قال مسؤولون كبار في ولاية نيو ساوث ويلز أن على أستراليا أن تستقبل مليوني مهاجر جديد على مدى الخمس سنوات القادمة، بما معدله 400 ألف شخص في السنة، وذلك لسد النقص في النمو السكاني الذي حصل خلال الجائحة. ويعتمد المسؤولون في وزارة الخزانة على رأي إحدى النظريات الاقتصادية التي تقول إن النمو يأتي من ثلاثة مصادر، وهي: عدد السكان، المشاركة في القوى العاملة والانتاجية.
إجادة اللغة الانجليزية هي من أهم عناصر القبول للهجرة إلى أستراليا
ويقول وكيل الهجرة الدكتور باقر الموسوي إن خيار فتح باب الهجرة هو الخيار الصحيح، لأن المهاجرين يسهمون في الحركة الاقتصادية كعاملين ومستهلكين على حد سواء.
"أثر الهجرة الإيجابي على النمو الاقتصادي معروف، كما أن دور المهاجرين في بناء أستراليا واضح، فالبناء الاقتصادي ارتكز على الهجرة، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، ونلاحظ أن ولاية نيو ساوث ويلز ذات الكثافة السكانية العالية تتمتع باقتصاد كبير في البلاد".
ويضيف الدكتور باقر الموسوي في حديث مع SBS Arabic24 بأن وزارة الشؤون الداخلية لديها متخصصون يحددون نوع المهاجرين الذين يخدمون الاقتصاد الأسترالي. ويشير إلى قائمة من المهن والاختصاصات المطلوبة.
"هناك شريحتان مطلوبتان: المستوى المتوسط مثل المهن اليدوية في قطاعات البناء والسيارات والخدمات والمهن الحرة، والمستوى العالي مثل الطب والهندسة والعلوم. فإما أن يكون لدى الشخص اختصاصات بكالوريوس وما فوق، أو شهادات ديبلوم وتدريب مهني".
وشدد الدكتور باقر الموسوي على أهمية إجادة اللغة الانجليزية كعنصر من عناصر قبول المهاجرين إلى أستراليا.
ووفقًا لمفوضية الإنتاجية، ينتج العامل الأسترالي العادي في ساعة واحدة اليوم، مقدار ما كان ينتجه في يوم كامل مع تأسيس أستراليا كفدرالية عام 1901. وتقول إن هذا التحسن في الإنتاجية سمح للدخل بالارتفاع حتى مع انخفاض ساعات العمل وتمكنت الأسر الأسترالية من الاستمتاع بمزيد من أوقات الفراغ.
ويقول المسؤولون إن أداء الإنتاجية في أستراليا تراجع مؤخرًا. ففي العقد الذي سبق ظهور COVID-19 في استراليا، شهدت البلاد أبطأ نمو في الدخل والإنتاج على مستوى الفرد خلال ستين عامًا، بما معناه أن معدل مدخول الفرد لم ينمُ بنفس معدل ما قبل عام 2012.
زيادة عدد النساء في القوى العاملة ارتفعت خلال 40 عاما
منذ أواخر السبعينات ارتفعت نسبة مَن هم في سن العمل الذين يشاركون في القوى العاملة من حوالي 60 في المائة إلى أعلى مستوى لها في الآونة الأخيرة وهو 66.3 في المائة. وكان هذا بسبب دخول أعداد كبيرة من النساء إلى سوق العمل. لكن زيادة 6 نقاط مئوية في نسبة اليد العاملة استغرقت أكثر من 40 عامًا.
وتقول الدراسات إن النمو السكاني تراجع مؤخرا حيث سجلت أدنى نسبة للولادات في أستراليا، وهذا ما يدفع المسؤولين إلى البحث عن مصدر لزيادة عدد السكان فيتطلعون لزيادة الهجرة بطبيعة الحال.
وبحسب صحيفة the Australian Financial Review فإن المسؤولين في حكومة نيو ساوث ويلز أشاروا على رئيس حكومة الولاية دومينيك بروتيه للدفع باتجاه "حوار وطني لاستئناف الهجرة بمستويات عالية". ويقولون إنها ستكون "وسيلة رئيسية للانتعاش الاقتصادي والنمو في مرحلة ما بعد الوباء".




