انتخابات التجديد النصفي
تسمى أيضا انتخابات نصف المدة، وتحدث دوريا في منتصف المدة الرئاسية البالغة أربعة أعوام. خلال تلك الانتخابات يعاد انتخاب مجلس النواب بالكامل وثلث مجلس الشيوخ تقريبا و36 حاكم للولايات الأمريكية. وينظر لها باعتبارها استفتاء شعبي على سياسات الرئيس الأمريكي الحالي وحزبه. إجمالا المجلسان صورة لبعضهما البعض، أي أن أي قانون يجب أن يحصل على الأغلبية في المجلسين ليتم تمريره، لكن نشأة كل منهما كانت مختلفة ما منح كل مجلس صلاحيات خاصة تختلف عن الآخر.
مجلس الشيوخ
هو الغرفة التشريعية الأعلى في الكونجرس الأمريكي، عدد أعضاءه مائة فقط، اثنان عن كل ولاية. يخدم أعضاء المجلس فترة أطول، ست سنوات كاملين، ولا يتم طرح إلا نحو 34 مقعدا في انتخابات التجديد النصفي. وبسبب ان أعضاء هذا المجلس يمثلون الولاية بأكملها، فعادة ما يكونوا أقل تنوعا وأكثر تقليدية من نظرائهم في مجلس النواب.
من المرجح أيضا أن يخسر الحزب الحاكم عدد من المقاعد في التجديد النصفي، ولكن أحيانا يتقدم الحزب، كما حدث في الانتخابات الحالية. الجمهوريون أضافوا مقعدين على الأقل خلال الانتخابات الحالية لأغلبيتهم في مجلس الشيوخ، الأمر الذي اعتبره الرئيس دونالد ترامب انتصارا شخصيا له ولسياساته.
الصلاحيات الخاصة: معني أكثر بتحديد السياسات الخارجية الأمريكية فهو وحده المنوط به الموافقة على جميع المعاهدات الخارجية للولايات المتحدة، والموافقة على تعيينات الرئيس في المناصب الرئيسية لوزراة الخارجية الأمريكية بالإضافة إلى تمرير اي تشريع خاص بالسياسات الخارجية. ونظرا لهذا الدور يتمتع أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بالنفوذ الرئيسي على السياسة الخارجية الأمريكية وكيفية تمثيل الولايات المتحدة حول العالم.
وببقاء المجلس جمهوريا كما كان خلال العامين الماضيين، فمن المنتظر أن تبقى سياسات ترامب الخارجية الرئيسية دون تغيير، مثل التحالف مع السعودية والضغط المتزايد على إيران، والموقف المعلن بالحفاظ على نفوذ في سوريا حتى بعد هزيمة تنظيم داعش. أيضا التقارب مع كوريا الشمالية والتصعيد التجاري مع الصين.
مجلس النواب
أعضاء مجلس النواب يمثلون كل منطقة في الولايات المتحدة طبقا لعدد سكانها ولذلك يطلق عليهم بالأنجليزي (House of Representatives) أو مجلس ممثلي الشعب. وبموجب قانون عام 1792 كان من المقرر أن يكون عدد أعضاء المجلس متغيرا طبقا لعدد السكان على أن تكون النسبة مقعد واحد لكل 30 ألف مواطن تقريبا. ولكن مع الزيادة السكانية تم تمرير قانون عام 1911 لوضع حد أقصى لممثلي الشعب يقدر ب435 نائبا، وهو الرقم المعتمد حتى الآن. ويعاد انتخاب جميع الأعضاء كل عامين.
تاريخيا يحصل الحزب الذي لا ينتمي إليه الرئيس الأمريكي على أغلبية المجلس، وهو ما حدث في الانتخابات الحالية، حيث خسر الجمهوريون أغلبيتهم وحصل الديمقراطيون على أكثر من 30 مقعدا إضافيا. ويكون النواب في المجلس أكثر تنوعا من مجلس الشيوخ، لأنهم يعبرون عن أصوات منطقتهم فقط وليس عموم الولاية مثل مجلس الشيوخ. وبالتالي فإن أغلب السوابق التي حدثت خلال الانتخابات الحالية كانت في انتخابات النواب، كأول سيدتين مسلمتين، وأول سيدتين من خلفيات تعود للسكان الأصليين.
الصلاحيات الخاصة: يمتلك مجلس النواب وحده سلطة بدء عملية إقالة الرئيس أو اي مسئول رفيع آخر في الحكومة، ولكن مجلس الشيوخ يعمل كهيئة محلفين وقاضي وله القرار النهائي في مسألة الإقالة تلك. أي أنها يجب أن تبدأ من النواب، لكنها لا تنتهي إلا بموافقة مجلس الشيوخ ذو الاغلبية الجمهورية. لكن مجلس النواب يمكنه فتح تحقيقات في عدد من القضايا المتعلقة بالرئيس والتي قد تسبب له احراجا وتمثل ضغطا عليه، مثل التدخل الروسي في الانتخابات وملف ترامب الضريبي وغيرها من القضايا.
مجلس النواب وحده يجب أن يكون مصدر أي تشريع يتعلق بالإنفاق الحكومي، وعادة ما يراقب أعضاء المجلس على إنفاق الحكومة.