في مدينة ملبورن، باسم راشو المتحدر من أصول عراقية فقد عمله كغيره من ملايين الأستراليين بسبب تفشي وباء كورونا. راشو كان يعمل في أحد شركات الفندقة الكبرى في أستراليا بدوام كامل، لكن هذا القطاع كان من أكبر المتضررين بسبب القيود المفروضة على السفر وتعطل حركة السياحة.
وقال باسم راشو لأس بي أس عربي24 "توقف عملي بالكامل بالإضافة إلى دخلي الثاني الذي كنت أحصل عليه من تنظيم الحفلات ولم يعد لي دخل إلا دفعات JobKeeper وهي أقل من نصف راتبي الأسبوعي."
لكن تلك التغيرات لم تمنع راشو من المحاولة رغم أنه من سكان ملبورن الخاضعة لأقسى قيود تشهدها أستراليا من أجل احتواء تفشي الوباء. وأطلق باسم راشو مصلحة جديدة لصناعة الأبواب التي تحتوي على تصاميم فنية متميزة.
وقال "بصراحة هذه تعتبر مغامرة خاصة أن هناك شركات ضخمة متخصصة في صماعة الأبواب وقريبة من المناطق السكنية، ولكني أحببت الفكرة وقررت المحاولة."

Basim Rasho with his daughter Shameran Source: BR
جاءت الفكرة لباسم من أبواب بيته، حيث لاحظ أنها مسطحة ومعيارية بلا أي نقش مميز عليها: "الشركة التي ينت المنزل ركبت أبواب رخيصة الثمن ليس بها أي نقش أو تصميم، وهو ما ساعدني في بناء تلك الفكرة الجديدة."
وأضاف "لم أكن أملك أي خبرة عن الأجهزة المستعملة في قص الخشي والخراطة والمناشير الخشبية لذا استعنت بخبرة بعض الأصدقاء الذين يعملون في مجال النجارة من أجل التعلم."
ووجد في عائلته أكبر دعم خاصة من ابنته شاميران والتي صممت له لوحات مميزة على الكمبيوتر لتنفيذها على الأبواب. وقال "عندما طرحت الفكرة على العائلة، ساعدتني ابنتي ورسمت لي بعض النماذج الجميلة جدا تختلف عن كل المتاح في السوق."
وأضاف "بعضها كان صعب التنفيذ لأنها تحتاج إلى ماكينات باهظة الثمن يصل سعرها إلى مائتي ألف دولار، والبعض الآخر ممكن ولكني فشلت في البداية وأردت التوقف عن المحاولة.
لكنه أكد أن العائلة وخاصة ابنته شجعوه على الاستمرار: "شجعتني ووضحت لي طريقة الرسم على الكمبيوتر وكيف يمكن التنفيذ وبالفعل نفذنا بنجاح تسعين في المائة."
وقرر راشو أخذ تصماميه المميزة، والتي ساعده في إخراجها بهذا الشكل ما تعلمه في مدارس العراق، وبدأ في الترويج لها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي مستغلا أن الكثيرين قرروا استغلال أوقات الإغلاق لعمل تجديدات في المنزل.
وقال راشو "كان أول طلب جاءني من مجموعة من الأصدقاء يقومون بتجديد في المنزل وشاهدوا الفكرة التي طرحتها على فيسبوك فاتصلوا بي ونفذنا معا عمل جميل."