الحياكة كرسالة تراثية: قصة شابة مهاجرة مصرية تبدع فن التطريز الفلسطيني في أستراليا

Tatreez 7.JPG

تطريز فلسطيني- ورشة خاصة بقيادة شابات يافعات في سيدني

في عالم تتسارع فيه التكنولوجيا وتختفي معه تفاصيل الحِرف القديمة، تلمع حكاية "آيتن"، الشابة التي لم تتجاوز الثالثة والعشرين من عمرها، التي وجدت في فن التطريز العربي والفلسطيني وسيلة للتعبير، وساحة للحفاظ على هويةٍ لا تعرف النسيان.


للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

بدأت رحلة آيتن قبل سنوات قليلة حين كانت تتشارك وصديقتها في تنفيذ بعض التصاميم البسيطة، ومتابعة التحديات الفنية المنتشرة في العالم العربي. لكن شيئًا ما كان مختلفًا؛ كان هناك دافع أعمق من مجرد الشغف: "أردنا أن نترك بصمة، ووجدنا أن التطريز الفلسطيني هو طريقنا"، كما تقول.

لكن التطريز بالنسبة لآيتن لم يكن هواية عابرة، بل وسيلة للتعبير عن انتماء راسخ وهويّة تعتز بها.

"كنّا نبحث عن طريقة نوصل فيها صوتنا ورسالتنا. وجدت في التطريز لغة يفهمها الجميع دون أن نتكلم".
رحلة تعلم ذاتية وإحياء للذاكرة

ورغم عدم توفر تعليم تقليدي في هذا المجال، خاضت آيتن رحلة تعلم ذاتي بدأت بالكتب والفيديوهات التعليمية. وتصف هذه التجربة قائلة: "كل غرزة كنت أتعلمها جعلتني أشعر بالانتماء أكثر، وكأنني أكتب قصة جديدة بخيط وإبرة".

ولم تكتفِ آيتن بتعلم الغرز، بل بحثت في خلفيات النقوش ورمزية كل تصميم:
عندما أقرأ عن تاريخ التطريز الفلسطيني، وأرى ارتباطه بكل قرية وكل قصة، أشعر أنني لا أنسج قماشاً فقط، بل أحافظ على ذاكرة أجيال.
Tatreez 6.jpeg
نموذج من تطريز آيتن محفوظ
من فلسطين إلى العالم العربي

مع مرور الوقت، اتسعت دائرة إبداع آيتن لتشمل الفنون العربية والإسلامية الأخرى، بما في ذلك التصاميم الهندسية والفن الإسلامي. "بدأنا نعمل على تحديات مرتبطة بالفن الإسلامي والمشاركات الجيومترية. مع كل تصميم نتعلم شيئاً جديداً"، تقول، في إشارة إلى التطور الفني الذي عايشته.

الفن كلغة عالمية

المفارقة التي عاشتها آيتن أن التطريز لم يكن فقط جزءاً من حياتها الفنية، بل دخل حتى في تفاصيل حياتها اليومية. ففي أحد الأيام، أثناء مرافقتها لأحد أقربائها في المستشفى، لفتت تطريزاتها أنظار الناس الذين بدأوا يسألون عنها باهتمام. "شعرت حينها أن الفن لغة عالمية، تفتح باب الحديث مع أي شخص، مهما كانت خلفيته"، تروي آيتن.
Tatreez Post.PNG
ورشة عمل لنقل التجربة

ومن هذا الشغف، قررت آيتن أن تنقل تجربتها للآخرين، فأعلنت عن تقديم أول ورشة عمل عامة في 9تشرين الأول /أكتوبر من الساعة 10:30 صباحًا وحتى 12:30 ظهرًا. الورشة موجهة لكل من يرغب في التعرف على فن التطريز وخباياه، والتسجيل متاح للجميع.

توضح آيتن أن الهدف من الورشة لا يقتصر على تعليم الغرز فقط، بل يتعدى ذلك ليكون دعوة للتأمل والتواصل مع الذات والجذور.
"التطريز ليس مجرد مهارة يدوية، بل وسيلة للتأمل والسلام الداخلي. حتى لو لم يكن تطريزًا، يكفي أن يكون لديك شغف يربطك بعالمك الداخلي"، تضيف بابتسامة هادئة.
خيط يصل الماضي بالحاضر

تؤمن آيتن أن كل غرزة هي خيط يصل بين الماضي والحاضر، وأن كل قطعة فنية تحمل في طياتها حكاية وهوية. "أؤمن أن كل خيط ننسجه يربطنا بتاريخنا ويعطينا معنى أعمق للحياة. وهذا ما أريد أن أشاركه مع الناس"، تقول بنبرة واثقة.استمعوا لتفاصيل أكثر بالضغط على زر الصوت في الأعلى.
استمعوا لتفاصيل أكثر عن التطريز و رحلة الشغف بالضغط على زر الصوت في الأعلى.

هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "أستراليا اليوم" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة الثالثة بعد الظهر إلى السادسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق Radio SBS المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك وتويتر وانستغرام.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.


شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand
الحياكة كرسالة تراثية: قصة شابة مهاجرة مصرية تبدع فن التطريز الفلسطيني في أستراليا | SBS Arabic