في وقت تتواصل فيه النقاشات حول ملف الهجرة والمواطنة، بعد مسيرات مناهضة للهجرة في شوارع أستراليا، وجّه وزير الهجرة والمواطنة والشؤون الداخلية ، توني بيرك، رسائل مباشرة إلى الجاليات المهاجرة مؤكداً أن أستراليا بلد مرحّب وأن قوة المجتمع تكمن في تنوعه.
وقال بيرك وهو ايضا وزير الأمن القومي والأمن السيبراني إنه على الرغم من الرسائل السلبية التي تصل أحياناً للبعض بشأن الهجرة، فإن الحكومة ماضية في احتضان القادمين الجدد .
واوضح قائلا " "في مراسم المواطنة الضخمة في هومبوش، رسالتي واحدة لكل مواطن جديد، وهي التاكيد بالقول: أهلاً بكم في وطنكم. نحن ممتنون لأنهم اختاروا أستراليا، وأهلاً بكم في وطنكم".
وأكد الوزير أن أعداد الهجرة الدائمة هذا العام هي ذاتها التي شهدها العام الماضي، مشيراً إلى أن الانطباع بارتفاعها مرتبط بتدفّق مفاجئ بعد انتهاء الإغلاقات.
توني بيرك : لدينا برنامج هجرة مُصمم وفق احتياجات أستراليا
وقال "لدينا برنامج هجرة مُصمم وفق احتياجات أستراليا. ونحن أفضل بفضله، ويجب أن نشعر بالفخر به".
وبشأن القلق الذي يسود بعض أبناء الجالية السورية وغيرهم من الجاليات بسبب المسيرات المناهضة للهجرة، أوضح بيرك ان تلك المسيرات لا تمثل استراليا الحديثة ، ماضيا الى القول إن "أكثر الاحتجاجات غضباً لا تمثل أستراليا الحديثة. بصفتي وزيراً، أستطيع أن أتحدث باسم البلاد .. نحن مكان أفضل لأن المجتمع السوري قد اختارنا. أنتم لستم زواراً هنا، أنتم في وطنكم وأنتم مرحب بكم ".
وأشار كذلك إلى مقترح من بعض أفراد المجتمع ببدء اليوم الدراسي بالنشيد الوطني، وقال إن "العديد من المدارس تقوم بذلك بالفعل. وأحب أن يُؤدى المقطع الثاني من النشيد، حيث نقول: لأولئك الذين جاؤوا عبر البحار، لدينا سهول بلا حدود لنشاركها. هذا يعكس أستراليا كأمة مرحبة".
وجاءت تصريحات الوزير خلال مشاركته في حفل خاص نظمته شبكة الأعمال السورية الأسترالية ، ووصف المناسبة بأنها ليلة للاحتفال بما أنجزته الجالية السورية في أستراليا، مبينا ان "العديد من الأعمال السورية بدأت بصعوبات ثم بنت مشاريع استثنائية، خلقت وظائف حقيقية وقدّمت خدمات للمجتمع وهذه فرصة للاعتراف بذلك والتذكير بأن أستراليا مكان أفضل بفضل المجتمع السوري، وأن اقتصادنا المحلي أقوى بفضل مساهمته".
وعد لقاء الجالية السورية مع وزير الهجرة والمواطنة محطة مهمة لايصال صوت الجالية بشكل موحد كما عبر عن ذلك امين سر شبكة الأعمال الاسترالية السورية يوسف مرتضى

يوسف مرتضى: اللقاء مع الوزير توني بيرك فرصة مهمة لإيصال صوت الجالية بشكل موحد إلى الحكومة
وقال مرتضى إن اللقاء مع الوزير "فرصة مهمة لإيصال صوت الجالية بشكل موحد إلى الحكومة"، مشيراً إلى أن الحضور تمكّنوا من عرض قضاياهم المتعلقة بالهجرة، خصوصاً صعوبة لمّ شمل العائلات وإحضار الوالدين.
من جانبها رأت رشا أبو الشامات، وهي سيدة أعمال سورية، أن المناسبة شكلت فرصة "لتبادل الآراء وتعزيز التكامل الاقتصادي"، مبينة أن "الملتقى سمح للجالية بالاجتماع تحت سقف واحد لمناقشة قضاياها وهمومها".
أما غيدا بركات، وهي لاجئة جديدة وصلت قبل شهر فقط، فقالت إنها "شعرت وكأنها ما زالت في سوريا وسط هذا الجو المليء بالثقافة والتراث".
واضافت "الوزير كان ودوداً للغاية، رحب بي شخصياً، وسألني عن تجربتي في اللجوء ، وصعوبات الحصول على الفيزا ، شعرت أن الحكومة تهتم بنا فعلاً، وهذا يمنحني شعوراً بالأمان".
وأضافت مؤكدة ان "الأغاني التراثية التي أدتها الفرقة السورية جعلتنا نحس أننا في سيدني لكننا ما زلنا متصلين ببلدنا وجذورنا".
وكان وزير الشؤون الداخلية، توني بيرك، أكد لأس بي أس نيوز انه "لا مكان في بلدنا لمن يسعون لتقسيم المجتمع وتقويض تماسكه الاجتماعي. نحن نقف مع أستراليا الحديثة ضد هذه المسيرات فلا شيء يمكن أن يكون أقل أسترالية".