تتضارب الأرقام حول نسبة المهاجرين المهرة الذين يتمكنون من العثور على عمل في مجال اختصاصهم لدى وصولهم إلى أستراليا، فمنظمة AMES المختصة بتدريب المهاجرين وتأهيلهم لدخول سوق العمل تقول أن 53% منهم تمكن من الحصول على عمل ضمن اختصاصه في 2013، في الوقت الذي صرحت فيه وزارة الهجرة لأس بي أس عربي24 أن النسبة تصل إلى 70%.
سارة ملحس، فتاة أردنية وصلت إلى سيدني في تموز يوليو من عام 2017 ضمن برنامج تأشيرة عمل مؤقتة تُمنح لخريجي مساقات هندسية. وعن تجربتها قالت في حديث لراديو أس بي أس عربي٢٤: "سمعت عن هذه التأشيرة من أصدقاء لي في سيدني، وتقدمت بطلب لأفاجئ بحصولي عليها بعد أقل من 40 يوم."
وكأي قادم جديد، لم تعرف سارة من أين تبدأ رحلة البحث عن عمل، وزادت مهمتها صعوبة نظراً لكونها حديثة التخرج ولا تملك خبرة عملية. ووصفت الفتاة العشرينية الحيرة التي تملكتها في ذلك الوقت بالقول: "لم أكن أعرف شيئاً عن المدينة (..) لم يكن لدي خبرة بمقابلات العمل ووجدت نفسي غير قادرة على التسويق لنفسي بالطريقة المناسبة."
ولم تسعفها جولاتها اليومية على مواقع التوظيف الالكترونية، وزادت من حيرتها المتطلبات الكثيرة التي تطلبها الشركات الأسترالية. 
بعد 10 أيام من وصولهاإلى سيدني، قررت سارة اتخاذ منحى أكثر عملية في البحث عن عمل وانطلقت بالفعل في رحلة على الأقدام في شوارع الوسط التجاري للمدينة حيث ساقتها الأقدار إلى أحد الصيدليات لتطلب لقاء المدير وتسلمه سيرتها الذاتية أملاً في الحصول على وظيفة بدوام جزئي، علها تكسر حاجز الخوف وتكتسب جرعة ثبات تمكنها من خوض غمار تجربة الهجرة بشجاعة أكبر. بعد بضعة أيام، تلقت اتصالاً هاتفياً من الصيدلية لإعلامها بأنه بات بإمكانها استلام عمل لديهم. تقول سارة أنه خلال الأسابيع الأربعة التي عملت فيها هناك، كانت تعود من العمل إلى المنزل كل مساء لتقلب صفحات مواقع التوظيف بحثاً عن وظيفة في مجال هندسة الاتصالات.
بعد بضعة أيام، تلقت اتصالاً هاتفياً من الصيدلية لإعلامها بأنه بات بإمكانها استلام عمل لديهم. تقول سارة أنه خلال الأسابيع الأربعة التي عملت فيها هناك، كانت تعود من العمل إلى المنزل كل مساء لتقلب صفحات مواقع التوظيف بحثاً عن وظيفة في مجال هندسة الاتصالات.

 Source: Supplied
تقول سارة: "لم أكن أفهم الأشياء التي يطلبونها لكل وظيفة، واضطررت لقراءة الكثير من المقالات لأعدل من السيرة الذاتية"، وبعد الكثير من المقابلات الفاشلة التي أشعرتها بالضيق واليأس، تقر اليوم  بأنها تعلمت دروساً ساعدتها في تعلم مهارة تسويق الذات وترك انطباع جيد لدى الشركات.
وبعد الأسابيع الأربعة الأولى، تمكنت سارة من الحصول على وظيفتها الأولى في مجال اختصاصها الهندسي، واستمرت بالعمل لحوالي العام وأربعة أشهر، وقتئذ كانت تأشيرتها على وشك الانتهاء. "تقدمت بطلب لوظيفة جديدة في أيلول سبتمبر من العام 2018 وكانت صلاحية تأشيرتي ستنتهي في كانون الثاني يناير 2019."
حساباتها للحصول على النقاط اللازمة لتأشيرة العمال المهرة 189 والتي تمنح صاحبها إقامة دائمة لم تكن دقيقة، وعلى الرغم من توقيعها لعقد العمل الجديد، شعرت سارة باقتراب مغامرتها الاسترالية من النهاية، ولكن الحظ والعمل الجاد ابتسما لها عندما قررت إعلام الشركة بظروفها، بتبادر الأخيرة بمنحها رعاية للتأشيرة وبات بمقدورها البقاء في البلاد واستلام مهام عملها كمهندسة مشاريع.
استمعوا إلى مقابلة سارة في التسجيل الصوتي المرفق بالصورة.








