عادت قضية طالبي اللجوء اليوم إلى الواجهة مع توجه عدد إلى العاصمة الفدرالية كانبرا حيث تظاهروا أمام السفارة الأمريكية وحاولوا تسليم المسؤولين فيها رسالة على اعتبار أن الكثيرين منهم اضطروا لترك العراق بعد الاحتلال الأمريكي، كما وتوجهوا إلى مبنى البرلمان الأسترالي سيرا على الاقدام تحت المطر للمطالبة بقضيتهم.
وقد سُمح لأربعة منهم بالدخول إلى البرلمان ومقابلة السناتور نيك ماكيم من حزب الخضر، الذي وعدهم بأن يطرح قضيتهم في جلسة البرلمان القادمة.
ويُطالب هؤلاء اللاجئون بالنظر في قضاياهم لأنهم لا يشعرون بالاستقرار بعد ثماني سنوات على وصولهم إلى أستراليا. فمنهم مَن مُنح الإقامة الدائمة لكنه لم يحصل على الجنسية، ومنهم من مُنح تأشيرة حماية مؤقتة تستمر إما لثلاث أو خمس سنوات، وهناك المرفوضين الذين ليس لديهم حق العمل أو الحصول على معونات حكومية، وهناك فئة المتزوجين، وفئة المولودين هنا.

السناتور نيك ماكيم يقابل ممثلين عن اللاجئين في مبنى البرلمان في كانبرا Source: Faris Al Kilaby
من الأشخاص الذين رُفض طلب لجوئهم، المحامي العراقي فارس الكِلابي الذي وصل إلى أستراليا عام 2013، وتزوج هنا، وهو يعيل الآن طفلين، وينتظر هو وزوجته مولودا جديدا. قصة فارس لها أبعاد عديدة فهو كما يقول لا يستطيع العودة إلى العراق ويشعر بأنه "مسجون".
وفي حديث مع SBS Arabic24 يقول فارس إنه الآن في وضع صحي ونفسي صعب جدا.
بالنسبة لي كشخص أنا الآن مريض نفسي، أنا محصور، مسجون، أنا تزوجت في هذا البلد، وأشعر باللوعة عندما أرى أطفالي جياعا
يأتي هذا في وقت أعلنت فيه الحكومة عن أنها تريد أن تدخل إصلاحات على نظام الهجرة لاستقطاب عمال من الخارج لملء الوظائف الشاغرة خاصة في المناطق الإقليمية، وكانت هناك توصيات من لجنة برلمانية بأن يتم تخصيص مقاعد على الرحلات القادمة من الخارج للعمال ذوي المهارات، وبأن يُصار إلى تخفيف قواعد وشروط التوظيف.
ويقول فارس الكِلابي إنه وفي الوقت الذي تبحث فيه الحكومة عن عمال يأتون من الخارج، يوجد في أستراليا حوالي 30 ألف من اللاجئين الذين عبروا عن استعدادهم لملء الوظائف الشاغرة مثل قطاف الفاكهة والخضار وغير ذلك من الأعمال. ويقول إنه مستعد أن يقوم بأي عمل لسد رمق أطفاله.
"أنا مستعد أن أعمل أي عمل لخاطر أطفالي، أنا كنت ناجحا في عملي، فلقد عملت في مجال تركيب الألمنيوم والزجاج، وبدأت العمل منذ عام 2014 عندما كان مسموحا لي أن أعمل، ودفعت ما يتوجب علي من ضرائب".
ويذكر فارس أنه وفي بداية عام 2020 خسر آخر الخيارات القانونية المتاحة له لكي يثبت أنه بحاجة للحماية، وذلك عندما رفضت المحكمة الفدرالية العليا منحه حق اللجوء. وعندها تغيرت حياته.
جاء المحامي وأبلغني أن طلبي رفض، وأنني لن أستطيع العمل بعد الآن
ويقول فارس أيضا أن الحكومة أوقفت مدفوعات دعم العائلة التي كانت تحصل عليها زوجته وأطفاله وذلك بعدما حصل على مبلغ من المال تعويضا له عن إصابته في حادث سيارة. لكن المال نفذ وأصبحت العائلة على طريق التشرد والجوع.
عانيت من خسارة كبيرة لأن كان لدي عقود مع زبائن ولم أتمكن من الإيفاء بها، كما وأن المحكمة تطالني الآن بدفع حوالي 7000 دولار كرسوم لأنني خسرت القضية.
وتقول مجموعة ناشطة في الدفاع عن طالبي اللجوء واللاجئين الذين وصلوا إلى أستراليا بعد عام 2012 تدعى Australian Refugees in Limbo إنه وبسبب الاحتلال الأمريكي للعراق وما تلاه من نزاعات أضطر واحد من كل 25 عراقي لترك منازلهم. وتقول إن المهندسين والفنانين والمحامين والاكاديميين والأطباء واختصاصيين في مجالات أخرى كانوا من أوائل الذين فروا من الحرب.
وقد نظمت هذه المجموعة اليوم مسيرة من السفارة الامريكية في كانبرا إلى مبنى البرلمان الأسترالي في العاصمة الفدرالية للمطالبة بحل ملفاتهم العالقة.

مظاهرة للاجئين أمام مبنى البرلمان في كانبرا للمطالبة بتحسين أوضاعهم ومنحهم تأشيرات حماية دائمة Source: Faris Al Kilaby
وبحسب الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بعد عام 2012 لتسيير آلاف الملفات العالقة بعد تدفق حوالي 50 ألف طالب لجوء عبر البحر بين عامي 2010 و2013، أصبح هناك حوالي 30 ألفا منهم يعيشون في استراليا دون مصير محدد.
استمعوا إلى قصة فارس الكِلابي في التدوين الصوتي في أعلى الصفحة.