هذه المعلومات ذات طبيعة عامة ولا يمكن اعتبارها نصيحة خاصة. نظراً لأن الظروف الفردية قد تختلف من شخص لآخر. لذا، يجب عليكم استشارة خبير مستقل إذا لزم الأمر.
بعد أن كان الشرط التقليدي يتطلب إيداعاً لا يقل عن 20% من قيمة العقار، سيُتاح الآن للمشترين المؤهلين الاكتفاء ب 5% فقط، دون قيود على الدخل أو عدد الأماكن المتاحة في البرنامج. كما رُفع الحد الأقصى لسعر العقار المؤهل في المدن الكبرى مثل سيدني من 900 ألف دولار إلى 1.5 مليون دولار أسترالي.
ويرى الخبير العقاري والاقتصادي يوسف مرتضى أن هذه التعديلات تمثل دفعة قوية لمشتري المنازل لأول مرة، إذ تختصر سنوات طويلة من الادخار، وتجعل حلم الملكية أقرب من أي وقت مضى. غير أن الطريق إلى هذا الحلم لا يخلو من تحديات ومخاطر، خاصة مع ما يرافق البرنامج من ارتفاع محتمل في الطلب، وربما في الأسعار أيضاً.
فالاقتراض بنسبة 95% من قيمة العقار، كما يوضح مرتضى، يجعل المشتري أكثر عرضة لتقلبات السوق، مثل ارتفاع أسعار الفائدة أو تراجع قيم العقارات، مما قد يضع المقترضين تحت ضغوط مالية غير متوقعة. كما أن إلغاء حدود الدخل وتوسيع نطاق الاستفادة قد يزيد من حدة المنافسة، خصوصاً في المدن الكبرى، وهو ما قد يعزز أسعار الشراء بدلاً من خفضها.
وفق الخبير العقاري والاقتصادي يوسف مرتضى، تشير تحليلات اقتصادية إلى أن البرنامج قد يؤدي إلى زيادة الطلب أكثر من العرض، وهو ما قد يفاقم أزمة الأسعار الحالية. ففي أيلول/ سبتمبر الماضي، ارتفعت أسعار المنازل بنسبة 0.8%، وهو ما يراه بعض الخبراء مؤشراً على موجة ارتفاع جديدة قادمة.
يوسف مرتضى
من الناحية الاقتصادية، يُتوقع أن يزيد البرنامج من النشاط في قطاع البناء والعقارات، لكنه قد يرفع في المقابل معدلات الدين الأسري، التي وصلت بالفعل إلى مستويات مرتفعة قياساً بالناتج المحلي الإجمالي.
أما اجتماعيًا، فيُعد البرنامج محاولة لجعل حلم الملكية أكثر واقعية لجيل الشباب، لكنه يثير تساؤلات حول مدى فعاليته في ظل النقص المزمن في المعروض السكني.
ويجمع الخبراء على أن الحل الحقيقي يكمن في زيادة المعروض من المساكن الجديدة وتسهيل إجراءات البناء والتخطيط، بدلاً من التركيز فقط على تسهيل التمويل. فبدون ذلك، ستظل الأسعار في ارتفاع مستمر، مما يقلل من أثر أي دعم حكومي مهما بدا مغرياً.
ويرى يوسف مرتضى أن الفرصة اليوم حقيقية ولكنها محفوفة بالمخاطر. فالدخول إلى السوق بإيداع صغير قد يكون خطوة أولى ذكية، شرط أن تسبقها دراسة دقيقة للقدرة على السداد، واختيار موقع مناسب، وتخطيط مالي طويل الأمد. هلكن البرنامج بلا شك فتح الباب أمام آلاف الأستراليين للحلم بالمنزل الأول، لكن هذا الباب قد يقود إلى واقع أكثر تعقيداً مما يبدو على الورق. فالنجاح في السوق العقاري لا يتحقق بالاندفاع، بل بالمعرفة، والحذر، والتخطيط الواعي.
تنويه: المعلومات الواردة في هذا البودكاست هي معلومات عامة، و في حال وجود استشارة خاصة يرجى مراجعة أقرب مختص في المجال.
استمعوا لتفاصيل أكثر وخطوات عملية للدخول إلى السوق العقاري مع الخبير الاقتصادي و المالي يوسف مرتضى، بالضغط على زر الصوت في الأعلى.