرية ليس العلاج لوباء السمنة، وأنها سوف تؤذي الوظائف الصناعية.
دراسة مؤيدة
وفي الوقت نفسه وجد فريق من الخبراء في اقتصاد الصحة في جامعة ديكن أن فرض ضريبة على المشروبات المحلاة بالسكر وعلى الكحول ستكون أفضل خطوتين تقوم بهما الحكومة لمواجهة مشكلة البدانة في أستراليا.
ففي عام 2018 أجرت جامعة ديكن بحثا شارك فيه 1793 شخصا بين 18 و30 من العمر، ووجد أن 48 % منهم يؤيدون وضع ضريبة على المشروبات المحلاة بالسكر.
لكن التأييد وصل إلى ثلاثة أرباع المشاركين عندما كان هناك مقترح بأن تستخدم الأموال التي تجنى من الضريبة في دعم أسعار الخضار والفاكهة، وتمويل منشآت للتمارين الرياضية.
ووجد الباحثون أيضا أنه إذا تم استخدام ضريبة بمقدار 40 سنتا على كل مئة غرام من السكر، وفرضها على المشروبات السكرية، فإن نصف المجموعة لن تشرب هذه المشروبات بنفس الوتيرة.
وخلص الباحثون إلى الاستنتاج بأن فرض هذه الضريبة يمكن أن تلقى ترحابا وتكون بمثابة تدخل فعال في الصحة العامة، مما يحتم على صناع القرار أن يأخذوها بعين الاعتبار من أجل خفض البدانة في أستراليا."
وتشير الإحصائيات أن أكثر فئة عمرية استهلاكا لهذه المشروبات هي المراهقين بين عمر 14 و17 عاما، تليها البالغين الشباب بين 18 و30 عاما.

A Thai child consumes a soft drink in Bangkok, Thailand. Source: EPA
ويوافق الدكتور نسيم معلوف على أن هذه الفئة العمرية هي الأكثر استهلاكا لهذه المشروبات ويقول:
"هناك أطفال يتناولون ما قد يصل إلى سعة مغطس حمام من المشروبات الغازية في العام."
فوائد فرض الضريبة
وجدت الدراسة التي أجرتها جامعة ديكن أن إدخال ضريبة 40 سنتا على المشروبات السكرية سوف يقلل من استهلاك هذه المشروبات بنسبة 15 بالمئة، وسوف تجني الحكومة 500 مليون دولار، كما وسوف ينخفض معدل البدانة على الصعيد الوطني بنسبة 2 بالمئة.
ويعتبر خبراء الصحة أن المشروبات السكرية من العوامل الكبرى المساهمة في البدانة.
ويشير الدكتور نسيم معلوف إلى أن هناك من المرضى الذين يراهم من يشرب أكثر من ليتر أو ليتر ونصف من المشروبات الغازية في اليوم، أو ما يساوي 60 أو 70 ملعقة من السكر، وهذا خطير بالأخص على مرضى مرضى السكري لأن الجسم لا يستطيع أن يتحمل هذه الكمية.
ولفت إلى أن شرب هذه المشروبات يصبح إدمانا لأنها تحتوي على مواد تؤدي إلى الإدمان عليها مثل السكر والكافين.
استمعوا إلى اللقاء كاملا تحت الشريط الصوتي.