قتل 32 مدنيا على الأقل، وأصيب أكثر من 110 أشخاص أخرين، في تفجيرين انتحاريين بحزامين ناسفين في سوق للملابس المستعملة في ساحة الطيران وسط العاصمة العراقية بغداد، بحسب ما أفاد به مصدر في وزارة الصحة العراقية.
فبعد قرابة العامين توقفت خلالها الهجمات بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة في العاصمة وباقي المحافظات تلطخت شوارع العراق مجددا بدماء الابرياء من ابنائها في هجوم هو الاكثر دموية في بغداد منذ يناير 2018.
واعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم، وكان رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي قد اتهم التنظيم منذ الساعات الاولى بالوقوف وراء الهجوم في تغريدة على تويتر قال فيها "ردّنا على من سفك دماء العراقيين سيكون قاسياً ومزلزلاً وسيرى قادة الظلام الداعشي أي رجال يواجهون".
من ناحيته أعلنت وزارة الداخلية أن العملية الإرهابية في بغداد كانت نتيجة خرق أمني مضيفة ان الأمن أحبط سابقاً العشرات من العمليات الإرهابية في البلاد. واطاح الهجوم بقيادات امنية بارزة بعد أن أمر الكاظمي بإجراء تغييرات في "مفاصل الأجهزة الأمنية المسؤولة عن حادث ساحة الطيران"، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء العراقية.
ويقول الخبير في مكافحة الإرهاب، وقضايا الأمن القومي ظافر الشمري إن مثل هذه الهجمات "ما لم تكن لتقع لولا الاختراق الامني الكبير" مضيفا ان القوات والمؤسسات الامنية العراقية مخترقة من الداخل مما يمنح الفرصة بالتسلل وارتكاب مثل هذه الجرائم.

Baghdad attacks killed 32 Source: AP
ورغم ما تواردته وسائل الاعلام عن تبني تنظيم داعش للهجمات، فإن الخبير الامني ظافر الشمري يشير الى اختلافات واضحة في هجمات الامس من الاحداث السابقة التي حملت توقيع داعش. أبرز هذه الاختلافات أن التفجيرات لم تستهدف ظائفة بعينها او مراكز ومقار امنية بعينها بل كان مسرحها سوق شعبي يرتاده عامة الناس من كل الطوائف.
وأضاف خبير مكافحة الارهاب ظافر الشمري ان هذه التفجيرات تشير الى قوة الصراع السياسي وحدة التنافس على الزعامة والسيطرة على مقدرات البلاد وتوجهاتها.
يشار إلى أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي كان ترأس اجتماعاً طارئاً لقادة الأجهزة الأمنية والاستخبارية بمقر قيادة عمليات بغداد. ووجه الكاظمي بفتح تحقيق فوري للوقوف على أسباب التفجيرين، وملاحقة الخلايا الإرهابية التي سهلت مرور المنفذين. كما وجه باستنفار القوات الأمنية لحفظ أمن المواطن واتخاذ الإجراءات الكفيلة بذلك ميدانياً.
استمعوا الى اللقاء الكامل مع الخبير في مكافحة الإرهاب، وقضايا الأمن القومي ظافر الشمري في الرابط الصوتي أعلاه.