بعد ثلاثة أيام حافلة بالتنقلات في بلد طوى صفحة تنظيم داعش قبل ثلاث سنوات فقط ولا يزال يشهد توترات أمنية ناتجة عن وجود فصائل مسلحة خارجة عن السيطرة، قال البابا في ختام القداس الختامي في أربيل: "الآن، اقتربت لحظة العودة إلى روما. لكنّ العراق سيبقى دائماً معي وفي قلبي".
وأنهى زيارته برسالة أمل قائلاً "في هذه الأيام التي أمضيتها بينكم، سمعت أصوات ألمٍ وشدّة، ولكن سمعت أيضاً أصواتاً فيها رجاءٌ وعزاء"، قبل أن يحيي الحضور بعبارات "سلام، سلام، سلام. شكراً! بارككم الله جميعاً! بارك الله العراق!"، ثم "الله معكم!" بالعربية.
وكان البابا زار في وقت سابق مدينة الموصل حيث صلّى على أرواح "ضحايا الحرب". كما زار قرقوش، البلدة المسيحية التي نزح كل أهلها خلال سيطرة تنظيم داعش، وعاد جزء منهم خلال السنوات الماضية.
راعي الأبرشية الكلدانية في أستراليا ونيوزلندا المطران إميل نونا، علّق في حديث لأس بي أس عربي24 على الزيارة التاريخية قائلاً: "أهم قاعدة للبقاء هي أن تكون الظروف مؤاتية للمعيشة، ليس للمسيحيين فقط وانما لكل الذين يعيشون في سوريا والعراق وكل مكان."
المطران الكلداني: النزاعات في العراق دمرت الأشياء الجميلة. دمرت الانسان ونفسيته ورؤيته للحياة.
وأعرب المطران عن قناعته بأنه من غير الممكن حل مشكلة المسيحيين الذين انخفض تعدادهم من 1.4 مليون نسمة إلى أقل من 300 ألف خلال العقدين الماضيين، دون توفير حلول شاملة ناجعة تمهد الطريق لمجتمع أفضل على نحو يسمح للمسيحيين وعموم العراقيين العيش بسلام جنباً إلى جنب.
اقرأ المزيد

البابا في العراق: "لتصمت الأسلحة"

البابا فرنسيس في كاتدرائية سانت جوزيف الكلدانية في بغداد. Source: ANSA
وقال المطران نونا ان الكنيسة الكلدانية لا تزال قائمة في العراق وساعية على الدوام لنشر رسالتها في أوساط المؤمنين هناك: "تعرضت الكنيسة في السنوات الماضية لهزات كبيرة. مناطق كاملة فُرغت من المؤمنين ولا سيما في الموصل. أعداد المسيحيين الكلدان تناقصت بشكل كبير في بغداد ولكن رسالة المحبة والسلام باقية."
قمة كاثوليكية - شيعية
من أبرز محطات زيارة البابا كانت لقائه بالمرجعية الشيعية آية الله السيستاني في النجف. واستغرق اللقاء بينهما حوالي ساعة من الزمن ناقشا خلالها المواضيع الأكثر الحاحاً على الساحة العراقية. وفي بيان عقب اللقاء، أكد الزعيم الروحي لملايين العراقيين الشيعة على ضرورة أن يحظى المسيحيون بحياة آمنة ككل العراقيين وأن تكون حقوقهم مكفولة بالدستور.
وقال المطران نونا أن "اللقاء التاريخي" سيكون له نتائج ايجابية عملية على الساحة العراقية والاقلمية وأضاف: "لأن الشخصيتين معروفتين عالمياً ومؤثرتين بشكل كبير. سماحة السيد السيستاني شخص متوازن جداً ويحب العراق ويسعى للسلام ويحترم كل الأشخاص على اختلاف هوياتهم القومية والدينية."
وأشار المطران الكلداني إلى حالة الفساد "المستشري في الطبقات الحاكمة في العراق" معتبراً أن ترك الحروب و "إسكات الأسلحة" والاهتمام بأوضاع الناس هو السبيل الوحيد لصمود مسيحيي العراق وبقائهم في أرضهم.
واستطرد قائلاً: "بقوا في الارض أكثر من 2000 سنة وهم أهل البلاد الاصليين وتحملوا الكثير على مدى التاريخ من اضطهاد وقتل."
استمعوا إلى المقابلة مع راعي الأبرشية الكلدانية في أستراليا ونيوزلندا المطران إميل نونا في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.
- With AFP