دُفن الرئيس المصري السابق محمد مرسي سريعا بعد إعلان وفاته في مقابر مرشدي الأخوان في مدينة نصر شرقي القاهرة. وخلال اثنتا عشرة ساعة فقط، كانت مراسم الدفن تتم في مقابر الوفاء والأمل بحضور عائلته ومحاميه فقط. وسمحت السلطات المصرية لنجل مرسي أسامة، والذي يقضي عقوبة بالحبس، بحضور الجنازة والعودة إلى محبسه.
ونشرت الصفحة الرسمية للرئيس السابق على الفيسبوك أن ثمانية أشخاص فقط حضروا مراسم الدفن، منهم عائلته وزوجته. وقال عبد الله مرسي، نجل الراحل إن جثمانه تم تغسيله في مستشفى سجن طرة جنوبي القاهرة، وصُلي عليه في مسجد السجن قبل أن يُنقل بعدها إلى مقابر مرشدي الجماعة.
وتُوفي مرسي أثناء جلسة محاكمته في القضية المعروفة إعلاميا باسم "التخابر مع قطر وحماس". ونُقل مرسي من قاعة المحكمة التي تقع في مجمع سجون طره جنوبي القاهرة إلى المستشفى ولكن أُعلنت وفاته في الطريق.
مقابر مصطفى مشهور
وقال مراسلنا في القاهرة محمد الشاذلي إن المقابر اشتراها مصطفى مشهور المرشد الخامس للإخوان في عهد عمر التلمساني المرشد الثالث للجماعة. ففي عام 1985 اقترح مشهور على التلمساني، المرشد وقتذاك، شراء مقابر تكون خاصة بالجماعة، ورغم أنها مسجلة باسم مصطفى مشهور، إلا أن ملكيتها تعود لجماعة الأخوان المسلمين.
وقال مراسلنا محمد الشاذلي إن التلمساني المعروف بالمؤسس الثاني للجماعة كان أول من دُفن بها ثم تلاه المرشد الرابع محمد حامد أبوالنصر. وتمت بيعة مصطفى مشهور مرشدا للجماعة لحظة دفن أبو النصر هناك فيما عُرف باسم "بيعة المقابر".

Egyptian security officials in a vehicle guard the cemetary were former Egyptian President Mohamed Morsi was buried in Cairo Source: EPA/KHALED ELFIQI
كما دُفن فيها المرشد السابع للجماعة محمد مهدي عاكف بعد وفاته عام 2017 في أحد السجون المصرية. ومنذ شراء الجماعة لتلك المقابر دُفن فيها جميع مرشدي الجماعة ما عدا المرشد السادس مأمون الهضيبي والذي فضل أن يُدفن بجوار والده، مرشد الأخوان الثاني المعروف باسم "مرشد المحنة" حسن الهضيبي في قرية عرب الصوالحة في محافظة القليوبية.
ودفن في مقابر مرشدي الأخوان أيضا بعض الشخصيات التاريخية في الجماعة مثل "الحاجة" زينب الغزالي ويوسف قتة وأحمد أبو شادي وكلاهما من قيادات الرعيل الأول الذي رافق مؤسس الجماعة حسن البنا. وقال نجل الرئيس السابق إن الجهات الأمنية رفضت السماح لأسرته بدفنه في مقابر العائلة في قرية العدوة بالشرقية.
وفاة طبيعية ورد رسمي من السلطات
وقال مراسلنا محمد الشاذلي إن مصلحة الطب الشرعي قالت إن الوفاة كانت طبيعية نتيجة أزمة قلبية خلال المحاكمة. ورفضت السلطات ما تم تداوله بخصوص تعرض مرسي إلى إهمال طبي. وقال مصدر طبي مسؤول إن مرسى حظى بمتابعة طبية جيدة، وتم تلبية طلبه للحصول على رعاية صحية مرتين خلال عام 2017 كما تم السماح له بشراء العلاج على نفقته الخاصة. وقال المصدر إن السلطات استجابت لكل طلبات مرسي وأسرته بخصوص الحصول على رعاية طبية.
ولم تصدر أي جهة رسمية تعليقات على الانتقادات التي أعقبت وفاة الرئيس السابق إلا الهيئة العامة للاستعلامات. وركزت الهيئة على تصريحات سارة لي واتسون مديرة منظمة هيومان رايتس واتش في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي ألقت باللوم على السلطات المصرية في وفاة الرجل بسبب الإهمال الطبي.
ورفضت الهيئة في ردها كلام واتسون ووصفته بالأكاذيب. وقالت الهيئة إن المنظمة تقوم "بتدوير الأكاذيب" واستباق الأحداث لأغراض سياسية.
وقال مراسلنا محمد الشاذلي إن الشارع المصري لم يشهد أي تبعات لوفاة الرئيس السابق، حيث لم تظهر أي مظاهر احتجاج أو تأبين شعبي، غير ما نقلته قناة الجزيرة عن قيام أحد مساجد القرية التي ينحدر منها بصلاة الغائب عليه. لكن النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي استمر وشهد انقساما على حسب الانتماءات السياسية للمعلقين.
استمعوا إلى تقرير مراسلنا محمد الشاذلي بالكامل في الرابط أعلاه