دعا اختصاصي الطب العام الدكتور مروان توما أبناء الجالية العربية لإجراء الفحوصات الطبية لمعرفة ما إذا كانوا مصابين بالتهاب الكبد ب، وطلب منهم إدراج العناية بالكبد والتأكد من سلامته جزءاً من روتين الرعاية الصحية الذي يتبعونه مع طبيب العائلة.
وضمن حملة (هل أنت متعايش مع التهاب الكبد ب؟ اكتشف. اختبر) بادر الدكتور توما ضمن حديث له مع أس بي أس عربية24 إلى تقديم شرح مفصل عن المرض فقال: "التهاب الكبد ب هو عبارة عن فيروس يدخل إلى الدم ويصيب خلايا الكبد (..) وفي حال تطور المرض يتحول إلى تليف في الكبد وقد يتطور إلى سرطان في الكبد وينتهي بموت المصاب."
وبلغ عدد المصابين بالتهاب الكبد ب في عام 2015 حوالي 250 مليون شخص، مات منهم 900 ألف شخص. وحسب الدكتور توما فإن 44% من المصابين غير مشخصين لأن الأعراض لا تظهر على المريض.
طرق الإصابة بالفيروس
قال الدكتور توما أن أسباب الإصابة بالفيروس المسبب لالتهاب الكبد ب كثيرة، وأهمها حقن المخدرات غير الآمن وضرب مثالاً تعاطي المخدرات بالوريد ومشاركة الإبر بين عدة أشخاص. وقد ينتقل الفيروس من الأم الحامل إلى الجنين ومن خلال ممارسة الجنس غير الآمن مع اكثر من شريك.
وأضاف: " الممارسات الطبية غير الآمنة تسهم كذلك في الإصابة بالفيروس (..) حتى في استراليا قبل 1980عام لم يكن نقل الدم يخضع لفحوصات مشددة كيومنا هذا (..) في بعض الدول العربية وبعض الدول الإفريقية والآسيوية لا تزال إجراءات نقل الدم دون المستوى المطلوب."
وذكر توما أن الوشم غير الآمن وبإبر ملوثة قد يؤدي إلى الإصابة بفيروس الكبد الوبائي وحذر الأشخاص بضرورة التنبه لهذه المسألة خصوصاً إلى رغبوا في الحصول على وشم خارج أستراليا.
The number of Australian's dying from unintentional drug overdoses has increased dramatically in the last 10 years, according to a new report. Source: AAP
الأطفال اكثر عرضة للخطر
قال الدكتور توما أن الأطفال هم الأكثر عرضة لمخاطر فيروس التهاب الكبد ب لأن احتمالية تحول الإصابة لديهم إلى مرض مزمن مرتفعة وتصل إلى 90% من الحالات وفي المقابل لا تتجاوز هذه النسبة 5% من الإصابات لدى البالغين.
وأضاف: " تجري وزارة الصحة الاسترالية فحوص الكبد الفيروسي ب لكل الحوامل للكشف عن الفيروس حفاظاً على صحة الأم والجنين (..) كل طفل يولد يتلقى لقاحاً ضد الفيروس في الأشهر الأولى من حياته."
وذكر الدكتور توما إن غالبية الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الوبائي المزمن في أستراليا ولدوا في الخارج وأصيبوا بالتهاب الكبد الوبائي (ب) عندما كانوا أطفالاً أو أطفال
هل يمكن الشفاء من المرض؟
بما أن الإصابة الفيروسية لا تتحول إلى مرض مزمن إلا 5% من الحالات لدى البالغين، لا يحتاج المعظم إلى أدوية للسيطرة على المرض. وقال الدكتور توما أن الطبيب العام يجري الفحوصات الأولية وبناءً على النتائج يقول بتحويل المريض إلى الطبيب الاختصاصي الذي يقرر بدوره إذا ما كان المريض بحاجة إلى أدوية anti-viral توصف لمدى الحياة للسيطرة على نشاط الفيروس داخل الجسم والحفاظ على صحة الكبد علماً بأن الطب لم يتوصل بعد إلى علاج يضمن الشفاء التام من الفيروس.
وصمة العار المرتبطة بالمرض
حسب الدراسات في الولايات المتحدة فإن 10% من المصابين بفيروس نقص المناعة HIV مصابون كذلك بالتهاب الكبد ب بسبب تشابه طرق الإصابة وخصوصاً الجنس غير الآمن وحقن المخدرات. وقال الدكتور توما أنه يتوجب على الأشخاص من الخلفيات الثقافية المتنوعة التنبه أكثر من غيرهم لهذا المرض فمن الممكن أن يكونوا تعرضوا للفيروس في بلدانهم الأم.
وعن وصمة العار التي تحيط بهذا النوع من الأمراض، دعا الدكتور توما أفراد المجتمع إلى التسامح مع المصابين وأضاف: "أسباب الإصابة متعددة وحتى إن كان السبب اتصال جنسياً غير آمن فهذه ليست نهاية العالم بما أن الشخص لا يزال على قيد الحياة."
ويعد التشخيص المبكر والحصول على العلاج اللازم ضرورياً، فكل عام يُشخص أكثر من 6000 شخص بالفيروس في أستراليا.
