أصبح عازف ساكسوفون لبناني، حديث وسائل التواصل الاجتماعي بعد انتشار فيديو له يعزف على آلته الموسيقية بينما تمرّ الصواريخ الإيرانية المتّجهة نحو إسرائيل في السماء خلفه.
هذا المشهد السريالي الذي جمع بين جمالية الموسيقى ومرارة الحرب، لامس وجدان الملايين. ظهر فيه العازف وهو ينسج بأنامله نغمات هادئة في تحد صارخ لدوي الصواريخ.
لم يكن هذا المشهد الوحيد الذي أكد فيه اللبنانيون "اعتيادهم" على نغمة الحرب، ففي جنوبي البلاد، برز أيضاً حفل زفاف كانت الصواريخ في السماء ضيفاً ثقيلاً فيه.
لكن خلف هذه المشاهد، تكمن قصة بلد غارق في دوامة أزمات لا تنتهي.
تقول الصحافية اللبنانية-الأسترالية مي رزق، المقيمة في بيروت منذ عامين: "لم تشهد منطقتنا استقراراً منذ فترة طويلة. فقدنا الشعور ولم نعد نعرف ماذا تعني كلمة استقرار. لم يكن لنا كلبنانيين رأي في ما يحدث، وكلها صراعات فُرضت علينا ونحن للأسف أرضية خصبة لها".
وتتابع مي، التي كانت قد غادرت أستراليا إلى وطنها الأم محمّلة بالكثير من الأحلام: "وصلت هنا مفعمة بالأفكار الخلّاقة ولكن أحوال البلد لا تسمح. تطل برأسك من تحت الركام لتدخل البلاد مجدداً بجولة تصعيد جديدة".
رغم ذلك، تجد مي في اللبنانيين رغبة عنيدة في الحياة: "غريزة البقاء تبقى مهما كانت الظروف الأمنية والاقتصادية متردية. مضطرون للتمسك بالأمل. الناس مرغمون على متابعة أنشطتهم الحياتية. عندما بدأت الحرب بين إيران وإسرائيل، أصبح الشعب يتعامل مع الواقع بفكاهة وسخرية".
ورغم روح الصمود، لا تُخفي مي قلقها من المستقبل: "في نهاية المطاف نشعر بالعجز وغير قادرين على تغيير مسار الأمور. كأسترالية، أشعر أن هناك مخرجاً ما في حال تأزمت الأمور وانزلقت إلى الأسوأ. أعلم أن هناك دولة ستسأل عني وتساعدني على الخروج. ولكن بكل الأحوال الناس باتت تتحدث عن الموت أكثر من الحياة، رغم ثقافة الحياة والتعلق بها".
استمعوا إلى المزيد في الملف الصوتي أعلى الصفحة.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.