عند البحث عن تاريخ وصول العرب إلى أستراليا والاستقرار فيها، دائما يمكنك العودة إلى الأستاذ هاني الترك.
صحفي فلسطيني أسترالي بدرجة مؤرخ، ويمكنه أن يخبرك عن تاريخ الهجرة العربية من رأسه دون الحاجة للعودة إلى المراجع، حيث جمع هذا التاريخ من خلال بحث ميداني مستمر على مدار عقود.
حصل على عدة جوائز تقديرا لعمله الإعلامي والتاريخي في خدمة الجالية، كان أبرزها وسام أستراليا OAM، وجائزة عام 1988 على المستوى الوطني لتوثيق تاريخ الجالية.
وقال الأستاذ هاني الترك لأس بي أس عربي24 "ولدت في يافا عام 1945 في فلسطين، ونزحت عائلتي إلى غزة أيام النكبة، ودرست في جامعة عين شمس في القاهرة."

الأستاذ هاني الترك Source: Hani Elturk
وأضاف "أنا رب عائلة ومهني صحافي أحافظ على ثقافتي العربية الأسترالية، أعيش حاملا ثقافتين، العربية والأسترالية وأسعى لأستقي المميزات في كل منهما وأتخلص من السلبيات."
يعمل الترك حاليا محررا للشؤون الأسترالية في جريدة التلغراف العربية في أستراليا.
وصل إلى أستراليا عام 1970 بعد أعوام قليلة من النكسة عام 1967: "كانت أكبر صدمة في حياتي يوم الهزيمة، وكنت في مصر، وقد احترت إلى أين أذهب وأنا لا أملك المال."
وأضاف "أحب أستراليا كثيرا، فقد استضافتني وأنا لا أعرف الإنجليزية، واندمجت فيها." وأكد "أقدر أستراليا كدولة ممتازة متعددة الحضارات، وتسمح لي كفلسطيني أن انخرط في المجتمع دون أن أذوب."
بدأ كتابة المقالات في أستراليا عام 1972، وبعدها بعشر سنوات كتب عن تاريخ استقرار الجالية العربية في أستراليا.
وقال "تتبعت وصول الجاليات العربية إلى أستراليا بالترتيب، فمثلا أول شخصين جاءا إلى أستراليا كانا الأخوان فخري قادمين من لبنان عام 1876."
وأضاف "بالنسبة للجالية الفلسطينية، كان أول الواصلين شخص اسمه طوني بطحيش عام 1947."
وقال "أما من الجالية العراقية، فكان أول الواصلين هي عراقية قادمة من الهند اسمها وارينا ويلش وكانت متزوجة من رجل أنجليزي ووصلت عام 1931."
وعدد الترك باقي الجاليات التي وصلت إلى أستراليا، فأول مصري هو أمين صليب الذي هاجر عام 1963.
أما باسيلي باسيلي فكان أول سوداني يصل إلى أستراليا عام 1966، والأردنيون وصل منهم أول فوج عام 1963، وكان عدد الأشخاص فيه 12 شخصا من بينهم سمير عريضة ومحمود الجمل.
ومن سوريا، كانت عائلة عكار أول من هاجرت إلى أستراليا قبل الحرب العالمية الأولى.
وقال الترك "الجيل الأول من المهاجرين حافظ على اللغة العربية والتراث العربي، لكنه تقوقع وابتعد عن المجتمع الأسترالي، لذلك أصبحنا موجودين كجالية على مستوى الطعام، لكنا لم نؤثر بثقافتنا على المجتمع الأسترالي."

الأستاذ هاني الترك Source: Supplied
وأضاف "لقد نجحنا كأفراد وليس كمؤسسات، وأعتقد ان خلاصة تاريخ الجالية في أستراليا، أنه يتعين علينا الاندماج والانخراط في المجتمع حتى نفهمه ويفهمنا."
وأعرب الترك عن تفائله قائلا "أعتقد أن ثقافتنا ستظهر أكثر في المستقبل، لأن المدارس الإسلامية والمسيحية العربية، تنشأ جيلا محافظ على ثقافته وبالتالي نأمل أن يلعبوا دورا أكبر في المستقبل."