النقاط الرئيسية:
- أصبحت كانبرا أول ولاية قضائية أسترالية تقوم بإلغاء تجريم حيازة كميات صغيرة من المخدرات، بما في ذلك الكوكايين والهيروين ومخدر
- أكد د. أنطوان باريش أن الدولة لا تشجع تعاطي المخدرات، بل تشرع التعاطي الآمن بشكل مدروس دون الوقوع في شبكة إجرامية
- يرى د. باريش أن الولايات الأخرى قد تحتذي بقرار مقاطعة العاصمة الفدرالية كانبرا بعد تقييم النتائج المرجوة من هذه الخطة التجريبية
بهدف التعاطي مع موضوع الادمان على أنه مشكلة صحية وليست جنائية، بادرت حكومة كانبرا بشكل سباق ورؤيوي من الناحية النفسية والطبية.
يهدف القانون إلى تخفيف العبء عن النظام الجنائي واستبداله بنظام الغرامات للمخالفين فيما وزيرة الصحة في كانبرا تطالب بالتعامل مع المخدرات على أنها مشكلة صحية وليست جنائية.
سيستغرق تنفيذ القانون الجديد 12 شهرًا، ويأتي بعد إنشاء أول عيادة لاختبار العقاقير المخدرة في كانبرا في وقت سابق من هذا العام.
وقامت الجمعية التشريعية بكانبرا أمس بتمرير تعديل قانون المخدرات والادمان الخاص بالاستخدام الشخصي لتلك العقاقير المخدرة. وتم طرح مشروع القانون لأول مرة في البرلمان أوائل عام 2021 من قبل النائب مايكل بيترسون. هذا وتشير الإحصاءات الى أن وفيات الجرعات الزائدة التي تنطوي على الميثامفيتامين وصلت إلى أعلى رقم لها منذ عقد، حيث توفي 137 شخصًا في عام 2021 مقارنة بـ 34 في عام 2012.
استهل الأخصائي في طب العائلة والناشط في إعادة التأهيل دكتور أنطوان باريش مداخلته عبر بالتنويه بهذه المبادرة التي تتعاطى مع المدمن بعيدًا عن الإدانة الجرمية معتبرًا ان هذه المبادرة تحد من الاستخدام الخاطئ المسبب بالوفاة، وبهذا لا تسعى الحكومة الى انتشار المخدرات. يقول د. باريش:
الشخص المدمن هو ضحية لذا علينا مساعدته والسجن ليس المكان الأنسب والمخدرات منتشرة في كل مكان
وتابع قائلًا:
من السهل التوجه للمدخن والطلب منه الإقلاع عن التدخين، ولكن هل هذا امر سهل؟
يرى دكتور باريش أن الولايات الأخرى قد تحتذي بقرار مقاطعة العاصمة الفدرالية كانبرا بعد تقييم النتائج المرجوة من هذه الخطة التجريبية اذ يقول:
"أن شعر المجرم انه ليس مهاجمًا من قبل الشرطة والمجتمع والقطاع الصحي، قد يساهم هذا الشيء في توجهه اراديًا نحو التأهيل".
أشار د. باريش الى مبادرة ولاية نيو ساوث وايلز بفتح مراكز آمنة لتعاطي المخدرات من خلال الحقن، ساهمت بحماية المجتمع من تعرض افراده لحقن ملوثة في المراكز العامة ومنها منصات القطار قائلًا:
"ساهمت هذه الولاية بالحد من انتشار الامراض التي تنتقل من خلال الحقن الملوثة والتالي أتت بنتائج إيجابية".
وبالتالي أكد باريش أن الدولة لا تشجع تعاطي المخدرات، بل تشرع التعاطي الآمن بشكل مدروس دون الوقوع في شبكة إجرامية.
وختم مؤكدًا ان المفتاح الأساسي لإعادة تأهيل ناجح هو رغبة المدمن في الإقلاع عن التعاطي قائلًا:
فعالية التأهيل تتوقف عند الخيار الحر بعيدًا عن فرضه من قبل الأهل او الشرطة
هذا وتظهر البيانات الأولية أنه كان هناك 1،842 حالة وفاة مسجلة ناجمة عن المخدرات بين الأستراليين في عام 2020. وهذا يشمل الوفيات الناجمة عن جرعة زائدة من المخدرات، لكنه يستبعد الوفيات الناجمة عن الحالات المتعلقة بتعاطي الكحول أو التبغ. ويعادل هذا العدد من الوفيات 5 حالات وفاة ناجمة عن العقاقير يوميًا بين الأستراليين في عام 2020. وشكلت الوفيات الناجمة عن المخدرات 1.1٪ من جميع الوفيات المسجلة في أستراليا. كان المعدل التقديري الأولي للوفيات الناجمة عن المخدرات في عام 2020 هو 7.2 حالة وفاة لكل 100 ألف أسترالي.
استمعوا الى المقابلة مع د. انطوان باريش في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.
