النقاط الرئيسية:
- قضت نور ما يقرب من عام ونصف تنتقل بين مجموعة وأخرى محاولة تكوين صداقات
- قد يشعر أطفال الأسر المهاجرة بالحزن والخسارة عند مغادرة بيئتهم المألوفة
- تلعب الأسرة دورا كبيرا في عملية تأقلم الأطفال في مجتمعهم الجديد
"في وقت من الأوقات استسلمت لفكرة أني لن يكون لدي أصدقاء."
هكذا تصف نور حسام ما تراه بأنه أكبر تحد واجهته بعد انتقال أسرتها من قطر للحياة في أستراليا منذ ثلاث سنوات.
تقول نور أنها قضت ما يقرب من عام ونصف تنتقل بين مجموعة وأخرى محاولة تكوين صداقات ولكن محاولاتها كانت تبوء بالفشل.
"كان كل زملائي لديهم أصدقاء بالفعل وينتمون لمجموعات معينة وكنت أنا بمثابة الغريبة في وسطهم."
اقرأ المزيد

"الحيوان المشعر": هكذا واجهت تعرضي للتنمر
تشير الدراسات إلى أن الأطفال من خلفيات مهاجرة يتفوقون على نظرائهم الأستراليين أكاديميا. ولكن هؤلاء الأطفال يواجهون تحديات اجتماعية وثقافية.
تجربة الهجرة وما تحمله من اختلافات ثقافية عن حياة الطفل السابقة في بلد آخر تعني أن هؤلاء الأطفال قد لا يتأقلمون بسهولة وسيحتاجون إلى الفهم والمساعدة.
قد يشعر أطفال الأسر المهاجرة بالحزن والخسارة عند مغادرة بيئتهم المألوفة.
يزداد الأمر سوءا عند التعرض لعدم القبول من مجموعة الأقران بسبب الاختلافات الثقافية مثل اللهجات أوالاختلافات التعليمية والثقافية التي تجعل معرفتهم السابقة غير مناسبة أو غير مقبولة.
قد يؤدي التعرض للرفض من الأقران إلى تدني احترام الذات والشعور بالنقص والدونية.

نور تلقي خطابا في المدرسة Credit: Heba Ibrahim
"لم أكن أرى نفسي مختلفة بسبب حجاب أو خلفيتي الثقافية. كنت أشعر أني مثلي مثل أي طالبة أخرى في المدرسة."
ثقة نور بنفسها واستمرار محاولاتها الدؤوبة ساعداها على تكوين صداقات مما شجعها على خوض تجارب أخرى.
تقدمت نور لمنصب school captain وهو دور قيادي في المدرسة يسمح لها بالمشاركة في إدارة العديد من الأنشطة داخل المدرسة.
تقول نور لأس بي أس عربي: "في البداية تقدمت على سبيل التجربة ولم أكن أتوقع أن أتخطى مراحل الاختيار الأولى."
ولكن الأمور سارت عكس توقعات نور.
"تم قبول استمارتي ودعيت إلى مقابلة مع أعضاء من إدارة المدرسة."
"من هنا بدأت أخذ الموضوع بجدية أكبر."
طلب من نور اعداد خطاب والقاءه أمام المدرسة والإدارة أي أمام حوالي 3000 شخص.
"حاولت أن أكون مقنعة وأن أجعل الخطاب ظريفا أيضا بقدر الإمكان."

نور مع أحد زملائها في المدرسة Credit: Heba Ibrahim
تبع القاء الخطاب تصويت الكتروني من قبل طلاب المدرسة ووقع الاختيار على نور وطالب آخر ليحتلا منصب school captains.
تشير الدراسات إلى أن السماح للطلاب من خلفيات مهاجرة باستخدام المعرفة السابقة المكتسبة في بلدهم السابق يساعد على بناء الجسور بين أساليب الحياة المختلفة ويشعر الطفل بالقبول والتقدير في البلد جديد.
تلعب أيضا الأسرة دورا كبيرا في عملية تأقلم الأطفال في مجتمعهم الجديد.
تقول والدة نور هبة إبراهيم أن الأسرة تدعم مشاركة نور في الأنشطة المدرسية.
"الحياة ليست دراسة فقط."
ترى هبة أن حياة الأسرة في قطر سمحت لأطفالها التعرف على ثقافات مختلفة ولكن هذا لم يمنع مواجهة بعض التحديات بعد الهجرة إلى أستراليا.
تقول هبة لأس بي أس عربي: "الفارق هنا هو عدم وجود جالية عربية كبيرة كما هو الحال في قطر."
ولكن الأم تشرح كيف أن دعم الأسرة واحتضانها للأطفال سهل من اندماجهم في المجتمع.
"يعرف أطفالي أنهم بإمكانهم التحدث إلى عن أي موضوع."
"أنا لا أتخذ فقط القرارات ولكني دائما أسألهم عن رأيهم. وهم يعرفون الصواب والخطأ لإني غرست فيهم القيم منذ صغرهم."
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر هذا الرابط أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.
SBSعربي News تقدم لكم آخر الأخبار المحلية مباشرة الساعة 8 مساءً من الإثنين إلى الجمعة يمكنكم أيضًا مشاهدة أخبار SBSعربي News في أي وقت على SBS On Demand.