النقاط الرئيسية:
- فرّت نيران وزوجها ماجد وابنتها النور من إيران وسوريا هربًا من ويلات الحرب تاركة بقية أولادها مع جدتهم في مسقط رأس زوجها
- تصف نيران لحظة الوصول الى جزيرة الاحتجاز في كريسماس ايلاند بالولادة الجديدة اذ لم تشعر للحظة انها لاجئة
- تمكنت باصراها أن تؤسس وتدير عملها الخاص وهو مقهى يحمل النكهات السورية في فيكتوريا
في شارع هادئ في ضاحية سانت كيلدا ستتذوق طعم سوري في مطعم يحملك في كل تفاصيله ودون أية كلمة، الى سوريا.
فرّت نيران وزوجها ماجد وابنتها النور من إيران وسوريا هربًا من ويلات الحرب تاركة بقية أولادها مع جدتهم بعد أن أرسل ماجد ونيران أبناءهما الثلاثة للعيش مع والدته في طهران، مسقط رأسه، لتجنب الصراع، لكنهما احتفظا بابنتهما الصغيرة النور برفقتهما أثناء بحثهما عن مكان جديد للاستقرار في مكان ما في العالم.
الزوجان اللذان اجبرا على الفرار مرتين في حياتهما، لم يجدا سبيلًا للبحث عن وطن بديل الا في مجهول البحر الى ان وصلا الى يابسة باتت بمثابة الخلاص والفرصة الثانية للعائلة في جزيرة الاحتجاز في كريسماس ايلاند قبل أن يستقروا في ملبورن.
تقول نيران:
بتنا مهجّرين في اوطاننا وضاقت بنا الدنيا بعد عام 2000، ففي إيران انا لست إيرانية وفي الشام لست شامية لان زوجي إيراني فأصبحت غريبة في وطني
تفرق شمل العائلة بعد ان سار الزوجان مع ابنتهما نور في اتجاه وبقية الأولاد في اتجاه آخر. تصف نيران اللحظات الأقسى في القارب وهي تواجه الموت في كل اشكاله اذ تقول:
المياه كانت سوداء حين انطلقنا من جاكارتا، وكنت اضم ابنتي على صدري وانا ادعو الله لنجاتها
لحظة الوصول ولادة جديدة
تصف نيران لحظة الوصول الى جزيرة الاحتجاز في كريسماس ايلاند بالولادة الجديدة اذ تقول:
"منذ ان قفزت من المركب ووطأت قدماي على اليابسة شعرت انني في الجنّة اذ عبرت من الموت الى الحياة"، "لم اشعر يومًا انني في سجن".
رغم ألم الفراق وتمزق العائلة التي تفرقت، بادرت نيران من لحظة وصولها الى تقديم المساعدة الى السلطات في جزيرة الاحتجاز واضعة في الخدمة مواهبها اذ تقول:
حولت الألم الى افادة وبادرت للمساعدة كمترجة حيث احتجز حوالي 400 لاجئ
وتابعت قائلة:
" لم اشعر يومُا أنني لاجئة لأنني كنت مفيدة".
من لاجئة الى صاحبة مقهى
تفتخر نيران وهي تملك وتدير مقهى The Flavours of Syria Café الذي ينقل الى كل رواده النكهات السورية، ويحكي في كل تفاصيله قصة وطن أم.
حرصت هي وزوجها ماجد بتزيين المقهى بأسلوب شرق أوسطي، بالبلاط السوري الأزرق والسجاد والمفروشات الناعمة اذ تقول:
" كأنني أرى جدتي في كل زاوية فيه، فقد بكيت حين وضعت رزمة الثوم والبصل التقليدية في معظم المطابخ السورية وفوانيس رمضان".

Niran Tabei, Flavours of Syria Credit: Niran Tabei
تريد نيران أن يشعر الناس وكأنهم في سوريا اذ تقول:
" لقد كان حلمي منذ وقت طويل أن أشارك شيئًا من ثقافتي مع الناس وأن أرى وجوهًا مبتسمة يأتون ويشعرون أنهم في سوريا وأشعر أنني عدت إلى سوريا في منزل جدتي".
أما عن الأطباق التقليدية الأكثر طلبًا في المقهى، تقول نيران:
"تخيلوا أن المجدرة، الطبق الأفقر، أصبح الأكثر طلبًا مع البصل المقرمش!"

Credit: NT
تماشيًا مع فلسفتها في رد الجميل، تقدم نيران فرص التدريب والخبرة العملية للاجئين وطالبي اللجوء الآخرين. كما أنها تقدم دروس الطبخ وخدمات تقديم الطعام اذ تقول: "نريد أن نمنح الناس فرصة التحديق في أعمالهم الخاصة، لذلك نحن نعلمهم كيفية صنع القهوة والطهي والضيافة".
استمعوا الى هذه القصة الملهمة مع نيران طبيعي في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.