معظم الصداقات بين الناس تنتهي بسبب إفشاء الأسرار. هذا ما نراه حولنا كل يوم. فالصديق هو من صادقك وصدق معك وحفظ سرك. أيُّ خلل في هذه المعادلة تُنهي الصداقة لأنه لا يعود للسر مكان في قلب الصديق المفترض.
وأسرار الناس ثلاثة أنواع، منها ما يمكن إفشاؤه لكن في موعده، وهذا النوع يدخل في إطار الأخبار التي يجب الاحتفاظ بها حتى يحين موعد نشرها، أو في إطار المفاجآت السارة التي تحضَّر للغير. ونوع ثانٍ لا يجب إفشاؤه أبداً لأنه قد يؤذي الآخرين. ونوع ثالث سرٌّ دفين عن حياة المرء، إفشاؤه قد يسبب له فضيحة كبرى.
ويرى علماء النفس أن الاحتفاظ بالنوع الثالث من الأسرار يؤذي صاحبه، لذلك قد لا تصح مع مثل هذا النوع من الأسرار المقولة الشعبية العربية القائلة "صدرك أوسع لسرك". لذلك، يعمد البعض إلى البوح بسره الدفين إلى صديق حميم. لكنَّ هذا الصديق قد يشعر أيضاً بالضيق نتيجة احتفاظه بهذا النوع من الأسرار، فيبوح به لشخص مقرب إليه. عندها ينتشر السر وتقع الواقعة.
أمّا البوح بالنوع الثاني من الأسرار فيُعتبر خيانة وقد يسبب حروباً بين الناس. وكم من علاقة انتهت إلى خراب بسبب مثل هذا التصرف.
وبالنسبة إلى النوع الأول، أي السر الذي لا يجب أن يُكشف قبل موعده، فإن إفشاءه يسلب صاحبه عنصر المفاجأة، وقد يسرق منه الفرح.
وفي ثقافتنا العربية أمثلة شعبية كثيرة عن كتمان السر، منها:
- "كن على حفظ سرك، أحرص منك على حقن دمك".
- "قلوب العقلاء حصون الأسرار".
- "لا يكتم السر إلّا من له شرف، والسر عند كرام الناس مكتوم".
- "انفرد بسرك ولا تودعه حازماً فيزل، ولا جاهلاً فيخون".
- "إذا تجاوز السر ثلاثة أشخاص، انتشر"!
وتقول الروائية والصحافية دينا سليم حنحن إن السر الشخصي يسبب العبودية لصاحبه، وأن الاحتفاظ بأسرار الآخرين مبدأ أخلاقي مرتبط بشخصية الإنسان.
للاستماع إلى الحديث الكامل مع السيدة دينا سليم حنحن، يرجى الضغط على الرابط أعلاه.