رفعت استراليا مستوى التحذير من التهديد الارهابي في البلاد من ممكن الى محتمل. وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحافي هذا الصباح ان قراره قد جاء بناءا على نصيحة الجهات الامنية في البلاد التي ارتأت ان هناك توجها عالميا مقلقا يتمثل في تطرف الشباب المدفوع بوسائل التواصل الاجتماعي مضيفا ان ذلك لا يعني ان هناك هجوما ارهابيا وشيكا و انما يعني ضرورة التحلي باليقظة
بدوره شرح المدير العام لوكالة الاستخبارات الاسترالية مايك بيرجيز التغيرات التي طرأت على البيئة الامنية لاستراليا حيث انضم التطرف الى التجسس والتدخل الاجنبي كأهم المخاطر التي تهدد سلامة استراليا وامنها.
وقال خبير الامن القومي ومكافحة الارهاب ظافر الشمري
"هناك تناقض في اللغة واللهجة التي تم استخدامها عند الاعلان، فالبانيز استخدم لغة دبلوماسية تميل لتهدئة المجتمع بينما بيرجيز كان اكثر وضوحا وصرامة"
واضاف المدير العام لازيو ان وكالته تتوقع الان زيادة في العنف المدفوع باسباب سياسية عبر هجمات ارهابية يصعب التنبؤ بها ويصعب رصدها وحذر من ان اي تصاعد للحرب خاصة في لبنان سيزيد من حدة التوتر وتصب النار على مشاعر الظلم التي تحرك البعض
ويقول خبير الامن القومي ظافر الشمري السلطات
"يجب مواجهة ايدولوجيا التطرف عبر الانخراط مع المجتمعات والمختصين والمدارس"
واضافت السلطات ان مزيدا من الاستراليين يجنحون الى التطرف بوتيرة اسرع ممما مضى كما ان مزيدا من الاسترالين يميلون الى استخدام العنف كوسيلة لدعم مبادئهم
واعتبر المدير العام لASIO ان العنف المدفوع باسباب سياسية يشمل الارهاب الى جانب مجموعة واسعة من الانشطة كالعنف الذي يرافق التظاهرات السياسية والهجمات على السياسيين والمؤسسات الحكومية
واضاف بيرجيز ان استراليا كغيرها من دول العالم تشهد الان ارتفاعا في وتيرة النقاش السياسي غير الحضاري والذي يعزز الانقسام مع نمو في عدم الثقة بالسلطات والمؤسسات.
ويشير الشمري الى ان الشباب بطبيعتهم يميلون الى التمرد على السلطة سواء العائلية او المجتمعية
"الشباب يتمردون على قرارات الحكومة لاثبات الوجود والنفس ونتيجة الفهم الخاطئ للعملية الديمقراطية"
ورغم اشارة السلطات الامنية الى دور وسائل التواصل الاجتماعي في دفع الشباب نحو التطرف فإن الشمري لا يرى امكانية لحظرها "حتى وسائل الاعلام العادية تنقل اخبار الحروب وقد تؤثر على عقول الشباب وردود فعلهم"
واضاف المدير العام لازيو ان القرار ليس ردا على الاحداث المأساوية في غزة فالوكالة بحسب قوله لا تعتقد ان المخططات الارهابية التي شهدتها استراليا في العام الماضي مرتبطة بشكل مباشر بالحرب في غزة
لكنه اشار الى ان الحرب كان لها تأثيرا غير مباشر هام وفعال بتعزيز الانقسام وتأجيج مشاعر المظلومية والتأثير سلبا على التماسك الاجتماعي وزيادة التعصب
ويرى خبير الامن القومي ومكافحة الارهاب ظافر الشمري انه لا يمكن منع تأثير ما يحدث في الخارج على سلامة وامن استراليا
"الاستراليون من خلفيات متنوعة ومازال الكثيرون منهم مرتبطون باوطانهم الام وعلى الدولة تثقيف الشباب حول المواطنة والانتماء لاستراليا"