شجبت الشرطة أعمال العنف واصفة إياها بـ "الغير لائقة" وبأنها تعرض سلامة المجتمع للخطر المحتم.
وتعيش سيدني الأسبوع الخامس من الإغلاق للحد من انتشار متحور دلتا السريع العدوى، بعد ان استمرت أرقام الأصابات في التراقص بين انخفاض وارتفاع ما اضطر لتمديد الفترة الزمنية للإغلاق وتشديد التدابير في مناطق معينة لاحتواء الفيروس.
وأعرب الكثيرون عن امتعاضهم واصفين التظاهرات بالـ "مقززة" ومن بينهم رئيسة حكومة نيو ساوث ويلز التي قالت: "أشعر بالقرف"، وأضافت أن التظاهرات نابعة عن "أنانية".
وأشارت بريجيكليان إلى أنه من السابق لأوانه معرفة مدى انتشار العدوى في صفوف المشاركين بالمظاهرات.
وفيما تعتبر أستراليا من الدول الديموقراطية التي تضمن حق التظاهر والتعبير عن الرأي، لم يحصل المحتجون على تصريح رسمي بإقامة المظاهرة لأن الإجراءات استثنائية وتمنع خلالها التجمعات بهدف السيطرة على تفشي الوباء.
وشهدت مدينتا ملبورن وبريزبان تظاهرات مشابهة، إلا ان الاحتجاجات في سيدني تخللتها اشتباكات عنيفة مع عناصر الشرطة وتم توجيه تهمة التعدي على أحصنة الشرطة من فرقة الخيالة إلى شخصين كما تم تغريم 60 شخصا والتعرف إلى 200 شخص من المشاركين في المظاهرة. كما رصدت الشرطة قوة ضاربة خاصة من 22 عنصراً لتقصي الحقائق والتحقق من هوية المشاركين الذي خرجوا في المظاهرة في كسر واضح لقيود الأغلاق.
وتخلل المظاهرة المناهضة للإغلاق ولقاح كورونا رمي الحبر على بعض عناصر الشرطة، ما رآه المحللون غريبا عن نمط العيش في أستراليا.
من جهة أخرى، قالت شرطة نيو ساوث ويلز إنها لم تفاجأ بالحدث إذ واكبت التخطيط وراقبت تطور الدعوات للمظاهرة عبر منصة Telegram التي انتشرت أكثر على Facebook وInstagram وشكلت جزءا من احتجاجات عالمية واسعة النطاق فيما يعرف بـ “worldwide rally for freedom” أي "مسيرة عالمية من أجل الحرية".
وقال مدير مكتب التنمية والفنون والناشط في المجتمع المحلي في Fairfield بشار حنا، في لقاء مع أس بي أس عربي24: "كل دراسات التصرف المجتمعي والسلوكيات تظهر أنه عندما يمر الناس بأزمات تظهر شرائح في المجتمع تتعامل مع الظروف بطريقة مختلفة."
ومن الأسباب الدافعة لهذه المظاهرات، رفض اللقاح ونظريات المؤامرة.
وأشار حنا الى عامل نفسي آخر: "أصبح الوضع متعبا جدا، العمال والموظفون الذين لا يمكنهم الوصول إلى أماكن العمل أصيبوا بخسائر كبيرة. الإجهاد الفكري والضغط النفسي والاكتئاب، كلها أمور تؤثر بشكل نفسي على تصرفات بعض الناس."
أما بالنسبة للقاح فقال: "أحترم حق الناس بأخذ القرار لكني أشجعهم على الاستماع لآراء المختصين."
وبعد ان سئم عدد كبير من سكان مناطق خضعت لقيود إغلاق مشددة أكثر من غيرها قال السيد حنا: "يتوجب على الحكومة أن يكون لها خطة بديلة. الناس تعبوا من استراتيجية الحل الواحد ألا وهو الإغلاق."
وفي الختام، اقترح السيد حنا على الحكومة ان تأخذ بعين الإعتبار آراء الخبراء المجتمعيين وأن تفسح المجال وتصغي لصوت الشعب من خلال الاهتمام بإيجاد حلول بديلة خاصة بعد فشل استراتيجية الحل الواحد والمداواة بالإغلاق.



