وقعت سلسلة من أعمال العنف والجرائم في عدد من المدن الأسترالية خلال الأيام القليلة الماضية، فيما ضبطت الشرطة أسلحة عسكرية محظورة وسط تخوفات من أن يكون صاحبُها في صدد الإعداد لعملية قتل جماعي.
ومن أبرز هذه المستجدات صداماتٌ جديدة شهدتها شوارع ملبورن خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما أدّى إلى تجدُّد السجال السياسي حول الجريمة والجاليات الاثنية ومدى صرامة الشرطة.
الصدامات وقعت في منطقة Collingwood بعد حفل موسيقي بين شبيبة من أصول أفريقية وأخرى من جزر المحيط الهادئ، ما أدى إلى إصابة 6 أشخاص بجروح. وتعرَّضت شرطة فكتوريا لانتقادات حادة لعدم توقيفها أيّ شخص. بين منتقدي الشرطة رئيس الوزراء سكوت موريسن الذي رأى أن ملبورن تعاني من مشكلة أمنية ليست موجودة في مدن أخرى مثل سيدني، داعياً إلى منح مزيد من الصلاحيات لشرطة فكتوريا.
لكنّ المفارقة أن سيدني ومدناً أخرى، كانت مسرحاً لعمليات عنف أو حوادث أمنية لا تقل خطورة. فقد عثرت شرطة نيو ساوث ويلز على ترسانة من الأسلحة غير المرخصة في منزل في سيدني يخص حارساً سابقاً للسجون يُدعى مايكل كاي. ويحتوي المخبأ على عشر قطع عسكرية وعشرات السكاكين وعدد من السيوف بالإضافة إلى نحو مئتي طلقة نارية. الشرطة صادرت هذه الأسلحة واعتقلت صاحب المنزل وعمره 64 عاماً، وأحالته إلى أخصائيين لتقييم وضعه النفسي. صحيفة دايلي تلغراف نقلت عن مصادر في الشرطة تخوفها من أن الرجل كان في صدد التخطيط لعملية إطلاق نار عشوائياً على الناس في مكان عام.
نبقى سيدني حيث يكاد لا يمر أسبوع من دون حادث إطلاق نار. من آخر هذه الحوادث، أصيب رجل بجروح بنيران مجهولين فيما كان ينتظر للحصول على بيتزا طلبها من أحد المطاعم.
وفي بريزبن، لقي رجل مصرعه بعد مشادة من عدد من الأشخاص ترجلوا من سيارة كانوا يستقلونها أمام الحديقة الأمامية لمنزله. وفر مطلقو النار من دون أن تتمكن الشرطة من معرفة هويتهم.
على رغم هذه الحوادث، أكدت مصادر الشرطة أن الأمن في أستراليا ليس سائباً، فيما تشير أرقام رسمية إلى تراجع عمليات السطو والقتل خلال الأعوام الأخيرة. وأظهرت هذه الأرقام أيضاً أن حوالى 60% من الذين لقوا مصرعهم بجرائم قتل في أستراليا قضوا إمّا طعناً أو ضرباً. 13% منهم فقط قضوا بالرصاص.
المزيد عن هذا الموضوع في لقاء مع رئيس تحرير صحيفة التلغراف أنطوان القزي.