هاجمت المعارضة في بريطانيا رئيس الوزراء بوريس جونسون بعد قراره تعليق عمل البرلمان ووصفوا التحرك بـ "الانقلاب" على الديموقراطية بهدف إخراج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق. ومع اقتراب موعد الخروج في الحادي والثلاثين من تشرين الأول أكتوبر المقبل، أصدرت محكمة عليا اسكتلندية قراراً يقضي باستئناف عمل البرلمان لأن قرار جونسون لم يكن قانونياً.
وقال الكاتب والمحلل السياسي أنور القاسم في حديث لأس بي أس عربي24 من لندن ألا مؤشرات حتى اللحظة على تراجع جونسون فهو يبدو مصمماً على التحدي بكل معنى الكلمة. وأضاف القاسم أن جونسون لجأ إلى تعليق البرلمان ليتسنى له تقديم سيناريو جديد للخروج من الاتحاد الأوروبي خلال الدورة البرلمانية المقبلة ولكن المعارضة وقفت له بالمرصاد وواجه عاصفة برلمانية غير مسبوقة. وسدد النواب ضربات عدة لجونسون تمثلت بفشله في تأييد الدعم اللازم لمشروعه ست مرات متتالية.
وبانتظار بت المحكمة البريطانية العليا في الطعن الذي قدمته حكومة جونسون في قرار المحكمة الاسكتلندية، يبقى أمام جونسون ثلاثة خيارات، إما تحدي القانون والخروج من الاتحاد الأوروبي في الموعد المحدد بدون اتفاق، أو الاستقالة من منصبه وإجراء انتخابات عامة، أو الرضوخ لطلب تمديد مهلة بريكست ولكن رئيس الوزراء البريطاني كان صرّح سابقاً بأنه يفضل الموت على طلب التمديد.
واعتبر القاسم أن جونسون بات يأخذ ملف بريكست على محمل شخصي حتى إذا انتهى به الأمر لتقديم استقالته أو حتى المثول أمام المحكمة: " هو يبحث الان عن ثغرات قانونية داخل القانون الذي أقره مجلسي العموم واللوردات وحظي بمصادقة الملكة (..) إذا فشل في ذلك فقد يعرض نفسه للمحاكمة وحتى السجن (..) القانون الجديد يمنع الخروج دون اتفاق."

Source: AAP
حالة الاستقطاب السياسي في المشهد البريطاني امتدت إلى داخل حزب المحافظين ولكن جونسون يبدو غير آبه بتبعات إقالة 21 عضو في الحزب من بينهم رئيس الحزب السابق كين كلارك ووزيرا المالية والعدل وحفيد ونستون تشيرشيل رئيس وزراء بريطاني إبان الحرب العالمية الثانية. وقال القاسم أن جونسون الفاقد للأغلبية في البرلمان لا يأبه كثيراً بردود الأفعال: "يريد ان يُخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وبعد ذلك ليس لديه مشكلة حتى لو استقال أو مثل أمام المحكمة أو حتى انتهى به الأمر في السجن."
المعارضة بدورها حذرت من مغبة الخروج دون اتفاق وما قد يؤدي إليه ذلك من اضطرابات مجتمعية ومواجهات أمنية بين أنصار بريكست من جهة وأنصار البقاء في الاتحاد من جهة أخرى. وأشار القاسم إلى سيناريو نقص الواردات إلى المملكة المتحدة وخصوصاً الأدوية القادمة من الدول الأوروبية. وبعيداً عن التحديات الاجتماعية والاقتصادية، أضاء القاسم على مشكلة عودة الحدود بين المملكة المتحدة والدول الأوروبية بعد تلاشيها لأكثر من 46 عاماً مما قد يضع ضغطاً هائلاً على الموانئ والمطارات.
استمعوا إلى المقابلة مع الكاتب أنور القاسم في التدوين الصوتي.






